تدريب أميركي صاروخي في الكويت... وإيران تحذّر!

الكاظمي: سنُواجه السلاح المتفلّت

02 : 00

تدريبات صاروخية أميركية في قاعدة "علي السالم" الجوّية في الكويت (القيادة المركزية الأميركية)

لا يزال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مصمّماً على مواجهة "الدويلة" التي استباحت الدولة لوقت طويل، إذ شدّد مجدّداً على أنّه لن يسمح بتهديد حرّية العراقيين وأمنهم وثقتهم بالعملية الإنتخابية عبر السلاح المتفلّت، مؤكداً عزمه على مواجهة هذا السلاح بوصفه رئيس وزراء مستقلاً لا ينتمي إلى أي كتلة سياسية.

ورأى الكاظمي أن العراق على مفترق طرق، معتبراً أنّه "لدينا فرصة في النجاح واستعادة ثقة الشعب بالدولة العراقية، ونحن جادون لإتمام المهمّة التاريخية التي أُنيطت بنا". وأوضح أن "المهمّة المركزية لحكومتنا هي إجراء انتخابات مبكرة باعتبارها حكومة استثنائية بكلّ المقاييس"، لافتاً إلى أن حكومته هي "نتاج لحراك شعبي من جهة ومطلب للمرجعية والقوى السياسية التي تنشد التغيير من جهة أخرى".

ويأتي ذلك في ظلّ تصاعد جديد للتوتّر السياسي والأمني والعسكري بين "الشرعيّة" المتمثّلة بحكومة الكاظمي والجيش والقوى الأمنية من جهة، والميليشيات المسلّحة المدعومة من إيران من جهة أخرى. وبعدما أصدرت السلطات مذكّرة اعتقال بحق القيادي في "كتائب حزب الله" أبو علي العسكري، الذي هدّد الكاظمي، رجّحت مصادر أن يكون الأخير قد هرب إلى خارج العراق، خشية توقيفه.

كما أصدر القضاء العراقي 4 مذكّرات توقيف بحق شخصيات عسكرية ومدنية لها علاقة بالمجموعات التي تُطلق الصواريخ على المباني الديبلوماسية والعسكرية في بغداد والمحافظات الأخرى، في وقت أعلنت فيه إيران استقبالها وفداً عراقياً رفيع المستوى في إطار التنسيق بين الجانبَيْن. وأوضحت الخارجية الإيرانية أن وفداً عراقياً برئاسة مستشار رئيس الوزراء وصل إلى طهران الأحد، متحدّثةً عن "تنسيق متواصل بين بغداد وطهران".

وإذ أكد المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحافي أن بلاده لا تسعى إلى إيجاد توتر في المنطقة "لكنّها ستُدافع عن أمنها ومصالحها بكلّ قوّة"، شدّد على أن بلاده متمسّكة بسياسة حسن الجوار ولم تسعَ أبداً لنقل نزاعها مع أي طرف إلى منطقة أخرى.

وبينما أعلنت البحرية الأميركية الأسبوع الماضي أن غوّاصة نووية أبحرت في مضيق هرمز، وفيما تواردت أنباء عن وصول غوّاصة إسرائيلية إلى مياه الخليج أيضاً، أجاب زاده ردّاً على سؤال في شأن هذه التقارير: "يُدرك الجميع ما يعنيه الخليج الفارسي بالنسبة إلى إيران"، مضيفاً: "يُدرك الجميع سياسات الجمهورية الإسلامية في إيران في مجال الأمن والدفاع الوطني، ويعرفون جيّداً إلى أي حدّ سيكون الخطر مرتفعاً في حال أرادوا تجاوز الخطوط الحمر لإيران".

وتابع: "بعثنا عبر قنوات مختلفة برسائل للحكومة الأميركية ولأصدقائنا في المنطقة، لئلا يندفع النظام الأميركي الحالي نحو مغامرة جديدة في المنطقة في أيّامه الأخيرة في البيت الأبيض". وأكد أنّه "نحن لا نبحث عن التوتّر، لم نبحث عنه، ولن نبحث عنه، لا سيّما في المنطقة. لكن ليس لدينا أدنى شك في الدفاع عن بلدنا"، مبدياً أمله في أن "يتمكّن العقلاء في واشنطن من ضبط التوتّرات".

وفي سياق متّصل، رأى أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن زيادة تحرّكات الجيش الأميركي في المنطقة "استعراض دفاعي ناجم عن الخوف"، مشدّداً على أن "ضمان الأمن الإقليمي يتحقق عبر خروج القوّات الأجنبية المهدّدة للإستقرار"، بينما احتضنت قاعدة "علي السالم" الجوّية في الكويت تدريبات على أحدث الأنظمة المدفعية الصاروخية للقوّات الأميركية.

ووفق ما ذكرت صفحة القيادة المركزية الأميركية على "تويتر"، فإنّ جنود "فوج المدفعية الميدانية" خضعوا لتدريبات على القدرة على المناورة وإتمام مهمّة الرمي. وجرى الاعتماد خلال التدريب على "نظام المدفعية الصاروخية العالية التنقّل" (هيمارس). وأوضحت القيادة أن "هيمارس" يُعدّ أحدث نظام في عائلة "أنظمة راجمات الصواريخ المتعدّدة" (أم أل آر أس).

و"هيمارس" نظام مجهّز على عربة ذات عجلات ويتمتّع بمرونة عالية جدّاً، مهمّته الاشتباك مع مدفعية الميدان ووحدات الدفاع الجوّي والمدرّعات الخفيفة والناقلات المدرّعة. ويتميّز النظام بقدرته على إطلاق صواريخه والابتعاد سريعاً، قبل أن تتمكّن قوّات العدوّ من تحديد موقع الراجمة. وقبل أيّام قليلة، أجرى جنود من الكتيبة الأولى - فوج المشاة السادس والفرقة المدرّعة الأولى، تدريباً مشتركاً بالذخيرة الحيّة بالقرب من "معسكر بيوري" في الكويت.


MISS 3