أوبرا باريس تخوض عروض الباليه المباشرة عبر الإنترنت

02 : 00

في ظلّ استمرار تدابير مكافحة كوفيد-19 في فرنسا، قدّم راقصو دار الأوبرا في باريس أمس، وللمرة الأولى في تاريخ هذه المؤسسة العريقة، عرضاً كبيراً لرقص الباليه يمكن متابعته رقمياً في مقابل بدل مالي.

وتنطلق منصة "الأوبرا شي سوا" (الأوبرا تصل إليكم) رسمياً بعد ظهر الاحد مع عمل لرقص الباليه من القرن التاسع عشر بعنوان "لا بايادير" أعاد تصميم لوحاته راقص الباليه الراحل الشهير رودولف نورييف، وفي الإمكان متابعته في مقابل 11,90 يورو.

ومع تعذّر إقامة أي حفلات قبل نهاية العام الحالي، تقدم هذه المنصة نموذجاً هجيناً يمزج بين المضامين المجانية وتلك المدفوعة، وهي تضم حتى الساعة 34 عملاً تشمل عروض باليه وأوبرا وحفلات موسيقية.

وبعد سيل العروض القديمة التي بُثت مجاناً عبر الإنترنت خلال تدابير الإغلاق الأولى في الربيع الفائت، ومع استمرار الجائحة، تستعين دور الرقص والأوبرا الخاصة المحرومة من الجمهور، بصورة متزايدة إلى تقديم عروض عبر البث التدفقي يمكن مشاهدتها في مقابل بدل مالي. وستبث دار "رويال باليه" في لندن عرضاً مباشراً للباليه الشهير "كسارة البندق" يراعي تدابير مكافحة كوفيد - 19 في 22 كانون الأول، بعد سلسلة عروض رقمية مدفوعة قدمتها منذ أيلول الفائت.

وتعتمد دار الباليه الوطنية الهولندية الأسلوب عينه إذ ستبث أمسية ميلادية في 19 كانون الأول. وقامت دار الأوبرا في باريس بـ"اختبار" الشهر الفائت عبر بثها مباشرة عبر "فيسبوك" أمسية للرقص المعاصر في مقابل بدل مالي، تابعها في المجموع 8500 متفرج رقمي.

أما الأحد فسيقدم راقصو الدار أول عمل للباليه الأكاديمي منذ كانون الثاني. ويؤكد راقص الباليه بول مارك البالغ 23 عاماً أنّ "الفترة الراهنة صعبة للغاية"، مضيفاً أنه "إما أن يكون الراقص ذا خبرة طويلة ولا يبقى أمامه وقت طويل قبل التقاعد (المحدد من دار الأوبرا عند سن 42 عاماً)، أو أنه شاب ذو لياقة بدنية عالية".

ويشير مارك إلى أن تقديم العرض افتراضياً "يتيح إبقاء رابط مع الجمهور ومواصلة العمل ببساطة والاستمرار في الوجود".

أما إيريك محمدوف وهو راقص سوفياتي سابق شهير وأحد كبار الأسماء في أعمال الباليه في دار الأوبرا، فيشير إلى أن حالة الغموض "مضنية للغاية نفسياً" للراقصين الذين خضعوا لتدريبات لفترات أطول من المعتاد. ويوضح الراقص السابق أن الرقص من دون جمهور "يثير خوفاً أكبر" لدى الراقصين، إذ إن "تسجيل العرض بالصوت والصورة يعني أنه سيعيش لقرون مقبلة، أمام جمهور، وقد تحصل بعض الأخطاء التي يمكن تصحيحها في العرض التالي".

لكن محمدوف يؤكد أنه "من المهم الإبقاء على نبض الحياة. مع الأمل بأن الناس سيتذكرون ما شاهدوه عبر الإنترنت في هذه الأوقات العصيبة عندما تعيد المسارح فتح أبوابها".


MISS 3