شادي معلوف

"Follower" فيلم لمارسيل غصن

الفنّ للتوعية من المتحرّشين الإلكترونيين

لين، مدوّنة ناجحة، مشهورة ومحبوبة من متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي. تلتقي ذات يوم بواحد من هؤلاء المتابعين ليتبيّن لاحقاً أنّه ليس سوى متنمّر ومتحرّش إلكتروني. من هنا تبدأ قصّة فيلم «Follower» للممثل والكاتب والمخرج مارسيل غصن، الذي ما زال منذ العام 2019 يواصل عرض شريطه، للاستفادة من موضوعه في نشر التوعية بين جيل الشباب خصوصاً، حول الجرائم الإلكترونية، من تنمّر وتحرّش وسواهما، والتي يمكن أن تؤدّي بمن يتعرّض لها إلى عواقب خطرة، قد تبلغ حدّ الموت.


فيلم مارسيل غصن الذي شارك في تشرين الأول 2019 بــ «Global Film Festival Awards» في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، فاز بـ «جائزة أفضل فيلم»، كما فاز مخرجه بـ «جائزة أفضل مخرج» في المهرجان عينه. وفي كانون الثاني 2020، عُرض الفيلم في العاصمة البريطانية لندن، ضمن «New Indie Film Festival Of London»، حيث نالت بطلته الفنانة ماريلين نعمان «جائزة أفضل ممثلة».


فيلم «Follower» (86 دقيقة)، مصوّر بكامله بجهاز «آيفون». ويقول المخرج مارسيل غصن لـ«نداء الوطن» إنّه أول فيلم لبناني طويل، مدّته ساعة و26 دقيقة يُصوَّر بواسطة هاتف «آيفون». وقد جرى ذلك في غضون 5 أيام بعد تدريبات استمرت حوالى 3 أشهر». وأكثر من ذلك، ففي الفيلم مشاهد طويلة عدّة، مصوّرة كاملةً من دون تقطيع أو توقّف، وأحد هذه المشاهد مدّته وحده 24 دقيقة.



رسالة للطلّاب

يشرح غصن أنّ أهمية فيلمه لا تقتصر على كون موضوعه توعويّاً حول مخاطر استخدام وسائل التواصل، وما قد يتعرّض له بعض مستخدميها من تهديدات أو تنمّر أو مخاطر، بل هو من جهة أخرى رسالة لطلاب اختصاصات الفنون والإخراج والمرئي والمسموع، أنّ بإمكانهم تصوير أفلامهم بكلفة قليلة وتقنيات وتجهيزات بسيطة، شرط توفّر الفكرة المناسبة والسيناريو الناجح.


وبالعودة إلى قصّة الفيلم ومضمونه، يرى غصن أنّ عمله يضيء على الجوانب السلبيّة لوسائل التواصل وعلى المخاطر التي قد يتعرّض لها مستخدموها. يظهر ذلك من خلال بطلَي الشريط، الممثلَين ماريلين نعمان وبيو شيحان. فالأولى تلعب دَور مدوّنة ناشطة على مواقع التواصل، والثاني متابع لها يلتقيها في الشارع ويجري معها مقابلة. ثمّ تتطوّر الأحداث بينهما لنكتشف أنه متحرّش إلكتروني يهدف إلى إلحاق الأذى بها بطريقة جنونيّة. فتنتهي اللعبة بينهما بطريقة مأسوية، إذ تتحوّل لين من سعيدة بمعجب يلاحق أخبارها وتحركاتها، إلى ضحيّة لهوسه وتنمّره.


ويترك مارسيل غصن للمشاهدين، اكتشاف ما ستؤول إليه الأمور من خلال متابعة فيلمه، الذي تتوالى عروضه من حين إلى آخر في أماكن مختلفة. وهو إلى كونه فيلماً توعوياً، إلا أنّ غصن لا ينفي أنه أيضاً فيلم تجاري، ذلك أنّ عروضه ليست مجانيّة.



طريدة سهلة

غصن يأمل من خلال تلك العروض، تنبيه مستخدمي مواقع التواصل إلى ضرورة حصر ما يعرضونه لمتابعينهم عبر تلك المواقع، خصوصاً أولئك الذين «يفتحون خزائنهم» أمام الجميع، وينشرون كلّ تفاصيل حياتهم من دون مراعاة أي خصوصية، فيصبحون بالتالي طريدة سهلة للمتنمّرين والمتحرّشين الإلكترونيين المحتمَلين. لذا يخصص مارسيل غصن، بعد كل عرض غالباً، جلسة أسئلة وأجوبة مع الحضور، لمناقشة مضمون الفيلم وإيصال الرسالة والقصد من وراء هذا العمل.


جديد مواعيد عرض «Follower»، الإثنين 26 أيار الجاري، الساعة 8:00 مساءً على «مسرح المونو» في الأشرفية.