واشنطن: سنحاسب من يُحاولون تقويض الإستقرار في السعوديّة

مشاورات أميركيّة - إسرائيليّة حول "النووي الإيراني"

02 : 00

خلال تشييع عدد من عناصر "الحشد" في النجف أمس (أ ف ب)

بدأت تتبلور شيئاً فشيئاً ملامح السياسة الخارجيّة للإدارة الأميركيّة الجديدة، خصوصاً في الشرق الأوسط، على الرغم من كون "محرّكات" واشنطن في هذا الصدد لم تتفعّل بشكل كامل، بحيث أن مجلس الشيوخ لم يُصادق بعد على عدد كبير من الوزراء الأساسيين في حكومة الرئيس جو بايدن، الذي يصبّ جهوده على مواجهة "كورونا" والاهتمام بالاقتصاد الوطني، أقلّه في الـ100 يوم الأولى من انطلاق عهده.

لكنّ كلّ هذا لم يمنع بطبيعة الحال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شابات من بحث الملفات الإقليميّة وعلى رأسها إيران مع نظيره الأميركي جيك سوليفان، الذي أكد من جديد التزام بايدن الثابت بأمن إسرائيل، معرباً عن تقديره لمساهمات بن شابات في الشراكة الثنائية. كما شدّد سوليفان على أن الولايات المتحدة ستتشاور عن كثب مع إسرائيل في شأن كلّ مسائل الأمن الإقليمي، موجّهاً دعوة لبدء حوار استراتيجي في المدى القريب لمواصلة المناقشات الموضوعية.

وتعقيباً على تهديد حساب تابع للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، اعتبرت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض إيميلي هورن السبت أن "مثل هذه التهديدات من جانب إيران غير مقبولة"، مضيفةً: "نُدين بشدّة هذا التصرّف الاستفزازي، وسنُواصل العمل مع أصدقائنا وشركائنا للتصدّي لنفوذ إيران الخبيث".

وفي سياق التعاون الأميركي - الإسرائيلي، كشف موقع "والا" العبري أن قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي الجنرال كينيث ماكنزي سيصل إلى إسرائيل الخميس، في أوّل زيارة منذ تولّي بايدن زمام السلطة في واشنطن ونقل الدولة العبريّة إلى مسؤوليّة القيادة المركزية، فيما من المنتظر أيضاً أن يلتقي رئيس "الموساد" الإسرائيلي يوسي كوهين برئيس الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز وبايدن الشهر المقبل في واشنطن، لنقل تفاصيل الموقف الإسرائيلي من العودة الأميركية المتوقعة للإتفاق النووي مع إيران، ولائحة التعديلات التي تقترحها تل أبيب عليه.

وبحسب القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، فمن المتوقع أن يُقدّم كوهين إلى بايدن وكبار المسؤولين الأميركيين معلومات جديدة في شأن برنامج إيران النووي السرّي، فيما تبدأ الولايات المتحدة قريباً بنشر بطاريات "القبة الحديدية" للصواريخ الاعتراضية داخل قواعدها في دول الخليج، إلى جانب بعض دول الشرق الأوسط وأوروبا، للدفاع عن قوّاتها من هجمات محتملة قد تشنّها إيران ووكلاؤها، بعد موافقة إسرائيل على ذلك، وفق صحيفة "هاآرتس" الإسرائيليّة.

توازياً، دانت الخارجية الأميركية محاولات الهجوم الأخيرة على الرياض التي تستهدف المدنيين، مؤكدةً أن واشنطن ستُساعد شريكتها السعودية "ضدّ من يُحاولون استهداف أمنها"، وأردفت: "سنعمل على محاسبة من يُحاولون تقويض الإستقرار في السعودية"، معتبرةً أن محاولات الهجوم على السعودية تتعارض مع القانون الدولي، بينما أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن "أحضان" بلاده مفتوحة للحوار والتعاون مع الدول العربية في منطقة الخليج، في وقت لا يزال المتمرّدون الحوثيّون المدعومون من طهران يُطلقون الصواريخ والطائرات المسيّرة في اتجاه السعودية.

أمّا في العراق، فقد قُتِلَ 11 عنصراً من "الحشد الشعبي" في كمين في شمال العاصمة العراقيّة السبت، نُسِبَ إلى تنظيم "داعش"، وفق ما أفاد مصدر أمني في الحشد وكالة "فرانس برس". ونُفّذ الهجوم ليلاً بواسطة أسلحة خفيفة شرق مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، ويأتي بعد يومَيْن من تفجيرَيْن انتحاريَّيْن في قلب بغداد أسفرا عن مقتل 32 مدنيّاً وتبنّاهما التنظيم المتطرّف.


MISS 3