بومبيو يُجري "زيارة دينيّة" إلى اسطنبول متجاهلاً المسؤولين الأتراك

02 : 00

يبدو أن التوتّر الجيوستراتيجي الحاصل بين واشنطن وأنقرة في أكثر من ملف شائك، انعكس على زيارة وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو إلى اسطنبول أمس، حيث تمحورت فقط على "الحرّية الدينيّة" من دون أن تتضمّن أي لقاءات مع المسؤولين الأتراك. وبدأ بومبيو زيارته، التي أثار برنامجها انتقادات أنقرة، بلقاء بطريرك القسطنطينيّة المسكوني برتلماوس الأوّل، الزعيم الروحي للكنيسة الأرثوذكسيّة، في مقرّ البطريركيّة، قبل أن يقوم بجولة في مسجد رستم باشا القريب. وبرفقة زوجته والسفير الأميركي في أنقرة ديفيد ساترفيلد، التقى بعدها في فندقه بالقاصد الرسولي في تركيا بول راسل. وتناولت هذه اللقاءات "مسائل دينيّة في تركيا والمنطقة"، بحيث شدّد الوزير الأميركي على "الموقف الحازم" للولايات المتحدة حيال هذه المواضيع التي جعلها بومبيو على رأس أوليّاته في مجال حقوق الإنسان حول العالم. وقال مسؤول أميركي لصحافيين: "هناك بالتأكيد أمور يُمكننا مناقشتها في مجال الحرّية الدينيّة في تركيا"، منتقداً ضمنيّاً أداء أنقرة التي أثارت موجة انتقادات في العالم المسيحي في تموز، بعد تحويلها كاتدرائيّة "آيا صوفيا" السابقة، المصنّفة ضمن التراث العالمي للبشريّة، إلى مسجد، بعدما جعلتها في السابق متحفاً.

وعبّرت الخارجيّة التركيّة عن امتعاضها من برنامج زيارة بومبيو، مؤكدةً أن الحرّية الدينيّة محميّة في تركيا. وأضافت أنقرة: "سيكون من المناسب أكثر للولايات المتحدة أن تنظر في المرآة وتُفكّر بالعنصريّة ومعاداة الإسلام وجرائم الحقد على أراضيها". علماً أن سجل تركيا من بين الأسوأ في هذا الإطار حول العالم.

واحتجّت مجموعة صغيرة من المتظاهرين بدعوة من جمعيّة قوميّة، قرب مقرّ البطريركيّة على زيارة بومبيو، وردّدوا: "يانكي (أيّها الأميركي)، عدّ إلى بلادك"، حسبما أفادت وكالة "فرانس برس". وبعد تركيا، يُتابع بومبيو جولته في جورجيا ثمّ في القدس، وبعدها إلى دول الخليج، وبينها السعوديّة والإمارات.