مايز عبيد

شهران على حريق سوق نهر أبو علي: أين التعويضات؟

4 أيلول 2019

03 : 00

أحد البائعين: "4 بناطلين بألف ليرة واللي ما معو الألف منقسطلو ياه"

"نقّي وتفرّج يا فقير وطق يا زنكيل... 4 بناطلين بألف ليرة واللي ما معو الألف منقسطلو ياه"... على ظهر البسطة يضع نضال عبدالهادي، المعروف في السوق باسم (أبو الفقراء)، كرسيه وينادي على الزبائن لتشتري.

فبعد قرابة الشهرين على حريق سوق نهر أبو علي الذي يبيع فيه أصحاب البسطات من فقراء طرابلس، لم تعوّض الدولة عبر الهيئة العليا للإغاثة أو البلدية على هؤلاء الفقراء شيئاً وفق ما يؤكدون لـ"نداء الوطن". فالحريق الذي أتى على معظم البسطات الموجودة داخل السوق وأدى إلى أضرار مادية جسيمة، تردد قبل شهر أن القوى الأمنية ألقت القبض على مفتعله و يدعى ا.ع وقد اعترف بإحراقه انتقاماً من أصحابه الذين ساندوا أحد الأشخاص كان قد تشاجر معه على أفضلية مرور في المحلة.

أصحاب البسطات يعتبرون أن "القبض على مفتعل الحريق ليس شأنهم فهذا أمر قضائي و"نحمد الله أن هناك دولة وأجهزة ترصد المجرمين" ولكن الأهم بالنسبة إليهم "التعويض وتنفيذ الوعود".

أعاد أصحاب البسطات إصلاح ما خُرّب وإزالة آثار الحريق والعودة إلى العمل بجهودهم الذاتية لأن التعويض طال ولا يمكنهم المكوث من دون عمل وانتظار الفرج.

يشرح نضال عبدالهادي أن "شهرين من أصعب الأشهر قد مرّا على أصحاب البسطات في هذا السوق وأكثر من 150 عائلة متضررة. ولما مرّت الأيام ولم تتحقق الوعود، قام كل واحد من المتضررين الفقراء الذي ليس له معيل، بالإستدانة من هنا وهناك لإصلاح بسطته ومحله وشراء بضاعة والعودة إلى العمل". أضاف: "أوضاعنا بالويل والديون أكلتنا، نبيع الـ 4 قطع بألف ليرة لنحرّك أنفسنا فالمدارس على الأبواب والأولاد بحاجة إلى مستلزمات".

وانتقد تقصير الهيئة العليا للإغاثة والبلدية والنواب: "عندما وقع الحريق زار اللواء خير مشكوراً المنطقة وكلف فريقاً للكشف على الأضرار وكذلك فعل النواب وبلدية طرابلس أيضاً وأتحفونا بالبيانات والزيارات... وهيداك وج الضيف".

وطالب أبو الفقراء اللواء خير بالتعويض "على فقراء السوق في طرابلس تماماً كما فعل مع متضرري الضاحية الجنوبية لحظة سقوط طائرتي التجسس الذين عوض عليهم بعد يومين أو ثلاثة... فنحن لبنانيون كما هم تماماً"، وأن يعمل على "تنفيذ وصية الشهيد رفيق الحريري الذي جعل الهيئة العليا للإغاثة ملاذاً للفقراء تساعدهم بأسرع وقت".

وأشار أبو الفقراء إلى أن "أصحاب البسطات استبشروا خيراً بوصول رياض يمق إلى رئاسة البلدية علّه يشعر بحالنا لكن يبدو أن هؤلاء الفقراء لا أحد يشعر بهم".

وناشد باسم المتضررين المسؤولين في الدولة اللبنانية التشبّه ببابا الفاتيكان الذي يقف مع كل فقير "أن يكون المسؤولون في لبنان مثل البابا، ينزلون إلى مستوى الشعب البسيط ويقفون معه في محنته".

أما عمر طيبة (أبو مظهر) فشكا حاله وأحواله: "لقد استدنت 4 ملايين ليرة لإعادة إصلاح البسطة وشراء بضاعة ولم أستطع سدادها حتى اليوم لأن البيع ليس كما يجب والتعويضات في خبر كان".

يشير أصحاب البسطات المتضررة إلى أن "أقصى ما حصلوا عليه هو 200 ألف ليرة من جمعية أرسلتها الهيئة العليا للإغاثة فعوّضت بهذا المبلغ على عدد من المتضررين وليس على الجميع. وهناك جمعيات ومنظمات ترسلها الهيئة العليا للإغاثة أو البلدية، تأتي وتذهب من دون نتيجة".

حاولنا استصراح الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير أكثر من مرة فلم يجب على هاتفه، كذلك ولدى سؤالنا عن رئيس بلدية طرابلس رياض يمق كان الجواب: "مسافر خارج البلد".

وفي موازاة انتظار تعويضات هيئة الإغاثة، رفع أصحاب البسطات الشكوى عبر "نداء الوطن" إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون: "فخامة الرئيس قلت إنك بيّ الكل فأثبت أبوّتك لنا، نحن لبنانيون كما غيرنا والعالم ناسينا... إنزل إلينا يا فخامة الرئيس لترى بنفسك ما نعانيه من فقر وضيق وعوز... وكأن الدولة ليست دولتنا".


MISS 3