واشنطن تفرض عقوبات على رئيس "الحشد الشعبي"

"رسالة ردع" أميركيّة إلى إيران وخامنئي يُطالب برفع العقوبات

02 : 00

القائد العام لـ"الحرس الثوري" متفقّداً مجموعة من الصواريخ البحرية أمس (أ ف ب)

على الرغم من عمليّة نقل السلطة التي تأخذ مجراها في واشنطن، وجّهت الولايات المتحدة "رسالة ردع" صارمة إلى الجمهوريّة الإسلاميّة عبر إرسالها قاذفتَيْن استراتيجيّتَيْن إلى الشرق الأوسط للمرّة الرابعة في نحو شهرَيْن، "لإظهار التزام الجيش الأميركي المستمرّ بالأمن الإقليمي وردع العدوان"، بحسب سلاح الجوّ الأميركي، ما يُشير إلى أنّه لن يكون هناك تهاون في حملة الردع الأميركية تجاه إيران، وإظهار القدرة العسكريّة واللوجستية الفائقة لأميركا على نشر قوّة قتالية ساحقة في وقت قصير في المنطقة، بينما كشف "الحرس الثوري" الإيراني "إحدى القواعد الصاروخية الإستراتيجية للبحرية" لديه على شواطئ الخليج.

وفي وقت تباهى فيه القائد العام لـ"الحرس الثوري" اللواء حسين سلامي بأنّ "قاعدة الصواريخ تمتدّ على طول كيلومترات عدّة، وبحريّتنا تمتلك عدداً كبيراً من هذه القواعد"، وبأنّ صواريخ "الحرس الثوري" البحرية من بين الصواريخ الأكثر تقدّماً في العالم وتضمّ "صواريخ دقيقة يصل مداها مئات الكيلومترات"، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي أن الإيرانيين ليسوا مستعجلين لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، ويُطالبون قبل ذلك برفع العقوبات الأميركية التي تخنق اقتصاد البلاد، معترفاً بذلك بفعالية سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وإذ اعتبر خامنئي أنّه "في حال رفعت العقوبات سيكون لعودة الأميركيين إلى الاتفاق معنى. وفي حال عدم رفع العقوبات لن تصب عودة الولايات المتحدة في مصلحتنا، لا بل قد تحصل على حسابنا أيضاً"، أكد أنّه "في حال عادوا إلى احترام التزاماتهم، سنعود إلى احترام التزاماتنا"، مهدّداً بأنّ صواريخ بلاده باتت قادرة على إسقاط الطائرات الأميركية في المنطقة، إذا تجاوزت حدودها. ويأتي كلامه هذا بعد عام من الذكرى السنوية لحادث طائرة "بوينغ" التابعة لشركة الخطوط الجوّية الأوكرانية، التي أسقطها صاروخان لـ"الحرس الثوري"، بعد وقت قصير على إقلاعها من طهران. وفي بيان مشترك، دعت الدول الأخرى التي فقدت مواطنين لها في الحادث (أفغانستان وكندا والمملكة المتحدة والسويد وأوكرانيا)، طهران، إلى "تسليط الضوء على الحادث" و"تحقيق العدالة لأسر الضحايا".

وعلى صعيد آخر، فرضت الخزانة الأميركية عقوبات على رئيس هيئة "الحشد الشعبي" في العراق فالح الفياض، متّهمةً إيّاه بالتورّط في "انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان"، و"اعتداءات وحشية استهدفت متظاهرين في تشرين الأوّل 2019". وقال وزير الخزانة ستيفن منوتشين: "بتنفيذهم وإشرافهم على قتل متظاهرين عراقيين سلميين، يشنّ مقاتلون وسياسيون موالون لإيران على غرار فالح الفياض حملة شعواء ضدّ الديموقراطية العراقية والمجتمع المدني".

كما جاء في بيان لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الفياض عضو في "خلية أزمة" يدعمها "الحرس الثوري"، الذي تُصنّفه الولايات المتحدة "منظّمة إرهابية". وتابع بيان بومبيو أن "هيئة الحشد الشعبي تشنّ حملة إجرامية ضدّ نشطاء سياسيين في العراق يُطالبون بانتخابات حرّة ونزيهة، وباحترام حقوق الإنسان، وحوكمة خاضعة للمساءلة". وتنصّ العقوبات على تجميد أي أصول يمتلكها على أراضي الولايات المتحدة وتحظر على الشركات الأميركية، بما فيها المصارف والشركات التي لديها فروع في الولايات المتحدة، التعامل معه.

أمّا على الجبهة السوريّة، وخوفاً من الاستهدافات المستمرّة والتي تصاعدت حدّتها بشكل ملفت في الآونة الأخيرة ضدّ "الحرس الثوري" والميليشيات المحلّية الموالية له في سوريا، بدأت القوّات الإيرانية تُخلي مقرّاتها العسكرية من الأسلحة الثقيلة بشكل كامل من منطقة المزارع الواقعة على أطراف مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، بحسب ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان". كما نقلت عدداً كبيراً من السيّارات العسكرية والآليات الثقيلة في اتجاه الميادين، ومن ثمّ عمدت إلى توزيعها على أحياء متفرّقة من المدينة، كمنطقة البلعوم والمجري.


MISS 3