السيلفي... لمراقبة ضغط دمك؟

01 : 38

youth trendy woman making photo on her smartphone against a blue pastel background . making cool selfie

هل تصبح الهواتف الذكية أدوات لقياس ضغط الدم مستقبلاً؟ طرح بحث جديد فكرة مبتكرة تقضي باستعمال فيديوات السيلفي كطريقة سهلة وعملية لمراقبة الضغط!

مراقبة الضغط جزء مهم من أي خطة لحماية صحة القلب والأوعية الدموية. في الوقت الراهن، تحصل هذه المراقبة عبر أجهزة مزوّدة بشريط ضاغط لقياس المعدل أثناء انقباض القلب (ضغط الدم الانقباضي) وارتخائه (ضغط الدم الانبساطي).

لكن عبّر باحثون من جامعة "هانغتشو نورمال" في الصين وجامعة "تورونتو" في كندا عن اقتناعهم بوجود وسيلة أسهل وأسرع وأكثر ملاءمة لمراقبة ضغط الدم.

كانوا يعنون "التصوير البصري عبر الجلد" الذي يتوقع معدلات الضغط بناءً على فيديو قصير للوجه، على طريقة السيلفي. تستعمل هذه الأداة أجهزة استشعار بصرية في الهواتف الذكية لتعقب أنماط تدفق الدم تحت الجلد، وذلك عبر تقييم طريقة اختراق الإضاءة المحيطة للطبقة الجلدية الخارجية وارتدادها عنها.

يقول المشرف الرئيس على الدراسة الأخيرة، كانغ لي: "ارتفاع الضغط جزء من أبرز العوامل المُسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية التي تُعتبر من أول أسباب الوفاة والإعاقة. للتحكم به والوقاية منه، تكون مراقبة الضغط خطوة أساسية. صحيح أن الأجهزة المزوّدة بشريط ضاغط عالية الدقة، لكنها مزعجة وغير عملية. كذلك، لا يميل المستخدمون عموماً إلى تطبيق التوجيهات الصحية المرتبطة بطريقة استعمالها ولا يلتزمون بأخذ قياسات متعددة في كل مرة كما يقترح مصنّعو الجهاز".

لهذا السبب، ارتأى لي وزملاؤه ضرورة ابتكار طريقة عملية لتقييم ضغط الدم. فصّل الباحثون تجاربهم مع التصوير البصري عبر الجلد في تقرير نشرته مجلة "الدورة الدموية: تصوير القلب والأوعية الدموية".

لاختبار تلك الطريقة المبتكرة، استعان الباحثون بـ1328 مشاركاً في كندا والصين.

جرت التجارب في غرفة اختبارات هادئة، حيث وجّه الباحثون كل مشارك كي يجلس أمام هاتف ذكي مُصمَّم لتسجيل الفيديو عن طريق الكاميرا الأمامية. حصل الباحثون على 5 دقائق للاستعداد قبل بدء التسجيل الذي دام دقيقتين.

حين كان المشاركون يسجّلون فيديوات السيلفي، استعمل الباحثون طرقاً تقليدية لقياس ضغطهم بهدف مقارنة تلك القياسات مع التوقعات المبنية على التصوير البصري عبر الجلد.

استناداً إلى هذه البيانات، ضبط الباحثون أيضاً تقنية التصوير البصري كي تطلق توقعات أكثر دقة بشأن ضغط الدم ومستوى النبض بناءً على أنماط تدفق الدم في الوجه.

في المتوسط، تمكنت تقنية التصوير المبنية على فيديوات السيلفي من توقع ضغط الدم الانقباضي بدقة وصلت إلى 95%، وضغط الدم الانبساطي ومستوى النبض بدقة بلغت 96% تقريباً.

ذكر لي أن هذا المستوى من الدقة يتماشى مع المعايير الدولية الراهنة في أجهزة مراقبة الضغط التقليدية. لكن سيمرّ وقت طويل على الأرجح قبل أن تصبح هذه التقنية متاحة لعامة الناس لأن الدراسة الأخيرة، كما يعترف الباحثون، كانت محدودة على بعض المستويات. وبالتالي، تنحصر التوقعات الدقيقة بمجموعات وظروف بيئية محددة.

سُجّلت الفيديوات خلال التجربة في بيئة تتّسم بإضاءة وحرارة ثابتتَين، ما يعني أن فيديوات السيلفي التي تُسجَّل عفوياً في المنزل أو في الخارج قد لا تتوقع ضغط الدم بالدقة نفسها. كذلك، لم يكن بين المشاركين مجموعات من أصحاب البشرة الداكنة أو الفاتحة جداً. على صعيد آخر، كان ضغط جميع المتطوعين ضمن النطاق الطبيعي، لذا لا يثق الباحثون بعد بقدرة التقنية الجديدة على رصد حالات ارتفاع الضغط بدقة.

أخيراً، ينوي الباحثون تطبيق التقنية تزامناً مع تقصير مدة الفيديوات، كأن تدوم لثلاثين ثانية بدل دقيقتين، لأن الناس قد يجدون صعوبة في الجلوس في مكانهم وتصوير انفسهم لمدة طويلة.

يضيف لي: "إذا أكدت الدراسات المستقبلية نتائجنا وأثبتت إمكانية استعمال هذه الطريقة لقياس ضغط الدم المرتفع أو المنخفض عيادياً، سنحصل على أداة غير غازية لمراقبة الضغط بالشكل المناسب، في أي مكان وزمان، ما يسمح بالسيطرة على الوضع الصحي".

في افتتاحية رافقت التقرير في المجلة، استنتج راماكريشنا موكامالا المتخصص بمعالجة الإشارات الطبية الحيوية في جامعة ولاية "ميشيغان"، في "إيست لانسينغ": "في نهاية المطاف، قد لا تكون مراقبة ضغط الدم بكبسة كاميرا بعيدة المنال"!


MISS 3