جاد حداد

كيف تتعامل مع الكمامة المزعجة في زمن "كورونا"؟

28 تشرين الثاني 2020

02 : 00

كل ما تحتاج إليه هو إحداث تعديلات بسيطة لإبقاء الكمامة على وجهك وحماية نفسك من فيروس "كوفيد - 19"... أصبح الجميع مضطراً اليوم لوضع كمامة على وجهه لتقليص نطاق انتشار فيروس كورونا المستجد. لكنّ استعمالها لوقتٍ طويل قد يصبح مزعجاً في حالات كثيرة. ربما يقتصر الحل على تجربة نوع مختلف من الكمامات. في ما يلي بعض المشاكل والحلول الشائعة في هذا المجال...



حين تُصعّب الكمامة التنفس...

يؤدي وضع الكمامة على الوجه أحياناً إلى الشعور بانزعاج أو ضيق تنفس، لا سيما أثناء ممارسة النشاطات الجسدية. يوضح الدكتور ريتشارد شوارتزشتاين، خبير في حالات ضيق التنفس ورئيس قسم أمراض الرئة والعناية المركّزة وطب النوم في مركز "بيث ديكونيس" الطبي التابع لجامعة "هارفارد": "قد يتطلب سحب الهواء عبر الكمامة، بحركة تقاوم تدفق الهواء، زيادة بسيطة في الجهد الذي نبذله للتنفس. ويسهل أن يلاحظ أي شخص هذه الصعوبة".

لمعالجة هذه المشكلة، يقترح الدكتور بارتولومي سيلي، اختصاصي في أمراض الرئة في مستشفى "بريغهام" للنساء التابع لجامعة "هارفارد"، الحل التالي: "تقضي أفضل استراتيجية بالتنفس بإيقاع أبطأ من العادة لتخفيف حركة مقاومة الكمامة. حاول أن تزفر بشفاه ممدودة. وإذا كنت تمشي، أبطئ إيقاع حركتك لتخفيف الجهد المطلوب من رئتيك".

تعليقاً على خيار التخلي عن الكمامة واستعمال درع واقٍ للوجه بدلاً منها، تقول الدكتورة إريكا شينوي، رئيسة وحدة مكافحة العدوى في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "الدرع ليس بديلاً عن الكمامات القماشية التي يستعملها الناس اليوم. إذا التقطتَ العدوى، قد تساعدك الكمامة القماشية على منع انتقال الفيروس منك إلى الآخرين. كذلك، تمنع هذه الكمامة التعرّض للفيروس عبر الإفرازات التنفسية، لكن ثمة حاجة إلى إجراء دراسات إضافية عن هذا الموضوع نظراً إلى تنوّع الكمامات القماشية المستعملة راهناً. لكن إذا كنت تعجز عن وضع كمامة على وجهك، تكلم مع طبيبك قبل أن تبدأ باستخدام درع للوجه. وإذا كان هذا الدرع الخيار الوحيد الذي يناسبك، توصيك "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" باختيار الدرع الذي يلتفّ حول جانبَي الوجه ويصل إلى أسفل الذقن، ولا تنسَ أهمية الحفاظ على مسافة جسدية آمنة مع الآخرين".

حين تصبح الكمامة خانقة...

عندما تضع كمامة دافئة على وجهك لوقتٍ طويل، قد تشعر بالتوتر أو تصاب برهاب الأماكن المغلقة. تقول آبي ألتمان، طبيبة نفسية مساعِدة في مستشفى «بريغهام» للنساء: «حين نشعر بالتوتر، قد يتسارع إيقاع التنفّس أحياناً لإيصال كمية إضافية من الأوكسجين إلى الدم وتتسارع في الوقت نفسه ضربات القلب. تشير هذه الحالة إلى تشغيل جهاز الإنذار الذي يقوم بوظيفته التطورية داخل الجسم في محاولةٍ منه للتكيف مع الوضع المستجد».

لحل المشكلة، يقول شوارتزشتاين: «يجب أن تعرف في المقام الأول أنك لستَ بخطر. لا شيء يثبت أن تغطية الوجه بكمامة قماشية تُغيّر مستويات الأوكسجين أو ثاني أكسيد الكربون في الدم أو تؤذي الرئتين». تتابع ألتمان توصياتها قائلة: «يجب أن تُركّز في المرحلة اللاحقة على عملية التنفس: تنفّس بإيقاع بطيء وعميق لتخفيف التوتر الذي تشعر به وتدرّب على وضع الكمامة قدر الإمكان. يمكنك تخفيف مستوى القلق بدرجة ملحوظة عبر مواجهة سبب الخوف الأصلي وتحمّل الانزعاج إلى أن تشعر براحة إضافية». في الفترة الأخيرة احتاج خبراء الصحة، للمرة الأولى في حياتهم، إلى وضع الكمامات على وجوههم طوال الوقت خلال دوام عملهم لكنهم اعتادوا على هذا الوضع مع مرور الأيام.





حين تُسبب الكمامة حساسية جلدية...

يقول الدكتور جايسون فرانغوس، طبيب جلد في مستشفى «بريغهام» للنساء: «من الشائع أن يصاب الناس بطفح جلدي أو حساسية واسعة النطاق على الوجه بسبب الكمامة. تتعدد أسباب هذه المشكلة. تستطيع الكمامة أن تحبس الزيوت ومسببات الحساسية والالتهاب في البشرة وتسدّ بصيلات الشعر والغدد، ما يؤدي إلى ظهور البثور. في حالات أخرى، يظهر نوع من القشرة على الوجه ويشير إلى التهاب الجلد الدهني.

تترافق هذه الحالة مع طفح جلدي أحمر ومتقشّر قد يزيد سوءاً بسبب الحرارة والرطوبة المتراكمة تحت الكمامة».

يقضي الحل بغسل الكمامات القماشية بانتظام. يضيف فرانغوس: «يجب أن تغسل وجهك أيضاً باستمرار وتفكر باستعمال أي غسول شائع لِحَبّ الشباب يحتوي على حمض الساليسيليك لتسهيل فتح المسام. ولمعالجة التهاب الجلد الدهني تحديداً، اغسل شعرك يومياً بشامبو ضد القشرة وتخلّص من الزيوت عن وجهك عبر استعمال منظّف ناعم للبشرة».

حين تؤلم أربطة الكمامة أذنيك...

قد تؤلمك أذناك بسبب الحلقات المطاطية للكمامة لأنها تسحب الأذن وتضغط على البشرة ويسهل أن يصبح هذا الوضع مزعجاً. يقضي الحل باستعمال كريم ستيرويدي ومــــــرطّب للبشرة الحساسة.

على صعيد آخر، تبرز أدوات قادرة على تخفيف الضغط عن الأذنين، منها «حافظ الأذن»: إنه شريط أو مشبك يتّصل بحلقات الأذن ويوضع وراء الرأس. يمكنك أن تصنع نسختك الخاصة عبر إدخال شريط الحذاء مثلاً في حلقة الأذن وربطه وراء رأسك. أو استعمل عصابة رأس وقبعة رياضية مع أزرار كبيرة كي تُعَلّق حلقات الأذن في الكمامة عليها.

أخيراً، تقضي خيارات أخرى باستخدام كمامات مزوّدة بحلقات أذن قماشية، ما يخفف الاحتكاك والحساسية، أو كمامات بأشرطة قماشية يمكن ربطها وراء الرأس بدل وضع الحلقات حول الأذن.


مـــــواصـــــفـــــات مـــــثـــــالـــــيـــــة

تأتي الكمامات القماشية بأساليب وأنسجة متنوعة. يكون النوع الذي يغطي العنق وصولاً إلى أعلى الأنف الأكثر راحة بينها، وهو مزوّد بأنبوب قماشي يوضع حول العنق ويمكن سحبه نحو الأعلى أو الأسفل عند الحاجة. لكن يبقى أداء هذه الكمامة سيئاً في الاختبارات التي تُقيّم قدرتها على إعاقة الجزيئات الفيروسية.

تكون أفضل الكمامات القماشية بحجم اليد تقريباً، وهي مزوّدة بأشرطة يمكن ربطها وراء الرأس أو حلقة توضع حول الأذن.

يكون جزء من تلك الكمامات مزوداً بشق عمودي منحنٍ في الوسط لجعل الكمامة تتحرك وتُسهّل التنفس. تشمل أنواع أخرى طيّات أفقية متعددة لتعديل مقاس الكمامة بسهولة وتحريكها صعوداً أو نزولاً عند الحاجة. قد يؤثر الشكل الذي تختاره على راحتك ولكل فرد مواصفاته المفضّلة في المنتج الذي يريده.

لكن وفق منظمة الصحة العالمية، يجب أن تتألف جميع الكمامات القماشية من ثلاث طبقات. يُفترض أن تكون الطبقة الأولى (إنها الأقرب إلى الفم والأنف) مصنوعة من القطن أو نوع آخر من النسيج القادر على امتصاص الرطوبة المشتقة من قطرات الأنفاس أثناء الزفير. ويجب أن تكون الطبقة الوسطى مصنوعة من نسيج البولي بروبلين (مادة غير منسوجة على غرار النوع المستعمل في الأقنعة الجراحية) أو مزوّدة بمصفاة متحركة للبولي بروبلين. أما الطبقة الخارجية، فيُفترض أن تكون مصنوعة من نسيج قادر على مكافحة الرطوبة مثل البوليستر أو خليط من البوليستر والقطن.

إذا كنت تشعر بِحَرّ مفرط أثناء وضع الكمامة، ابحث عن طبقات داخلية وخارجية من الأقمشة الخفيفة والمنسوجة بإحكام وعالية التقنية للشعور بالبرودة. يبيع عدد من شركات المنتجات الرياضية هذه الأنواع من الكمامات. ويزعم بعض مصنّعي الكمامات أن الأقمشة المستعملة في المنتجات تتمتع بخصائص مضادة للميكروبات، لكن لا شيء يثبت بعد أنها تحمي الناس من فيروس "كوفيد-19". في مطلق الأحوال، احرص في المقام الأول على أن تغطي الكمامة فمك وأنفك ولا تترك ثغرات على جانبَي وجهك.


MISS 3