حين تصبح القراءة مهمّة شاقّة

11 : 48

القراءة لأسباب ترفيهية من أجمل هبات الحياة! إنها طريقة فعالة للهروب إلى عالم مختلف أو اكتساب معارف جديدة. كذلك، تسمح القراءة عن أي موضوع حديث بتحدّي الدماغ، ما يسهم في نشوء روابط جديدة في الخلايا الدماغية. لكن تتعدد الجوانب الصحية التي تؤثر في قدرتنا على القراءة مع التقدم في السن.

تغيرات جسدية

يسهل أن تنعكس الأمراض المزمنة والتغيرات المرتبطة بالسن على قدرات القراءة. في ما يلي عدد من العوامل المؤثرة:

ضعف النظر: قد تكون مصاباً بازدواجية الرؤية أو تعجز عن الرؤية عن قرب، أو ربما تجد صعوبة في القراءة داخل غرفة غير مُضاءة بما يكفي.

الألم: يصبح الفصال العظمي في قاعدة الإبهام أو المعصم أو الأصابع شائعاً مع التقدم في السن، ويمكن أن يُضعِف القدرة على الإمساك بكتاب.

ألم أو خدر في الأطراف: يرتبط هذا المؤشر أحياناً بالاعتلال العصبي، وقد يجعل الإمساك بالكتب لفترات طويلة مزعجاً.

الرجفة: يمكن أن يمنعك ارتعاش اليدين بسبب مرض الباركنسون أو أمراض أخرى من إمساك الكتاب بقوة كافية لقراءة الكلمات.

تغيرات عقلية مرتبطة بالسن

تؤثر التغيرات الحاصلة في مهارات التفكير على قدرات القراءة أيضاً. تتطلب القراءة مستوىً من الانتباه وذاكرة قصيرة الأمد وقدرة على التذكر، لكن تضعف هذه المهارات مع التقدم في السن. من الطبيعي أن يتباطأ مسار القراءة مع مرور الوقت، أو يمكن أن تحتاج إلى قراءة السطر نفسه بشكل متكرر لفهم معناه. حتى أن قدرتك على القراءة وحفظ المعلومات تتطلب جهداً إضافياً.

أحياناً، تتفاقم مشاكل القراءة بسبب تشوش التفكير. يحصل ذلك لأن الأدوية المأخوذة تزيد صعوبة التركيز، أو تشتق المشكلة من قلة النوم أو النقص الغذائي. كما أن مصاعب القراءة أو الإعاقات التي تمنع التعلم تزيد سوءاً مع التقدم في السن.

لكن إذا كنت تجد صعوبة في التركيز منذ كنت أصغر سناً (بسبب إصابتك بنقص الانتباه وفرط الحركة من دون تشخيص الحالة مثلاً)، يمكن أن يضعف نطاق انتباهك بدرجة إضافية مع التقدم في السن.

غالباً ما يظن الناس أنهم يضطرون لقراءة العبارة نفسها بشكلٍ متكرر بسبب مشاكل في ذاكرتهم. لكن إذا لم يُركّز انتباهك على العبارة التي تقرأها، فلن تُسجّل على الأرجح معلومات كافية لفهم السطور التي تراها بعينَيك!

ضعف الإدراك المعتدل

قد يكون ضعف الإدراك المعتدل وراء تراجع مهارات القراءة في بعض الحالات لأنه يُصعّب فهم أو حفظ ما نقرأه.

تشير هذه الحالة إلى تغيّر ملحوظ في مهارات التفكير والذاكرة، لكنها لا تكون قوية بما يكفي لتمنعك من الاعتناء بنفسك وإتمام مهامك اليومية. قد تُفوّت بعض المواعيد، أو تفقد أغراضك في مناسبات متكررة، أو تجد صعوبة إضافية في تذكّر الأسماء أو الكلمات التي تريد استعمالها، أو تعجز عن إيجاد الأماكن المألوفة أو تذكّر التواريخ المهمة بسهولة.

اطلب المساعدة!

تكلّم مع طبيبك حين تلاحظ أنك تواجه مشاكل متكررة على مستوى التفكير. ابدأ باستشارة طبيب الصحة العامة كونه يستطيع إجراء تقييم مصغّر لوضعك، أو يمكن أن يحيلك إلى اختصاصي في الطب العصبي النفسي للخضوع لتقييم شامل. يفحص هذا الأخير سرعة القراءة ومستوى الفهم وكمية المعلومات التي تتذكرها بعد القراءة.

عندما ترتبط مشكلتك بتغيرات جسدية، يمكنك أن تُحسّن قدرتك على القراءة عبر معالجة الاضطراب الكامن. ربما تحتاج إلى نظارات جديدة للقراءة بكل بساطة!

حلول بسيطة

يقتصر الحل أحياناً على خطوات بسيطة لتسهيل القراءة.

إذا كنت مصاباً بالألم أو الرجفة، ضع الكتاب على وسادة أو مسند للكتب. وإذا وجدت صعوبة في تصفح الكتاب، استعمل جهازاً إلكترونياً للقراءة (مثل "آي باد" أو "كيندل"). بفضل هذا الجهاز، تبقى الصفحة ثابتة ويكفي أن تنقر على الشاشة للانتقال إلى الصفحة اللاحقة. لتجاوز مشاكل النظر، تكون أجهزة القراءة الإلكترونية والكتب المطبوعة بأحرف كبيرة مفيدة جداً.

عندما تتعلق المشكلة بالانتباه، اقرأ في مكان هادئ أو بصوت مرتفع، والفظ الكلمات التي تقرأها، أو اسمع تسجيل كتاب صوتي أثناء القراءة، أو استعمل ورقة لتحديد السطر الذي تقرأه منعاً لتفويت أي مقطع. باختصار، يتعلق أهم عامل بمحاولة حل المشكلة.

تتعدد الحلول الفعالة لتجاوز عوائق القراءة إذاً! في النهاية، تبقى القراءة بنظر معظم الناس طريقة ممتازة لمواكبة أحداث العالم ومتابعة تشغيل العقل!


MISS 3