تحذير أممي من أزمة إنسانيّة واسعة النطاق

آبي يُعلن "المرحلة النهائيّة" من "عمليّة تيغراي"

02 : 00

المعارك الجارية في شمال إثيوبيا تسبّبت بأزمة نزوح خطرة (أ ف ب)

في سياق من الضغط الإقليمي والدولي المتزايد لإنهاء النزاع الدموي الذي يُثير قلق دول شرق أفريقيا وغيرها، كشف رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد أمس أن العمليّة العسكريّة الجارية في منطقة تيغراي "المنشقّة" (شمال) ستدخل "مرحلتها النهائيّة" في "الأيّام المقبلة".

وكتب آبي على موقع "فيسبوك": "مهلة الثلاثة أيّام (المعطاة) للقوّات الإقليميّة وميليشيات تيغراي للإنضمام إلى الجيش الفدرالي، بدلاً من البقاء ألعاباً بأيدي المجلس العسكري الجشع (جبهة تحرير شعب تيغراي)، انتهت". ورحّب بالجنود الذين "استخدموا" هذه المهلة، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وأضاف: "بما أن المهلة انتهت، العمليّات النهائيّة لحفظ النظام ستُجرى في الأيّام المقبلة".

ويجعل التعتيم المفروض على المنطقة وتقييد تحرّكات الصحافيين، تقييم الوضع على الأرض صعباً، فيما يؤكد الجيش الفدرالي أنّه يُسيطر على غرب منطقة تيغراي، حيث تركّزت المعارك الطاحنة، وكذلك على بلدة ألاماتا في جنوب شرقي المنطقة. ومنذ قرابة أسبوعَيْن، تشنّ الحكومة ضربات جوّية، استهدف آخرها عاصمة الإقليم ميكيلي، في وقت دفعت فيه المعارك عشرات الآلاف للفرار إلى السودان المجاور.

لكن رئيس إقليم تيغراي دبرتسيون غبرميكائيل أكد لوكالة "فرانس برس" أن "حكومة وشعب تيغراي سيصمدان"، في إشارة إلى أن المعارك ستستمرّ. وقال: "هذه الحملة العسكريّة لا يُمكن أن تنتهي. طالما جيش الغزاة موجود على أرضنا، المعركة ستستمرّ. لا يُمكنهم إسكاتنا بالقوّة". وبينما أكد دبرتسيون أن ضربة جوّية استهدفت ميكيلي تسبّبت بمقتل وجرح مدنيين، نفت أديس أبابا في بيان الأمر، مؤكدةً أن هذه الغارة استهدفت "أهدافاً أساسيّة لـ"جبهة تحرير شعب تيغراي" وفي خارج ميكيلي".

وبعد بضعة أيّام من إطلاق "جبهة تحرير شعب تيغراي" صواريخ على عاصمة إريتريا المجاورة، التي تتّهمها بتقديم الدعم العسكري للجيش الفدرالي الإثيوبي، يتزايد القلق حول التداعيات المحتملة للنزاع على الصعيد الإقليمي. ويُقاوم آبي أحمد، الحائز جائزة "نوبل" للسلام العام 2019 لدوره في المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا، دعوات المجتمع الدولي إلى إنهاء المعارك والقبول بمحاولات وساطات.

وفي هذا الإطار، دعا الرئيسان الأوغندي يوري موسيفيني والكيني أوهور كينياتا الإثنين إلى إرساء السلام والحوار أثناء لقاء مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجيّة الإثيوبي ديميكي ميكونين حسن، الذي جاء للدفاع عن العمليّة العسكريّة التي تشنّها الحكومة في تيغراي، إذ ترفض أديس أبابا أي وساطة قبل نزع سلاح قادة الإقليم وتقديمهم إلى العدالة. كذلك، دان وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو بشدّة هجوم "جبهة تحرير شعب تيغراي" ضدّ إريتريا ومحاولة تدويل الصراع. وحضّ بومبيو "الجبهة" وأديس أبابا على اتخاذ خطوات فوريّة لتهدئة الصراع واستعادة السلام وحماية المدنيين.

توازياً، حذّرت الأمم المتحدة من أن "أزمة إنسانيّة واسعة النطاق" ترتسم عند الحدود بين إثيوبيا والسودان، بعد فرار آلاف الأشخاص يوميّاً بسبب العمليّة العسكريّة الجارية في تيغراي. وأوضحت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن قرابة 27 ألف إثيوبي فرّوا بالفعل عبر الحدود إلى السودان، لافتةً إلى أن العدد يزداد بواقع 4 آلاف يوميّاً. وأضافت أن "اللاجئين الفارين يستمرّون في الوصول منهكين من جرّاء المسافة الطويلة التي يقطعونها للوصول إلى الأمان، مع القليل من المقتنيات". ومن يصلون إلى السودان يدلون بروايات مروّعة عن قصف صاروخي عنيف وعمليّات قتل بالأسلحة البيضاء.


MISS 3