روي أبو زيد

جنازة خافتة اقتصرت على ولديه غسان وجاد... وغدي

6 كانون الثاني 2021

02 : 00

"أنا مصابة بكورونا ولن نستقبل أحداً لمراسم العزاء"، هكذا علمنا من نينا خليل رحباني زوجة الراحل الكبير الموسيقار الياس أنّ مراسم الدفن والعزاء أُلغيت وأنها تعرّضت للإصابة بالفيروس اللعين. اعتذرت منا عبر "الانترفون" عن عدم استقبال المعزين والقيام بالواجب فالظروف القاهرة هي الحاكمة.

وكان جثمان رحباني نقل أول من أمس على وجه السرعة من المستشفى الى مقابر العائلة في أنطلياس حيث صلّى عليه الكاهن سريعاً، بحضورٍ اقتصر على ولديه غسان وجاد وغدي (ابن منصور) ثم عاد الجميع سريعاً تاركين الياس في حجرة واحدة مع شقيقيه عاصي ومنصور.

وقرّرت العائلة إقامة قداس إلهي على نيّة الراحل، يكشف عن موعده في ما بعد للسماح للأحبّة والأصدقاء بتقديم العزاء. ونعت الفنانة الكبيرة فيروز الموسيقار الراحل بفيديو مؤثر على "فيسبوك" ونشرت مقطعاً مصوّراً للراحل مع موسيقى من تلحين "الإخوة الرحابنة" لأغنية "هجروا الأحبا الحارة".

ولاقى المنشور تفاعلاً كبيراً لدى رواد التواصل الإجتماعي، الذين أعربوا عن حزنهم لفقدان "إرث فنيّ كبير بغياب الموسيقار".

وبرحيل رحباني طويت صفحة الجيل الأول من عائلة طبعت تاريخ الفن اللبناني، خصوصاً أنّه مزج العربي بالغربي منتجاً صنفاً موسيقياً جديداً هو الـ"فرنكو- آراب" تلحيناً وتوزيعاً وكتابةً.

بدأ شغف الياس رحباني بالموسيقى منذ الصغر. درس الموسيقى في الأكاديمية اللبنانية منذ سن العاشرة ثم في المعهد الوطني للموسيقى. أنتج في بداياته حلقات في القسم العربي من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) قدم خلالها عشرات الأغنيات والمقاطع الفنية. انتقل بعدها إلى إذاعة لبنان الرسمية في انطلاقتها حيث عمل مخرجاً ومستشاراً موسيقياً طوال سنوات، كما عمل منتجاً موسيقياً لدى شركات منتجة للأسطوانات.

غادر لبنان بعيد اندلاع الحرب اللبنانية (1975-1990)، لكنه عاد ليستقرّ في بلده مفتتحاً استوديو خاصاً به. أسّس قبل سنوات أكاديمية تحمل اسمه لتعليم الموسيقى مع فروع عدة في مناطق لبنانية مختلفة.

بعدما شارك لسنوات عدة ضمن لجنة التحكيم في برامج تلفزيونية للمواهب الغنائية في العقد الأول من القرن الحالي، تراجع ظهوره إعلامياً في السنوات الأخيرة وسط أنباء عن معاناته من مشاكل صحية.