جاد حداد

أنواع الصداع... بين تشخيص وعلاج

6 شباط 2021

02 : 00

إذا كنت تصاب بصداع متكرر، يعني ذلك أنك تعرف معنى الألم النابض الذي يدفعك إلى استعمال مسكنات الألم أو كمادات الثلج. رغم وجود أكثر من 300 نوع، يبقى الصداع التوتري والنصفي والعنقودي الأكثر شيوعاً بينها. لكن يمكنك أن تتجنب الصداع وتخفف حدته، حتى أن علاجات جديدة وواعدة أصبحت متاحة اليوم.

الصداع التوتري

يصيب الصداع التوتري عدداً كبيراً من الناس حول العالم ويترافق النوع الأكثر شيوعاً منه مع ألم وضغط متواصلَين حول الجبين، فضلاً عن ألم نابض على جهة واحدة من الجمجمة أو الجهتَين معاً. ينجم الصداع التوتري عن الضغط النفسي، أو تشنج عضلات العنق، أو الجلوس مطولاً في وضعية واحدة، أو الطقس البارد، وغالباً ما يدوم لثلاثين دقيقة. يمكنك معالجة هذا النوع من الصداع عبر مسكنات الألم الشائعة. وإذا لم يختفِ الانزعاج بعد بضع ساعات أو زاد الوضع سوءاً، يوصيك طبيب الأعصاب وخبير الصداع ويليام كينغستون باستشارة طبيبك لاستبعاد أي أسباب أكثر خطورة.

الصداع النصفي

يصيب الصداع النصفي 17% من النساء خلال سنوات الإنجاب و10% من الرجال، وقد يدوم ساعات أو حتى أياماً ويترافق مع أعراض تسبق النوبة وتليها. غالباً ما تكون هذه الاضطرابات العصبية وراثية أو تنجم عن الضغط النفسي أو قلة النوم أو تغيّر الضغط الجوي، وقد تؤدي هذه الحالة إلى الغثيان والتقيؤ ونشوء ألم نابض على جهة واحدة من الرأس، أو حتى الحساسية تجاه الضوء والأصوات والروائح. بما أن المصابين بهذه الحالة يفوّتون جزءاً كبيراً من عملهم، يؤدي الصداع النصفي إلى تراجع إنتاجية الناس أكثر من السرطان.

لحسن الحظ، ظهرت أدوية وقائية جديدة اسمها مثبطات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين، وهي تستهدف البروتين الذي يسبّب الصداع النصفي. تسمح هذه الأدوية القابلة للحقن بتخفيف وتيرة الصداع النصفي بنسبة 50% عند أخذها شهرياً. لكن يجب أن يتكلم المرضى مع الطبيب حول فعالية هذا الدواء في حالتهم وكلفته.

أخيراً، يمكن الاستفادة من تحسين أسلوب الحياة لمكافحة الصداع النصفي عبر أخذ قسط من الراحة، وممارسة الرياضة، وتناول وجبات طعام منتظمة، والتخلي عن الكحول والكافيين. وعند بدء نوبة الصداع، فكّر بأخذ أدوية طبية مثل التربتان أو الإرغولين.

الصداع العنقودي

تُسمّى هذه النوبات المؤلمة "الصداع الانتحاري"، وهي تسمية مبررة. يترافق هذا النوع من الصداع مع انزعاج فائق يبدأ في الوقت نفسه تقريباً من كل يوم (في الصباح بشكل عام) وتزيد حدّته طوال خمس أو عشر دقائق وقد يدوم حتى ساعة ونصف، وتتكرر النوبات على مر اليوم في بعض الحالات. يقول طبيب الأعصاب وخبير الصداع، سيان سبيسي، إن مثبطات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين تخضع للتقييم كشكلٍ علاجي محتمل في الوقت الراهن. كذلك، أصبحت علاجات أخرى لتحفيز الدماغ قيد الاستكشاف، منها تحفيز العصب القذالي وتحفيز العصب المبهم غير الغازي. في غضون ذلك، تشمل العلاجات المتاحة استنشاق الأوكسجين عبر قناع، وحَقْن التربتان أو نسخة مركّبة من الهرمون الدماغي سوماتوستاتين، واستعمال مواد تخدير موضعية مثل الليدوكاين عبر الأنف.

متى تصبح استشارة الطبيب ضرورية؟تتطلب نوبات الصداع غير الاعتيادية تحليلات إضافية، لا سيما الأنواع غير المسبوقة التي تزداد سوءاً أو تتكرر باستمرار. إذا لاحظتَ أنك بدأت تخسر الوزن بلا مبرر أو أصابتك قشعريرة أو حمى أو تغيرات في البصر والحركة أو مشاكل في التوازن، اطلب من طبيبك تقييم وضعك لاستبعاد تمدد الأوعية الدموية (أي ضعف أحد الشرايين في الدماغ) أو وجود ورم دماغي. يجب أن تتلقى تشخيصاً دقيقاً.


MISS 3