إتفاق "دائم وشامل" لوقف النار في ليبيا

02 : 00

في خطوة مهمّة تُعطي دفعاً للجهود السياسيّة والديبلوماسيّة، وقد تُمهّد لإنهاء الحرب الدمويّة هناك، وقّع طرفا النزاع في ليبيا، أمس، "اتفاقاً دائماً وشاملاً لوقف إطلاق النار" بـ"مفعول فوري"، بعد محادثات استمرّت 5 أيّام جرت في جنيف برعاية الأمم المتحدة. واعتبرت رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز أنّه "يوم جميل للشعب الليبي"، ووصفت الإتفاق بـ"الإنجاز التاريخي"، وحيّت "توصّل الفرقاء الليبيين إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في أنحاء ليبيا كافة".

كما رأت أن هذا "الإنجاز يُشكّل نقطة تحوّل هامة نحو تحقيق السلام والإستقرار في ليبيا"، وأضافت أن وقف إطلاق النار يُفترض أن يُرافقه "خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا خلال فترة أقصاها 3 أشهر اعتباراً من اليوم (أمس)"، فيما أكد رئيس حكومة "الوفاق الوطني" فايز السراج أن "الإتفاق على وقف إطلاق نار دائم يحقن الدماء ويرفع المعاناة عن المواطنين ويُمهّد الطريق لنجاح المسارات الأخرى الإقتصاديّة والسياسيّة".

وفي ردود الفعل، رحّبت الولايات المتحدة بالإتفاق، معتبرةً أن على جميع المقاتلين الأجانب مغادرة البلد. وجاء في بيان نشرته السفارة الأميركيّة في ليبيا: "هذا الإتفاق خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق المصالح المشتركة لجميع الليبيين في خفض التصعيد والإستقرار ورحيل المقاتلين الأجانب"، في حين اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من نيويورك أن الإتفاق "خطوة أساسيّة نحو السلام والإستقرار"، داعياً جميع الأطراف الإقليميين إلى "احترام أحكام اتفاق وقف إطلاق النار وضمان تطبيقه من دون تأخير"، وأشار أيضاً إلى "ضرورة احترام حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا" المفروض منذ العام 2011.

كذلك، رحّبت إيطاليا بتوقيع الإتفاق، معتبرةً أنّه "نقطة تحوّل ذات أهمّية محوريّة لإستقرار ليبيا"، فيما رحّب الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربيّة بإعلان وقف إطلاق النار أيضاً. لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شكّك في "صدقيّة وقف إطلاق نار دائم". وقال أردوغان الذي لطالما سكب الزيت على نار الأزمة الليبيّة إنّ "اتفاق وقف إطلاق النار اليوم لم يتمّ في الحقيقة بأعلى المستويات، بل بمستوى أقلّ"، مضيفاً: "سيكون تحديد إن كان سيدوم مسألة وقت".


MISS 3