نزوح نصف سكّان ناغورني جرّاء المعارك

إجتماع وساطة في جنيف لحلّ أزمة جنوب القوقاز

02 : 00

رجل يتفقّد الأضرار البالغة في أحد أحياء ستيباناكرت أمس (أ ف ب)

بالتوازي مع صوت هدير المدافع والمعارك الضارية على جبهات ناغورني قره باغ، أعلنت الخارجيّة الأذربيجانيّة أمس أن وزير خارجيّة البلاد سيتوجّه اليوم إلى جنيف لإجراء لقاء مع الوسيط الدولي في النزاع حول الإقليم الأرمني المستقلّ، من دون عقد أي اجتماع مع ممثلين عن يريفان. وأوضحت الوزارة أن "هدف الزيارة لقاء رؤساء مجموعة مينسك في منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا) وعرض موقف أذربيجان من تسوية النزاع"، بينما استبعدت يريفان على لسان متحدّثة رسميّة أي لقاء بين وزراء أرمينيا وأذربيجان في جنيف، لأنّه "لا يُمكن التفاوض من جهة والقيام بعمليّات عسكريّة من جهة أخرى"، مستنكرةً "العدوان الأذربيجاني" على قره باغ.

ولم توضح في ما إذا كان الوزير الأرميني سيذهب إلى جنيف لحضور اجتماع منفصل مع رؤساء مجموعة مينسك، التي تُحاول من دون جدوى منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً حلّ النزاع، في حين اكتفت الخارجيّة الفرنسيّة بتأكيد "المشاورات على مستوى رؤساء مجموعة مينسك".

ومن المقرّر أن يصل الوزير الأرميني إلى موسكو في 12 تشرين الأوّل للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف، فيما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأرمن والأذربيجانيين إلى "وقف المأساة" الجارية في قره باغ. وخلال مقابلة مع التلفزيون الحكومي "روسيا" بثها الكرملين في يوم عيد ميلاده، قال بوتين: "إنّها مأساة هائلة. هناك ناس يموتون. نأمل في أن يتوقّف هذا النزاع في أسرع وقت ممكن".

وإذ أكد بوتين أن موسكو "ستحترم إلتزاماتها في إطار منظّمة المعاهدة الأمنيّة الجماعيّة"، أشار في الوقت عينه إلى أن المواجهات "لا تجري على أراضي أرمينيا" بل على أراضي ناغورني قره باغ، في حين أوضح الكرملين في وقت لاحق أن الإلتزامات التي تتحمّلها روسيا أمام أرمينيا ضمن إطار منظّمة المعاهدة الأمنيّة الجماعيّة، لا تمتدّ إلى جمهوريّة قره باغ المعلنة ذاتيّاً والمدعومة من قبل يريفان.

وفي الغضون، أكدت فرنسا أن تركيا "تتدخّل عسكريّاً" في نزاع قره باغ إلى جانب أذربيجان، وجدّدت مخاوفها من "تدويل الصراع". وأوضح وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان أمام لجنة الشؤون الخارجيّة في الجمعيّة الوطنيّة أن "الجديد في الأمر هو وجود تدخّل عسكري لتركيا، ما قد يؤدّي إلى تأجيج تدويل الصراع". كما أسف لـ"وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين من أجل تحقيق تقدّم طفيف في الأراضي من جانب أذربيجان، بما أن باكو هي التي بدأت النزاع".

ودعا من جديد إلى وقف فوري للقتال والعودة إلى طاولة المفاوضات بين الطرفَيْن، "من دون شروط"، تحت رعاية مجموعة مينسك المكلّفة بالوساطة. وتابع: "ستُعقد اجتماعات غداً (اليوم) في جنيف وأخرى الإثنين في موسكو، ونأمل في أن يؤدّي ذلك إلى بدء المفاوضات".

من ناحيته، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده لن تتساهل مع تواجد "إرهابيين" على حدودها، محذّراً من تحوّل النزاع في قره باغ إلى "حرب إقليميّة". وتأتي تصريحاته بعد اتهامات من دول عدّة لتركيا، الداعمة لأذربيجان، بنقل جهاديين مرتزقة من سوريا للقتال إلى جانب قوّات باكو في الإقليم ذي الغالبيّة الأرمنيّة.

وقال روحاني في كلمة متلفزة خلال اجتماع للحكومة الإيرانيّة: "لا يجب أن تتحوّل هذه الحرب إلى حرب إقليميّة. الذين يقومون، من جهة أو أخرى، بصبّ الزيت على النار، لا يخدمون أحداً. يجب على الجميع القبول بالحقائق، القبول بحقوق الأمم، واحترام وحدة أراضي الدول".

تزامناً، نزح نصف سكّان قره باغ الأرمن بسبب المعارك الطاحنة بين الإقليم المستقلّ وأذربيجان، فيما حوّل القصف العنيف الذي نفّذته القوّات الأذربيجانيّة، ستيباناكرت، المدينة الرئيسيّة في قره باغ، إلى مدينة أشباح مليئة بالمنازل المهدّمة والذخيرة غير المنفجرة والحفر الناجمة عن القذائف والصواريخ.


MISS 3