روي أبو زيد

Zeibekiko in Beirut... وثائقي يعرض وجع الشعبين اللبناني واليوناني جرّاء انفجار بيروت

14 تشرين الثاني 2020

02 : 00

جورج عيد

التعبير عن الألم له أوجه عدّة، قد يكون عبر الكتابة، الرسم أو حتى الرقص الذي يكون تعبيرياً فيحاكي الجسد ليوصل عبر كلّ مفصلٍ من مفاصله دلالة ألم وحزن ووجع. وبات الوجع الذي ولّده الانفجار - الزلزال في بيروت علامة فارقة في قواميس الأوجاع والظلم.

ومن هذا المنطلق، أطلق مدير عمليات الأخبار في شاشة الـMTV الإعلامي جورج عيد فيلمه الجديد "Zeibekiko in Beirut" يوم الأحد 1 تشرين الثاني 2020 في تمام الساعة الواحدة ظهراً. الفيلم الذي تم تصويره بتقنية Full HD يشبّه لبنان برقصة يونانية ترمز الى الحزن والحروب والصراعات. وقد تم تصويره بعد 5 أيام من انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي.

يستعرض الوثائقي قصص أشخاص منسيين من الجالية اليونانية أصيبوا خلال الانفجار وخسروا كل شيء. كذلك يوثق الدمار الذي حل بالأندية والمؤسسات التابعة لهؤلاء في منطقة مار مخايل والجميزة. وهي بمعظمها أسست في مطلع القرن الماضي.





الفيلم الناطق باللغتين العربية واليونانية يستخدم أيضاً تقنية drone ليعرض مشاهد مؤثرة من بيروت والأحياء المدمّرة في محيط المرفأ ويسلط الضوء على فئة منسية من المجتمع اللبناني المتنوع. العمل الذي تطوع لانجازه فريق عمل مؤلف من: جورج عيد، ربيع فول وأرسان غرابديان، غسان سبعلي وميشال خوري حظي أيضا بدعم السفارة اليونانية في لبنان. كما خصص الموسيقي الآن بورجي مقطوعة موسيقية تحت عنوان "دموع" للفيلم.

عيد الذي يتحضر لمغادرة لبنان بعد أسابيع يشير في حديث لـ"نداء الوطن" الى "أن هذا الفيلم هو هديتي الأخيرة للبنان" ويضيف: "الفيلم يحمل رسالة واضحة توثق لبنان التنوع والاقليات. وهي أمور بدأت بالفعل تضمحل. أردت أن احمل ما تبقى من لبناني معي ولو بالصور فالذكريات هي كل ما تبقى من لبنان الذي كبرنا فيه".

ويلفت عيد الى أنّ "أصداء الفيلم ممتازة"، مردفاً أنّ "العمل تطلّب ثلاثة اشهر لإنجازه كما يجب ووضع الّلمسات الأخيرة عليه".

ويكشف أنّ "الفيلم طُلب في مهرجان أستراليا وثلاثة مهرجانات سينمائية أخرى كي يتم عرضه".

ولدى سؤالنا عن معنى العنوان، يشرح عيد أنّ " Zeibekiko هي رقصة يونانية قديمة، توارثها البيزنطيون الذين عاشوا في تركيا خلال القرن الماضي وأحضروها معهم الى اليونان كي يعلّموها لأولادهم وأحفادهم".

ويردف أنّ "لهذه الرقصة دلالات عدّة، فهي ترمز الى فرقة قويّة مقاتلة ومناضلة، حيث يستعرض الرجل قوته من جهة، وجور الدهر الذي حاك الأسى في حياته من جهة أخرى". لذا غالباً ما يرقصها الرجل وحيداً في ساحات واسعة أو حول الطاولات حيث يقوم بكسر الاكواب والصحون كـ"فشّة خلق".

ويلفت عيد الى أن "الرقص تعبيري بامتياز، لذا صاحب الرقصة يعبّر بجسده عن كلّ المشاعر التي تخالجه والخبرات التي تعلقّ بها على مدار السنين". ويؤكد أنّ "هذه الرقصة تعكس أسى كلّ مواطن لبناني عامة وكلّ مصاب بالانفجار، جسدياً أو نفسياً خاصة"، موضحاً أنّ "ليس الناس فقط أو الأقليات هم من أصيبوا بالانفجار، بل أصاب الانفجار بيروت التعدّد والتنوع والغنى الثقافي. حتى أنّ الأقليات والمضطهدين الذين قصدوا لبنان في القرن الفائت يبحثون اليوم عن ملجأ آخر لهم".





ويتحدّث عيد عن سيدة يونانية أبت ان تترك لبنان بعدما تركه إخوتها، لكنّها أصيبت بالانفجار وتهدّم بيتها بالكامل، لذا تلجأ الآن الى السفارة اليونانية كي تهجر لبنان.

ويختم عيد قائلاً: "الفيلم صدر بنسختين العربية واليونانية كي أضفي طابع الصدقية اكثر، خصوصاً وأنك إن أردت الحديث عن معاناة شعب، يجب إيصال الرسائل المناسبة من خلال مشاعره ولغته".

وكان عيد كشف في حديث لنا أنه سيهاجر وعائلته قريباً من لبنان، مردفاً أنّ "هذا البلد لم يعد يشبهنا، ولدنا في بلد تغيّرت وجهته مع الأيام، فضلاً عن معاناتنا من انحدار في القيم والأخلاق العامة والممارسات السياسية. أنا إنسان أطمح الى الأفضل والعيش في مجتمع يدعمني لتحقيق طموحاتي وأحلامي".

وأضاف: " أنا شاب في السادسة والثلاثين من عمري، لكنني لم أنتخب أيّ نائب في البرلمان حتى الآن، ولو كنت أملك الوقت خلال الانتخابات لاقترعتُ بورقة بيضاء. فمن هم هؤلاء الموجودون في المجلس النيابي؟ أنا لا أعرفهم ولا يمثّلني أي منهم! حكّامنا فاشلون ولا أتحمّل مسؤولية الناخبين الآخرين وما أفرزوه من طبقة فاسدة".

وكان مصممون يونانيون شاركوا في مبادرة لتخصيص ريع تصاميم لهم عبر الإنترنت لتمويل جمعيات لبنانية تساعد المتضررين من انفجار مرفأ بيروت.

وتضمّ مبادرة "أثينا تحب بيروت" نحو 20 مصمماً يونانياً "يبيعون قطعاً من تصاميمهم وإصدارات محدودة من خلال القنوات التي وفّرتها المبادرة لهذا الهدف".

وقال صاحب فكرة "أثينا تحبّ بيروت" جورج أبو شبكة، وهو مهندس ديكور لبناني يتنقل بين بيروت وأثينا، إن "مصممين آخرين ينضمون تباعاً إلى المبادرة، ويبدون رغبتهم بالمشاركة فيها"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وأضاف أبو شبكة الذي تباع التصاميم من خلال مدوّنته "ديكوفنتشر" المتخصصة بالديكور والفن، أن المشاركين "متنوّعو الاختصاصات، بما يشمل الأزياء والإكسسوارات ومستلزمات الديكور وحتى الأعمال التشكيلية رسماً ونحتاً، وسواها".

وأشار مهندس الديكور الموجود حالياً في أثينا إلى أن أصدقاءه اليونانيين "أبدوا دعماً كبيراً والكثير من الحب حيال بيروت" بعد حصول الانفجار.

يشار الى أنّ انفجار بيروت وصلت أصداؤه الى قبرص واليونان.


MISS 3