"موديرنا": اللقاح للأميركيين قبل العام الجديد

02 : 00

الأجواء الميلاديّة وسط لندن رغم الأزمة الوبائيّة (أ ف ب)

في الوقت الذي ترزح فيه "القارة العجوز" تحت وطأة الضربات المتتالية لـ"الفيروس الصيني"، حذّر رئيس شركة "موديرنا" للتكنولوجيا الحيويّة الأميركيّة ستيفان بانسِل، الأوروبّيين أمس، من أن تمديد المفاوضات لشراء جرعات من لقاح ضدّ "كوفيد 19" يُهدّد بإبطاء عمليّات التسليم، في حين تُعطى الأولويّة لبلدان أخرى لأنّها وقعت قبل شهور، مشيداً بالجهود الجبارة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي "تحمّلت كلّ شيء" لتسريع عمليّة تطوير اللقاح.

وقارن بانسِل في حديث مع وكالة "فرانس برس" من كامبريدج في ولاية ماساتشوستس، حيث يقع مقرّ الشركة، المماطلة الأوروبّية بالسرعة التي تصرّفت بها الإدارة الأميركيّة. فمنذ 2 آذار، كان هو ورؤساء شركات الأدوية الكبرى في البيت الأبيض حول ترامب.

ومنحت الولايات المتحدة نصف مليار دولار لشركة "موديرنا" منذ نيسان لتمويل التجارب السريريّة. وفي المجموع، تلقت الشركة 2.5 مليار دولار من الأموال العامة الأميركيّة في إطار عمليّة "وارب سبيد"، التي أُطلقت رسميّاً في 15 أيّار.

وفي هذا الصدد، أوضح بانسِل أنّ "عمليّة "وارب سبيد" كانت من أكثر الأمور فاعليّة، بينما بدأنا نقاشات مع دول أوروبّية عدّة في أيّار، ولم نحصل على أي مساعدة ماديّة لتمويل أي تجربة إكلينيكية". وأضاف: "لقد تحمّلت الإدارة الأميركيّة كلّ شيء، ولحسن الحظ أنّهم فعلوا ذلك، وإلّا فإنّنا لم نكن لنتمكّن من تطوير اللقاح بهذه السرعة. كما تعلمون نحن شركة لم تُحقق ولا يورو من الأرباح، والتجربة الإكلينيكية تُكلف مليار دولار".

وتابع رئيس شركة "موديرنا": "نتيجة لذلك، سيحصل أميركيّون بلا شك في البداية على اللقاح قبل حلول العام الجديد. لدينا بالفعل ملايين من الجرعات الجاهزة في الولايات المتحدة"، لافتاً إلى أنّه "من المتوقع أن تتوفر 10 ملايين جرعة قبل نهاية تشرين الثاني، وسيكون لدينا 20 مليون جرعة بنهاية العام". وستُخصّص ملايين الجرعات هذه حصريّاً للولايات المتحدة. وتقوم شركة "موديرنا" أيضاً بإعداد سلسلة التوريد منذ أشهر عدّة مع إدارة ترامب لتسليم الجرعات بمجرّد أن تُجيز "هيئة الغذاء والدواء" الأميركيّة اللقاح، وهو قرار متوقع في كانون الأوّل. والهدف، كما قال بانسِل، هو أن تتمكّن "موديرنا" من "تحميل الشاحنات والإنطلاق"، بمجرّد الحصول على الضوء الأخضر من "هيئة الغذاء والدواء".

وفي المقابل، أكدت المفوضية الأوروبّية، التي وقعت أيضاً مع شركة "فايزر" ومصنّعين آخرين، مدى تعقيد المفاوضات. وتساءل المتحدّث باسمها ستيفان دي كيرسمايكر: "هل سنُبرم عقوداً لأنّه فجأة، هناك مقالات صحافيّة جميلة عن المرحلة التي وصل إليها لقاح ما؟ ليست هذه هي الحال".

تزامناً، تجاوزت فرنسا عتبة مليونَيْ إصابة مؤكدة بالفيروس التاجي منذ بدء تفشي الوباء، معلنةً استعدادها لبدء حملة على مستوى البلاد للتلقيح ضدّ "كوفيد 19" في كانون الثاني، على أمل أن تكون اللقاحات متوفرة حينذاك بعد حصولها على التصاريح اللازمة.

وفي الأثناء، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظراءه الأعضاء في تحالف "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا والصين) إلى المبادرة على نطاق واسع لإنتاج اللقاحَيْن المضادّيْن لفيروس "كورونا" اللذَيْن طوّرتهما روسيا. وفي حديثه خلال قمّة عبر الإنترنت، شجّع بوتين أعضاء "بريكس" الأربعة الآخرين على تصنيع وتوزيع اللقاحَيْن، في وقت سجّلت فيه روسيا عدداً قياسيّاً جديداً للوفيات اليوميّة بالمرض، مع رصد 442 حالة وفاة، فيما يزداد الوضع الصحي سوءاً في المناطق التي استنفدت فيها طاقات المستشفيات والمشارح.


MISS 3