جاد حداد

10 خرافات حول الصداع النصفي... هل تعرفها؟

7 تموز 2021

02 : 00

الصداع النصفي حالة شائعة تصيب حتى 148 مليون شخص عالمياً، وتكشف الأدلة المتاحة أن الصداع النصفي بدأ ينتشر بوتيرة متزايدة على مستوى العالم. غالباً ما يكون الصداع المعتدل أو الحاد من أبرز أعراض الصداع النصفي، ويشعر 85% من المصابين بألم نابض. لكن يتركز الألم على جانب واحد في 60% من الحالات، بينما يصاب 80% من الناس بالغثيان و30% بالتقيؤ. كذلك، يتعرّض معظم المصابين بالصداع النصفي لحساسية متزايدة تجاه الضوء (90%) والأصوات (80%).

في ما يلي عدد من الخرافات الشائعة حول الصداع النصفي.

ليس خطيراً

معظم حالات الصداع النصفي لا تكون خطيرة. لكنها قد تصبح مزمنة أو تعيق الحياة اليومية أحياناً ما لم تُعالَج المشكلة بالشكل المناسب.

حللت إحدى المراجعات تأثير الصداع النصفي على نوعية الحياة، فتبيّن أن إنتاجية المصابين بهذا الصداع تتراجع في العمل، وتضطرب في الوقت نفسه نشاطاتهم العائلية والاجتماعية والترفيهية. كذلك، لا تُعتبر جميع أنواع الصداع متساوية. يكون الصداع النصفي المفلوج مألوفاً بشكل عام وهو يرتبط بأعراض عصبية قد تؤدي إلى جلطة دماغية. لكن يبقى هذا الصداع الذي يُضعف جانباً واحداً من الجسم أو يشلّه نادراً، فهو يصيب حوالى 0.01% من الناس. في معظم الحالات، يتلاشى الشلل خلال ساعات أو أيام، أو يدوم لأربعة أسابيع في ظروف أقل شيوعاً. لكن في بعض الحالات النادرة جداً، قد يُسبب الصداع النصفي المفلوج شللاً دائماً.

مادة الكافيين تُسببه

هذه الفكرة غير صحيحة. لا تُسبب مادة الكافيين الصداع النصفي لكنها قد تكون من العوامل المؤثرة لدى بعض الناس. ثمة رابط معقد بين القهوة والصداع النصفي. يبدو أن الإفراط في استهلاك الكافيين قد يطلق نوبات الصداع. لكن يسهم الكافيين عموماً في تخفيف النوبات، بما في ذلك الصداع النصفي. في مراجعة جديدة حول التفاعل بين الكافيين والصداع النصفي، يستنتج الباحثون في تقريرهم: "بشكل عام، وبناءً على تحليل أحدث المراجع، ما من أدلة كافية لدعوة جميع المصابين بالصداع النصفي إلى وقف الكافيين. لكن تجدر الإشارة إلى أن فرط استهلاك الكافيين قد يجعل الصداع مزمناً. لكنّ وقف الكافيين فجأةً قد يطلق نوبات الصداع النصفي أيضاً.

أدوية الصداع العادي لا تعالجه

في الوقت الراهن ما من علاج نهائي للصداع النصفي، لكن تسهم الأدوية في تخفيف النوبات حتماً. لا تعالج الأدوية المشكلة نهائياً بل تسيطر على الأعراض أو تحمي المريض منها. تهدف أدوية الصداع النصفي إذاً إلى تفادي النوبات المحتملة.

جميع الأدوية لا تُخففه

عملياً، تتعدد الأدوية التي تسهم في السيطرة على الصداع النصفي اليوم، منها مسكنات لا تتطلب وصفة طبية، والتربتان، ومضادات مستقبلات الببتيد المرتبطة بجينات الكالسيتونين، ومضادات الاكتئاب والصرع، وحاصرات البيتا.

ثمة خيارات غير دوائية أيضاً. لتجنب نوبات الصداع النصفي، تقضي أهم خطوة بتنظيم أسلوب الحياة وزيادة الخيارات الصحية. يتراجع احتمال نشوء نوبات الصداع النصفي، رغم التعرض لمسببات المشكلة، عبر خطوات مثل النوم لثماني ساعات على الأقل كل ليلة، وشرب 8 أكواب ماء يومياً، وتغذية الجسم بمأكولات صحية، والتخلص من مصادر الضغط النفسي قدر الإمكان. حتى أن تبني أسلوب حياة صحي قد ينسف الحاجة إلى أخذ أدوية الصداع في نهاية المطاف. إنه نبأ سار لأن الأدوية بحد ذاتها تُسبب الصداع عند تلقي كميات متكررة منها.

كذلك، تكثر الخيارات الدوائية الفاعلة لتخفيف وتيرة الصداع النصفي، وهي تدخل في خانة العلاجات الوقائية. تسهم أدوية أخرى في وقف نوبات الصداع أثناء تطورها. حين تشتبه إذاً بأنك ستصاب بالصداع النصفي، من الأفضل أن تستشير طبيبك للتأكد من التشخيص والتعاون معه لوضع خطة علاجية مناسبة.

لا يمكن تشخيصه بدون تقنيات التصوير

هذه المعلومة خاطئة. الصداع النصفي تشخيص عيادي لا يحتاج إلى أي تقنية تصوير للتأكد منه. لا تصبح هذه الفحوصات ضرورية إلا إذا كانت الأعراض غير واضحة أو ظهرت أعراض عصبية أو مؤشرات تحذيرية. في هذه الحالة، تسمح تقنيات التصوير باستبعاد أمراض أخرى.

ما من فحص محدد لتشخيص الصداع النصفي إذاً. للقيام بتشخيص دقيق، يجب أن يُحدد الطبيب نمطاً من نوبات الصداع المتكررة فضلاً عن الأعراض التي تستمر لثلاثة أشهر على الأقل.

لا يمكن أخذ أدويته أثناء الحمل

تكون أدوية الصداع النصفي، مثل التربتان، آمنة نسبياً خلال الحمل، لا سيما بعد أول ثلاثة أشهر. يُعتبر الأسيتامينوفين آمناً أيضاً لكن من الأفضل تجنّب بعض أدوية الصرع الوقائية لأنها قد توقف الحمل أو تُسبب تشوهات خلقية. قبل الحمل، من الأفضل أن تتكلم المرأة مع طبيبها لوضع خطة علاجية للصداع النصفي. يمكنها أن تأخذ علاجاً شائعاً لا يتطلب وصفة طبية أو أدوية طبية أو الاثنين معاً.

لكن لا تكون جميع الأدوية آمنة خلال الحمل. يُعتبر بعضها ممنوعاً بالكامل، ويمكن إضافة البعض الآخر بعد مرور أول ثلاثة أشهر من الحمل. تكون الأجهزة القابلة للارتداء وغير الغازية خياراً جاذباً للمرأة الحامل لأنها فاعلة جداً ولا تترافق مع آثار جانبية دائمة.

"حمية الصداع النصفي" تقضي على المشكلة نهائياً

تبرز خطط غذائية معاصرة لمعالجة جميع أنواع الاضطرابات، لكنها لا تكون فاعلة أو مثبتة دوماً.

في ما يخص "حمية الصداع النصفي"، يظن بعض الخبراء أن عوامل أخرى تؤثر على الوضع مع أن الأكل الصحي وتجنب بعض المأكولات المُسببة للصداع النصفي قد يقضيان على مسببات النوبات. على سبيل المثال، لا تعالج حمية الصداع النصفي قلة النوم أو الضغط النفسي أو التقلبات الهرمونية. باختصار، قد يسهم تجنب مسببات الصداع في تقليص احتمال ظهور النوبات، لكن لا يمكن اعتبار أي نظام غذائي علاجاً بحد ذاته.

المكملات الغذائية قد تعالجه

هذه المعلومة ليست دقيقة. قد تسهم المكملات الغذائية في تخفيف الصداع النصفي أو منع نشوئه، لكنها لا تستطيع معالجته. ما من علاج نهائي لهذا الصداع، لكن تسمح مكملات معينة بتجنب النوبات في بعض الحالات.

تُعتبر مكملات المغنيسيوم والفيتامينَين D وB12 إضافة مهمة إلى الخطة العلاجية التي تستهدف الصداع النصفي، لكن لم تَثبت فاعلية أي فيتامين أو مكمّل غذائي للوقاية من الصداع أو تخفيفه في جميع الحالات. قد تساعد هذه الخيارات بعض الناس بشدة لكنها لا تفيد الآخرين بأي شكل. هذه النتائج المتفاوتة تتكرر مع الأدوية أيضاً.

الصداع غير المصحوب بهالة ليس صداعاً

نصفياًهذه المعلومة غير صحيحة، إذ تكون معظم نوبات الصداع النصفي غير مصحوبة بهالة. تتراوح نسبة الحالات المصحوبة بهالة بين 10 و30%.

الباحثون أوقفوا دراساتهم حوله

لم يتخلَ الباحثون يوماً عن استكشاف هذا الموضوع ولن يفعلوا ذلك مستقبلاً. تتعدد الجهود البحثية المهمة والمتواصلة لتحليل الخصائص الفيزيولوجية والمَرَضية للصداع النصفي وتقييم الخيارات العلاجية الجديدة.

تظهر ابتكارات حديثة طوال الوقت لاستهداف الصداع النصفي، لا سيما في آخر أربع سنوات. في الفترة الأخيرة، طُرِحت أجهزة التعديل العصبي في السوق. وظهر جهاز جديد يتحكم به الهاتف الذكي ويوضع على الساعد وهو يعطي علاجاً مدته 45 دقيقة. يُغيّر هذا الجهاز إشارات الألم في الدماغ ويُعتبر بديلاً جيداً عن الأدوية. باختصار، يتابع العلماء البحث عن طرق علاجية جديدة من دون تعريض الناس لأي آثار جانبية سلبية.


MISS 3