بعد المواجهات الأعنف منذ تفجّر الأزمة

شرطـة هونغ كونـغ تُبرّر ردّ فعلها ضدّ المتظاهرين

11 : 30

الصدامات الأخيرة أثارت مخاوف كبيرة

دافعت شرطة هونغ كونغ أمس عن طريقة مواجهتها للمتظاهرين الأحد التي تخلّلها استخدام خراطيم المياه وإطلاق الغاز المسيّل للدموع بكثافة، هذا فضلاً عن إطلاق طلقة تحذيريّة من سلاح ناري، مبرّرةً أسلوبها القاسي بـ"سلوك المتظاهرين" الذين وصفتهم بأنّهم "عنيفون للغاية"، وذلك بعد أكثر من شهرَيْن على بدء الاحتجاجات الشعبيّة المؤيّدة للديموقراطيّة.

وأوضحت الشرطة في بيان أن "متظاهرين عنيفين للغاية انحرفوا عن مسارهم الأساسي وقاموا بسدّ طرقات وتخريب متاجر وأنفاق، وأطلقوا قنابل حارقة ومقذوفات على الشرطيين". وعند حلول مساء الأحد، حاصر متظاهرون يحملون العصي عدداً من عناصر الشرطة وهدّدوهم، وفق ما أعلنت الشرطة. وأشار البيان إلى أن "أحد الشرطيين وقع أرضاً تحت سيل من الضربات، ما دفع بستة من زملائه إلى سحب أسلحتهم وإطلاق طلقة تحذيريّة في الهواء، إذ لم يكن أمامهم من خيار آخر". وهذه المرّة الأولى التي تُطلق فيها رصاصة حيّة منذ بداية الأزمة، ما يُثير الخشية من تفاقم الوضع واتخاذه منحى عنيفاً أكثر فأكثر.

ومواجهات أمس الأوّل في منطقة تسوين وان، كانت من بين الأعنف منذ بدء حركة الاحتجاج المناهضة للحكومة في حزيران، والتي تهزّ تظاهراتها شبه اليوميّة هونغ كونغ، التي تشهد أسوأ أزمة سياسيّة منذ أن أعادتها لندن إلى الصين العام 1997. وليس هناك أيّ مؤشّرات على تراجع الحركة الشعبيّة، فيما يبدو أن الحكومة الموالية لبكين لا تعتزم القيام بأيّ تنازلات.

ودافعت الشرطة أيضاً عن استخدام آليتَيْن مجهزتَيْن بخراطيم مياه للمرّة الأولى لتفريق المتظاهرين. وهذا مؤشّر آخر على التصعيد، لأنّ قوّات الأمن أكّدت على الدوام أنّها لا تعتزم استخدام هذه التقنيّة إلّا في حال "الاخلال بالأمن العام على نطاق واسع". واستخدام خراطيم المياه الشائع في عدد كبير من الدول، يُشكّل أمراً جديداً في هونغ كونغ، حيث لم تلجأ إليه أبداً الشرطة في مواجهة المتظاهرين.

كذلك، ندّدت الشرطة بشدّة بالمتظاهرين الذين تسبّبوا "بإصابة شرطيين بشكل متعمّد"، فيما أصيب 21 شرطيّاً بجروح أثناء مواجهات أمس الأوّل. وأوقف 29 متظاهراً بينهم قاصر يبلغ 12 عاماً بتهمة التجمّع غير القانوني وحيازة أسلحة والاعتداء على الشرطة، التي دعت الرأي العام إلى "الانفصال عن المتظاهرين العنيفين"، وتعهّدت باتخاذ "تدابير صارمة" بهدف إحالة مرتكبي هذه الأفعال إلى القضاء.وبدأ التحرّك بعد ظهر الأحد بمسيرة سلميّة شارك فيها مئات المتظاهرين تحت المظلّات في تسوين وان. ومع حلول المساء، وقعت مواجهات عنيفة بين قوّات الأمن ومتظاهرين كانوا يرتدون اللباس الأسود ويعتمرون خوذاً ويضعون أقنعة واقية من الغاز ويرمون زجاجات حارقة مقابل إطلاق الشرطة الغاز المسيّل للدموع. وأثار إطلاق رصاصة حيّة غضب الرأي العام وأشعل مواقع التواصل الاجتماعي، كما تمّ الاستهزاء بمتحدّث باسم الشرطة أشاد بالسلوك "الشجاع وضبط النفس" الذي مارسته شرطة مكافحة الشغب.إلى ذلك، التقت رئيسة حكومة هونغ كونغ كاري لام، التي تطرّقت في الآونة الأخيرة إلى السعي "للحوار"، شخصيّات سياسيّة وأكاديميّة لبحث الوضع السبت. وتساءل البرلماني جيمس تو كون سان، الذي يدعم حركة الاحتجاج، في حديث مع الصحافيين أمس: "هل يُمكن تعيين شخصيّة واحدة قادرة على تمثيل المحتجّين في الشارع بشكل فعلي؟ كلا".

وبدأت التظاهرات احتجاجاً على مشروع قانون معلّق حالياً، يُتيح تسليم مطلوبين إلى الصين القارية، لكنّها تحوّلت إلى حملة أوسع للمطالبة بنظام أكثر ديموقراطيّة وبحماية الحرّيات. ولجأت حكومة هونغ كونغ منذ حزيران إلى أساليب عدّة تتراوح من الترهيب وصولاً إلى الدعاية مروراً بالضغط الاقتصادي، في محاولة لاحتواء حركة الاحتجاج.


MISS 3