ريشار حرفوش

ضربة موجعة لـ "التيار" في عروس الجنوب

رئيس اتحاد بلديات جزين: من يعرقل سيكون خارج القافلة

رغم كل الشعارات والوعود، جاءت نهاية معركة اتحاد بلديات جزين مغايرة تمامًا لما كان قد وعد به رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في تصريحه الشهير: «هيدي البداية... تابعوا معنا النهاية». ففي مفاجأة سياسية مدوّية، فاز مرشّح «القوات اللبنانية» الدكتور بسام حنا رومانوس، رئيس بلدية لبعا، برئاسة الاتحاد بـ 14 صوتًا مقابل 13 لمنافسه دافيد الحلو، مرشح «التيار».


هذه النتيجة لم تكن مجرد فوز عددي، بل شكّلت صفعة سياسية واضحة لباسيل، إذ لم يحصد «التيار» سوى 4 أصوات فقط من أصل 13 صوتًا ضمن لائحة حلفائه المفترضين، بينما توزّعت بقية الأصوات بين مؤيّدين للنائب السابق إبراهيم عازار، وحركة «أمل»، و»حزب الله»، إضافة إلى عدد من المستقلين الذين، بحسب معلومات خاصة بـ «نداء الوطن»، خضعوا لضغوط مالية من قبل ممولين في المنطقة، ما أدى إلى تفكّك الحلف الهشّ.


وفي مقابل الانقسام الذي ضرب «التيار»، نجحت «القوات» في تشكيل جبهة متماسكة أوصلت مرشحها إلى رئاسة الاتحاد، بمؤازرة أصوات «نقيّة». كما انتُخب جان نخلة، رئيس بلدية كرخا، نائبًا للرئيس، وهو أيضًا محسوب على «القوات»، ما يعزز الإمساك الفعلي بالحُكم البلدي في قضاء جزين.


في حديث خاص لـ «نداء الوطن»، قال رومانوس: «جهّزت خطة العمل منذ شهرين، والفريق بات جاهزًا للانطلاق، وسيكون لعدد كبير من المهندسين دور فاعل في ورشة الإنماء. وعندما نستلم رسميًا، سيرى الناس العمل لا الخطابات». وردًا على سؤال حول ادّعاء «التيار» حسم المعركة مسبقًا، أوضح: «الاتحاد للإنماء فقط، والكل مدعو لمساعدتنا، ومن يعرقل سيكون خارج القافلة».


وعن مجريات الانتخابات، قال: «المعركة كانت «على المنخار»، والصوت الأخير بالدورة الثانية كان الحاسم، ولو حصل تعادل كان سيتقدّم عليّ منافسي بالعمر».


وحول ما قاله رئيس "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل عن "أنه يريد تصحيح المسار الانتخابي السياسي في جزين" علّق رومانوس، قائلاً: "معه حق باسيل، لقد تم اليوم تصحيح المسار".


النائب سعيد الأسمر علّق من جهته لـ «نداء الوطن» مؤكدًا أن «مدينة جزين لم تخسر، بل ربحت ثقة أهلها وشبابها، الانتصار في الاتحاد هو تتويج لمسار سيادي واضح بدأ منذ 2022 وسيُستكمل في الاستحقاقات المقبلة». 


أضاف: «بالأرقام، هذا الربح بمدينة جزين يُحسب لإبراهيم عازار لا لـ «التيار»، الذي أراد استثمار الموضوع ليبدو وكأنه لا يزال موجودًا بعد سلسلة الخسائر المتتالية في لبنان».


وعلى خط موازٍ، زار وفد بلدي من اتحاد جزين معراب حيث التقى «الحكيم» وشرب معه نخب النصر. ضمّ الوفد رؤساء بلديات: حيتولة - وادي الليمون (طوني ديب)، صيدون (فادي خوند)، عاراي (مارون السويدي)، عازور (جوزيف عازوري)، إلى جانب نواب ومندوبين في الاتحاد ومنسّق المنطقة جورج نجم ونائبه، بحضور النائبين غادة أيوب وسعيد الأسمر.


وأكد جعجع، خلال اللقاء، على ضرورة الانطلاق سريعًا بورش العمل من دون تمييز أو محسوبيات، وقال جعجع لرئيس الاتحاد: «ناطرين خطة عملك لتباشر فورًا عملية الإنماء»، بحسب ما كشفت مصادر «نداء الوطن».


إذًا، اللافت أن باسيل، الذي حاول الإيحاء بأن الاتحاد سيكون «غنيمة» لـ «التيار»، خسر المعركة بفارق صوت واحد فقط، إلا أن هذا الصوت كشف هشاشة تحالفاته وتراجع شعبيته حتى في أبرز ما كان يعتبر «معاقله الانتخابية».


جزين قالت كلمتها، فلا الشعارات أنقذت «التيار»، ولا الوعود أقنعت الناخبين. انتصر منطق الإنماء والمحاسبة، وتقدّمت «القوات» بخطى ثابتة لترسيخ حضورها في عروسة الجنوب.