يريفان تُعلن إصابات في صفوف "مرتزقة سوريين"

مواجهات دمويّة في ناغورني قره باغ تهزّ القوقاز

02 : 00

باشينيان مجتمعاً مع كبار قادة الجيش في يريفان أمس (أ ف ب)

تفجّر "الجمر من تحت الرماد" في منطقة القوقاز من جديد، وسُجّلت مواجهات عسكريّة دامية بين الإنفصاليين الأرمن في إقليم ناغورني قره باغ المستقلّ المدعوم من أرمينيا، وأذربيجان، أدّت إلى سقوط مئات القتلى والجرحى في تطوّر عسكري خطر جدّاً، قد يُهدّد باستدراج روسيا وتركيا، الداعمتان الأساسيّتان ليريفان وباكو توالياً، إلى ساحة الصراع الجيوستراتيجي.

وبينما كشف المتحدّث باسم الدفاع الأرمينيّة أرتسرون هوفهانيسيان أن متمرّدي ناغورني قره باغ "قتلوا نحو 200 جندي أذربيجاني ودمّروا 30 مربض مدفعيّة للعدوّ و20 طائرة مسيّرة"، دعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان القوى العظمى إلى منع انخراط تركيا في النزاع، معلناً "الأحكام العرفيّة والتعبئة العامة".

وإذ قال باشينيان إنّ "النظام الاستبدادي في أذربيجان أعلن مجدّداً الحرب على الشعب الأرميني"، أضاف متوجّهاً إلى الشعب الأرمني: "استعدّوا للدفاع عن أرضنا المقدّسة". كما حذّر من أنّه "نحن على شفير حرب واسعة النطاق في جنوب القوقاز"، فيما أشار المسؤول المحلّي في قره باغ أرتاك بغلاريان إلى سقوط "ضحايا مدنيين" من سكّان المنطقة.

بدوره، اتهم رئيس إقليم ناغورني قره باغ هاروتيونيان، أنقرة، بإرسال مرتزقة إلى أذربيجان، وقال: "لدينا معلومات تُفيد بأنّه تمّ إرسال مرتزقة من تركيا ودول أخرى جوّاً إلى أذربيجان"، مضيفاً: "الجيش التركي في حالة استعداد في أذربيجان تحت ذريعة التدريبات العسكريّة".

وفي هذا الإطار، أعلنت الحكومة الأرمينيّة إصابة أكثر من 81 مقاتلاً سوريّاً من أصل قرابة 4 آلاف من المرتزقة السوريين الذين تمّ إرسالهم إلى أذربيجان لمحاربة أرمينيا، في حين أكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن دفعة من مقاتلي الفصائل السوريّة الموالية لأنقرة وصلت إلى أذربيجان.

وفي المقابل، أعلنت الدفاع الأذربيجانيّة أن القوّات الأرمينيّة انتهكت وقف إطلاق النار، مشيرةً إلى أنّها أطلقت "عمليّة مضادة لكبح أنشطة القتال الأرمينيّة وضمان سلامة السكان"، باستخدام الدبّابات والصواريخ المدفعيّة والطيران العسكري والطائرات المسيّرة. ولفتت إلى أن "قتالاً عنيفاً اندلع على طول جبهة ناغورني قره باغ بعد ظهر الأحد".

وفيما أعلنت أذربيجان الأحكام العرفيّة في البلاد، إضافةً إلى حظر التجوّل في باكو ومدن أخرى عدّة، أشارت إلى أن القوّات الأذربيجانيّة سيطرت في قره باغ على جبل موروفداغ، الذي يُعتبر منطقة استراتيجيّة بين أرمينيا والمنطقة الانفصاليّة التي لا تُسيطر عليها باكو منذ عقود. كما ذكرت أذربيجان أنّ قوّاتها دخلت 7 قرى خاضعة لسيطرة الأرمينيين خلال المواجهات العنيفة، وهو ما نفته أرمينيا.

وفي خطاب متلفز للأمة، تعهّد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بالإنتصار على القوّات الأرمينيّة. وقال إنّ "قضيّتنا عادلة وسننتصر"، مكرّراً اقتباساً شهيراً نقل عن خطاب الديكتاتور السوفياتي جوزيف ستالين خلال الحرب العالميّة الثانية.

وفي ردود الفعل الإقليميّة والدوليّة، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى وضع حدّ للمواجهات الدامية بين الإنفصاليين المدعومين من أرمينيا والقوّات الأذربيجانيّة في منطقة ناغورني قره باغ. وقال بوتين، وفق بيان للكرملين إثر اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأرميني: "من المهمّ بذل كلّ الجهود الضروريّة لتجنّب تصعيد المواجهة، لكنّ الأمر الأساسي هو وجوب وضع حدّ للمواجهات".

وأضاف البيان المقتضب أن "الجانب الروسي أعرب عن قلقه البالغ لتجدّد المعارك على نطاق واسع"، فيما أعلنت الخارجيّة الروسيّة أن الوزير سيرغي لافروف يُجري اتصالات مكثّفة لحضّ الطرفَيْن على وقف إطلاق النار وبدء محادثات من أجل إعادة الاستقرار، بينما تعهّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعماً كاملاً من أنقرة لأذربيجان، ودعا أرمينيا إلى "وقف عدوانها".

وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قد اعتبر في وقت سابق أن "أكبر تهديد للسلام والإستقرار في القوقاز هو العدوان الذي تقوده أرمينيا، وعليها أن توقف هذا العدوان الذي يُهدّد بإشعال النار في المنطقة". ودعت إيران من جهتها جارتَيْها أرمينيا وأذربيجان إلى ضبط النفس، مبديةً استعدادها للمساعدة في بدء محادثات بينهما.

كذلك، حضّت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والفاتيكان والأمم المتحدة، طرفَيْ النزاع، على وقف الأعمال العدائيّة فوراً.


MISS 3