روي أبو زيد

اليوم العالمي للّغة العربية... تحديث الأساليب ضرورة ملحّة

18 كانون الأول 2020

02 : 00

إنه اليوم العالمي للّغة العربية، وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، ويتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة. وتتيح العربية الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، ومنها تنوع الأصول والمشارب والمعتقدات، كما أنها أبدعت بمختلف أشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة والفصيحة والعامية، ومختلف خطوطها وفنونها النثرية والشعرية، آيات جمالية رائعة تأسر القلوب وتخلب الألباب في ميادين متنوعة تضم على سبيل المثال لا الحصر الهندسة والشعر والفلسفة والغناء. وسادت العربية لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيراً مباشراً أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم مثل: التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الإفريقية الأخرى مثل الهاوسا والسواحيلية، وبعض اللغات الأوروبية وخاصةً المتوسطية منها كالإسبانية والبرتغالية والمالطية والصقلية. وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة. كما أتاحت إقامة حوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الأفريقي.



الكاتب مروان نجار



يقول الكاتب مروان نجار لـ"نداء الوطن": "أذكر دوماً بهذه المناسبة الدكتور أنيس فريحة، خصوصاً وأنه من الدعاة الى التحديث في أساليب اللغة العربية من دون المساس بمحتواها".

ويضيف: "نعمل على "تيسير" اللغة لتطوير وسائل التعليم، خصوصاً وأنّ هذه الأساليب تتطوّر في لغات العالم. ثمة حاجة ملحة للتطوير والتحديث. فريحة بحث في بذور اللغة العربية كي لا يُصدَم الناس في سبل التجديد عبر تعليم اللغة. لذا وجد بذوراً تتطابق مع أساليب التعليم الحديث". ويوضح: "يجب الالتفات الى مبدأ "تعجيم" اللغة لأن العرب لم يضعوا النقاط على الحروف قبلاً، بل كانوا يقرأون الكلمات بالفطرة، لذا تمّ اعتماد "التعجيم" أي اعتماد الاساليب الأعجمية في تطوير اللغة.

ويضيف: "نحتاج الى "نفضة" في اللغة وهو أمر لن تقوم به الدولة أبداً!"

ويعتبر نجار أنّ اللغة العربية استطاعت مع بعض المحدثين أن "تنحت" مصطلحات جديدة، حيث لا بدّ علمياً من النحت والدليل استعمال الكلمات الأعجمية كـ"جيوسياسية". ويوضح: "في السياق عينه تفاعل الغرب مع اللغة العربية عبر الاستقاء منها ككلمة "قهوة" التي اشتقت من café. علينا الانفتاح على هذا التجديد، لكنّ أصحاب العقول المريضة لا يهضمون هذا التجديد".

ويختم نجار حديثه قائلاً: "يقول الأستاذ مندور: "اللغة فرسُ الفكر، والفكر فارسها، فلا هي تكبو ولا هو يخبو". اللغة ليست مجرّد وسيلة تعبير فحسب بل هي وسيلة تفكير".





ويقول الشاعر أحمد شوقي: "إن الذي ملأ اللغات محاسنًا جعل الجمال وسره في الضاد." لذا تبقى العربية لغة مملوءة كنوزاً يجب الإضاءة عليها بوسائل تواكب العصر والتطوّر من دون المساس بجماليّتها وقدسيّتها.


MISS 3