يبقى دور التمارين الرياضية في إزالة السموم من الدماغ مجالاً شيّقاً للبحث في مختبرات الأبحاث العلمية حول العالم حيث بيّنت دراسات عدّة أن النشاط البدني يقلل من خطر الإصابة بجميع أشكال الخرف وخصوصاً ألزهايمر بنسبة مئوية مهمّة جداً. فأي تمارين هي الأنسب وهل ارتياد النادي الرياضي من ضروريات أسلوب الحياة الصحية؟
بيّنت الدراسات الحديثة مساهمة الأنشطة الرياضية في تدفّق الدم إلى الدماغ، ما يؤدي دوراً في تقوية الذاكرة والتركيز خصوصاً لدى الفئات العمرية التي بلغت منتصف العمر. لذلك ينصح ببدء ممارسة النشاطات الرياضية منذ الطفولة، عند بلوغ العام الثالث بعدما يتعلّم معظم الأطفال مهارات تفسح في المجال أمام ممارسة الرياضات المنظمة كالجري والرمي في الوقت نفسه مثلاً، لتصبح الرياضة أسلوب حياة يرافقهم حتى سنّ الرشد. ويتحدث المدرب الرياضي أمين ديب عن ضرورة اختيار الراشدين النشاط الرياضي الذي يتماشى مع مستوى لياقتهم البدنية وممارسته بانتظام، معدداً الرياضات التي يمكن ممارستها في المنزل مثل:
- المشي: يعتبر تمريناً رائعاً لتحسين اللياقة البدنية وتقوية العضلات.
- تمارين اللياقة البدنية العامة: استخدام الأوزان الحرة مثل "الدمبلز" أو الكرة الرياضية أو مقعد البدلاء لممارسة تمارين مثل "السكوات" والضغطات وتمارين البطن والظهر.
- اليوغا: تُعتبر تمريناً رائعاً لتحسين المرونة والتوازن وتقوية العضلات، ويمكن العثور على دروسها عبر الإنترنت.
- التمارين الهوائية: استخدام الدراجات الهوائية وآلات التجديف وآلات السير الهوائي في المنزل.
- السباحة: في حال توافر المسبح في المنزل لتحسين اللياقة البدنية وتقوية العضلات.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان ضرورياً تكثيف المجهود للحصول على نتائج أفضل، يقول: "تؤكد المعطيات العلمية أن الرياضة مفيدة حتى لو اقتصرت ممارستها على فترة قصيرة حيث يمكن لتمرين - 5 دقائق مثلاً - أن ينعكس إيجاباً على نوعية النوم وزيادة مستويات الطاقة كما تساعد دفعات النشاط هذه في التحكم بالوزن، وذلك عبر حرق بعض السعرات الحرارية.
كما يمكن ممارسة المشي السريع لمدة 5 دقائق في استراحة الغداء، وممارسة تمرين المعدة والضغط، لمدة 3 دقائق في المكتب، فكل دقيقة تُحدث فرقاً. ورغم أن التمارين المنتظمة لساعة أو نصف ساعة تحرق مزيداً من السعرات الحرارية، إلا أنه من الضروري ممارسة نشاطٍ بدني على فترات قصيرة بدلاً من عدم الممارسة بالمطلق. فتقسيم حصة الرياضة على جولات عدّة قصيرة خلال النهار، أفضل من عدم القيام بأي حركة".
ويضيف: "لا يوجد وقت مثالي لممارسة الرياضة، بل هناك وقت مثالي مناسب لكل شخص وفق طبيعة يومه وانشغالاته. إذاً أفضل وقت للتمرين هو الوقت الذي يستطيع فيه الإنسان ممارسة الرياضة بشكل مستمر، سواء في الصباح أو خلال النهار أو في المساء بهدف الاسترخاء".
أمّا المبتدئون الذين ينتمون إلى منتصف العمر ويرغبون في ممارسة الرياضة لتعزيز صحتهم، فإليكم النصائح:
- البدء بممارسة الرياضة ببطء وتدرّج من دون مبالغة، فلا يُنصح بممارستها لمدّة تتجاوز 30 دقيقة في اليوم الواحد لأكثر من خمس مرات أسبوعياً. وذلك لمعاينة ردّ فعل الجسم خلال فترة من الزمن. فإن ممارسة الرياضة بشكل مفرط غالباً ما تصاحبها أضرار كثيرة عوضاً عن الفائدة.
- يُنصح بممارسة تمارين الإطالة قبل التمرين الرئيسي، لتجنب التعرض للإصابة خصوصاً عند القيام بالتمرين للمرة الأولى. كما يجب ممارسة تمارين الإطالة بعد الانتهاء عبر استهداف كل عضلة من العضلات لمدّة 15 ثانية.
- يُنصح بتنويع التمارين الرياضية لئلا يملّ الشخص ويفقد حماسته ورغبته في الاستمرار، مثل التنويع ما بين: التمارين القلبية، وتمارين المقاومة، ورفع الأثقال في الوقت نفسه، خصوصاً إذا كان الهدف خسارة الوزن وزيادة الكتلة العضلية.
كما يمكن ممارسة أنواع مختلفة، مثل: ركوب الدراجة، وكرة السلة، والتنس.
وعن أهمية استشارة مدرّب رياضي، يقول: "في حال واجه المبتدئ صعوبة في اختيار الرياضة المناسبة له فيمكن الاستعانة بالمدرّب الرياضي من أجل الاستفسار، خصوصاً أنه يقدّم المعلومات اللازمة التي تساعد في عدم التعرّض للإصابات الرياضية، كما يمكن أن يحدد الأوزان المناسبة لوزن الشخص ولياقته البدنية، لأنها تتطلّب الصبر والتدرّج".
وهل يُعتبر ارتياد النادي الرياضي الخيار الأفضل لممارسة الرياضة؟ يجيب: "ليس أمراً ضرورياً على الإطلاق، فممارسة الرياضة لا تتطلب مكاناً وزماناً محددين، حيث يمكن ممارسة المشي والجري خارج المنزل وداخله، وكذلك التمارين المنزلية مثل المقاومة ورفع الأثقال وركوب الدراجة والسباحة والرقص والريشة الطائرة".
منافع متنوعة كيف ينعكس الروتين الرياضي اليومي على الصحة الجسدية والنفسية؟ - ممارسة الرياضة تقي من الإصابة بالاكتئاب. - تخفف القلق والتوتر الناجم عن ضغوطات الحياة. - تحسن المزاج إذ ترفع هرمونات السعادة. - تزيد طاقة الجسم وقدرته على أداء المهام اليومية. - تساعد على التخلص من القلق وتحسن جودة النوم. - تحسّن الذاكرة عبر زيادة مستويات الإندورفينات في الجسم. |