النباتيون أفضل من يحارب كورونا؟

02 : 00

انتشرت الفكرة القائلة إن النباتيين لا يصابون بفيروس كورونا بقدر الآخرين خلال الموجة الأولى من الوباء وها قد عادت إلى الواجهة الآن خلال الموجة الثانية. ما حقيقة هذا الادعاء؟

لا ترصد أي دراسات مثبتة حتى اليوم رابطاً بين العادات الغذائية التي يتبناها النباتيون وتراجع احتمال إصابتهم بفيروس "كوفيد - 19". مع ذلك، يبقى هذا التساؤل مشروعاً. يتكلم الكثيرون عن الهند تحديداً لأن جزءاً كبيراً من سكان هذا البلد نباتي تقليدياً، أو بالأحرى نباتي بالكامل. تكثر المعلومات المتداولة في الهند حول وجود رابط محتمل بين الحمية النباتية وقوة المناعة ضد فيروس كورونا المستجد.

حتى أن بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ذهب إلى حد أن يدّعي تأكيد منظمة الصحة العالمية على مقاومة النباتيين للفيروس الجديد. لكنه خبر كاذب بكل بساطة. نَفَت سوبريا بيزباروا، ممثّلة المنظمة في الهند، هذه الشائعة في بداية أيار الماضي وقالت: "منظمة الصحة العالمية لم تُصدِر أي تصريح مماثل"!

كذلك أنكر الدكتور آر في أسوكان، الأمين العام للجمعية الطبية الهندية، ذلك الادعاء فقال في الربيع الماضي: "هذه المعلومة لا صحة لها على الإطلاق. ما من إثبات طبي على ارتباط الحميات غير النباتية بزيادة احتمال الوفاة وسط المصابين بفيروس كوفيد - 19".

عوامل مسيئة

تنفي خبيرة التغذية بياتريس دو رينال بدورها المعلومة القائلة إن الحمية النباتية تحمي الناس من فيروس كورونا، فتوضح قائلة: "لا ينذر النظام الغذائي، بغض النظر عن طبيعته، باحتمال التقاط الفيروس أو تجنّبه. لكن يتأثر الوضع بعدد من العوامل المسيئة، وهي مسألة مختلفة".

حتى الآن، أثبتت الدراسات أن زيادة استهلاك الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات تسمح للنباتيين بتخفيض مؤشر كتلة الجسم ومستوى الكولسترول وضغط الدم. باختصار، تتراجع عوامل الخطر التي يحملها الفرد عند مواجهة فيروسات مثل "كوفيد - 19".

تؤكد دو رينال إذاً على أهمية الحمية الصحية والمتوازنة لتقوية جهاز المناعة وتحسين أدائه. في الوقت نفسه، توضح منظمة الصحة العالمية أن اللحوم يمكن استهلاكها في زمن الوباء شرط تحضيرها بالشكل المناسب.

لكن ماذا عن المسالخ ومخاطر الاحتكاك باللحوم والبيئة الرطبة التي تضمن صمود الفيروس؟ قدّم الخبراء تفسيرات عدة عن هذا الموضوع وحرص العلماء دوماً على طمأنة الناس حول هذه النقطة بالذات. تُذكّر "الوكالة الوطنية للأمن الصحي" مثلاً بعدم وجود أي معطيات علمية مفادها أن الفيروس قد ينتقل إلى الناس عبر الجهاز الهضمي. في الوقت نفسه، لا يمكن استبعاد احتمال وصول العدوى إلى المسالك التنفسية أثناء مضغ غذاء يحمل الفيروس.

لكن حتى في هذه الحالة، يحسم علماء الأوبئة الجدل ويؤكدون على إمكانية القضاء على الفيروس عبر تمرير اللحوم تحت الماء وطبخها بما يكفي.