"لقاء سيدة الجبل": هذا خيارنا

02 : 00

في مناسبة 20 سنة على تأسيسه أواخر العام 2020، ذكّر"لقاء سيدة الجبل" ببعض السّمات الأساسية له وظروفِ نشأتهِ وفحوى تطلّعاتِه. وأكد انه ليس لقاءً مسيحياً في تكوينه واستهدافاتِه، وإنما هو لقاءٌ وطنيّ يُوْلي عنايةً خاصة لما يمكن أن يُسمّى "مسألة مسيحية" في الواقعين اللبناني والعربي، وتأسيسه كان بمبادرةِ شخصياتٍ مسيحية وإسلامية، والعاملين فيه كانوا وما زالوا من الطائفتين، واللقاء استمرّ منذ العام 2000 حتى اليوم، رغم انحلال معظم اللقاءات السيادية الوطنية بعد العام 2005.

ولفت الى ان العام 2020 شهد ذروةَ التأزُّم اللبناني، بأبعاده الوطنية والطائفية والدولتيّة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مكشوفاً على تحوُّلاتٍ دراماتيكية في المنطقة والعالم، ما جعل البلد على حافة "الدولة الفاشلة"، وأوْقَع مكوّناته السياسية - الطائفية كافة في حالةٍ من انعدام القدرة على تعيين الذات في المكان والزمان والاتجاهات.. وهذه الحالة ليست ناجمةً عن خللٍ أصلي في الخيار اللبناني أو عدم صلاحية اتفاق الطائف، وإنما عائدة إلى سوء إدارة التعدّدية اللبنانية، بتعطيل اتفاق الطائف منذ إبرامه، ثم بتجاوزه كلّياً لا سيما في السنوات الأربع الأخيرة، ممّا أدّى إلى انكفاء البعض عن معنى لبنان، تَعَباً وكَسَلاَ وقِلّةَ حيلة، فيما اندفع بعضٌ آخر خلفَ ما يُزَيِّنهُ فائضُ القوة وشهوةُ الغِلِبة، ولو موَظَّفَيْن في أجندةٍ خارجية. وما بين هذين البَعضين ثمة اتجاهاتٌ زئبقيّةٌ وصولية ترقص على أيّ إيقاع رائج أو تقعُد على رصيف الانتظار.

وذكّر اللقاء بمبادرتيه على الصعيدين العربي واللبناني، متابعةً لخياره الأصلي، وهما: "مؤتمر المسيحيين العرب الأول" (باريس 23 تشرين الأول 2019)، ثم تنظيم "لقاء وطني لبناني في سبيل برنامج مشترك للإنقاذ" (بيروت 27 تشرين الأول 2020). وفي هاتين المبادرتين طرح تصوّره واقتراحه للعمل المشترك تحت عنوان "هذا خيارنا".

ودعا جميع المعنيّين بالشأن المسيحي واللبناني والعربي، من كوادر حزبية وقادة رأي ومجموعاتٍ ناشطة في المجال العام، "إلى التواصل والتفاعل والحوار حول خياراتنا الوطنية الكبرى، بعيداً عن كثيرٍ من التفاصيل التي من شأنها تضييع البوصلة لدى الرأي العام اللبناني. فهذا وقت الخيارات، ولا خوف من اختلاف الرأي واهتزاز بعض "المحابس" الفكرية والسياسية والتنظيمية والطائفية الجامدة. ففي العام 1920 خُيِّرنا بين لبنان الملجأ ولبنان الكبير فكان خيارُنا لبنان الكبير. وفي العام 1943 خُيِّرنا بين استمرار الانتداب وبين الاستقلال فكان خيارُنا الاستقلال. وفي العام 1989 خُيِّرنا بين استمرار الحرب والتقسيم الواقعي وبين السلام ووحدة الكيان ونهائيّته وعروبته، فكان خيارُنا وثيقة الوفاق الوطني والدستور المنبثق منها".


MISS 3