يحذر الخبراء من خطر داهم يهدد مناخ أوروبا؛ فمع تسارع وتيرة التغير المناخي، يخشى العلماء من انهيار تيار المحيط الأطلسي الرئيسي، المعروف باسم "تيار الانقلاب الزوالي الأطلسي" (AMOC)، والذي يعتبر محرك المناخ المعتدل في أوروبا، إذ يدفع تيار الخليج ويجلب المياه الدافئة من المناطق الاستوائية شمالًا. لكن ذوبان الجليد وارتفاع درجة حرارة المحيط، بفعل التغير المناخي، يهددان بإيقاف هذا النظام الحيوي.
لمواجهة هذه الكارثة المحتملة، قدم علماء بارزون حلاً هندسيًا جريئًا قد ينقذ أوروبا من الانجراف نحو عصر جليدي جديد. الفكرة، التي طورها البروفيسور ستيوارت هازلدين من جامعة إدنبرة وديفيد سيفير من شركة "سترينجيت لمعالجة المياه"، تقترح "تشغيل" تيار AMOC يدويًا. كيف؟ عن طريق استخدام مظلات ضخمة تحت الماء تسحبها زوارق قطر.
تخيل كل مظلة بحجم نصف ملعب كرة قدم، مزودة بفتحة مركزية بقطر 12 مترًا للسماح بمرور الكائنات البحرية بأمان. هذه المظلات ستدفع المياه الباردة والمالحة إلى الأعماق، محاكيةً العملية الطبيعية التي تغذي التيار. يعتقد الباحثون أن أسطولاً يتراوح بين 30 و 50 مركبة، سواء كانت ناقلات شحن، طائرات بدون طيار، قوارب صيد، أو طائرات شراعية، يمكن أن يعمل على مدار العام للحفاظ على تدفق التيار بالكامل.