جاد حداد

تساقُط الشعر... بين أسباب وحلول

20 شباط 2021

02 : 00

تتعدّد أسباب بُقَع الصلع المفاجئة لكن يكون معظمها قابلاً للعلاج...

يعتبر الناس تساقط الشعر جزءاً طبيعياً من الحياة، ولو على مضض. في النهاية يخسر معظم الناس، بما في ذلك النساء، جزءاً من شعرهم أو شعرهم كله مع التقدم في السن. لكن حين تبدأ هذه المشكلة فجأةً، فتتساقط كمية كبيرة أثناء الاستحمام أو عند تسريح الشعر، لا مفر من أن يصبح الوضع مقلقاً. حتى أنه قد يشير إلى مشكلة صحية تحتاج إلى علاج.

لفهم سبب تساقط الشعر بشكلٍ غير متوقع، يجب أن نطّلع على دورة نمو الشعر السليم. في الحالات العادية، يمرّ الشعر بمرحلة النمو، حيث تطول الخُصَل بمعدل 1.25 سنتم شهرياً. تستمر هذه المرحلة بين سنتين وثماني سنوات.

ثم تبدأ المرحلة المتوسطة وتدوم لثلاثة أسابيع تقريباً، فيتوقف الشعر عن النمو ويبدأ بالتساقط. أخيراً، تدخل الخُصَل في مرحلة الراحة، فيسترخي الشعر لكنه يقبع داخل بصيلاته. وعندما تبدأ البصيلات بإنتاج شعر جديد، يتساقط الشعر القديم.

بسبب هذه الدورة كلها، يخسر جميع الناس حتى 100 خصلة من الشعر يومياً. تقول جنيفر جونز، طبيبة جلد في لندن ومستشارة في "الجمعية البريطانية لأطباء الجلد"، إننا نخسر حتى 10% من شعرنا دفعةً واحدة في مرحلة التساقط. عندما يختلّ هذا التوازن، قد يخسر الفرد كمية كبيرة من شعره في مرحلة الراحة، ثم يلاحظ بعد بضعة أشهر أن جزءاً كبيراً من الشعر يتساقط في الوقت نفسه.

يتعلق أحد أبرز أسباب هذا الخلل بالتغيرات الهرمونية في الجسم. يبقي الأستروجين الشعر في مرحلة النمو. أما الأندروجين، فهو يُقصّر دورة نموه. لهذا السبب، قد يتساقط الشعر بعد الولادة أو عند الإصابة بمشاكل في الغدة الدرقية لأن هاتين الحالتين تُغيران التوازن الهرموني وتزيدان تأثير الأندروجين. توضح جونز: "الضغط النفسي من أهم العوامل المؤثرة. لذا قد ينجم هذا الأثر السلبي عن أحداث مثل الطلاق أو الحداد أو حتى تغيير المنزل".

يتعلق سبب شائع آخر بأمراض المناعة الذاتية، لا سيما داء الثعلبة. تكون هذه الحالة وراثية وهي تصيب 2% من الناس عالمياً وقد تتفاقم بسبب حدث عصيب. في بعض الحالات يكون داء الثعلبة سلساً وخفيفاً، لكن يخسر الناس كل شعرهم في حالات أخرى، بما في ذلك شعر الجسم والحواجب والرموش. ينمو الشعر في بُقَع الصلع مجدداً، لكن يخسر الجسم شعره بشكلٍ دائم. قد تؤدي الندوب التي تُخلّفها أنواع أخرى من أمراض المناعة الذاتية، مثل الإكزيما وداء الصدفية والحزاز المسطح (Lichen planopilaris)، إلى ظهور بقع من الصلع. كذلك، قد تصيب القوباء الحلقية (عدوى فطرية) الجزء الذي تتركز فيه المشكلة على الرأس.

على صعيد آخر، تختلّ دورة نمو الشعر لدى البعض بسبب الأدوية. من المعروف مثلاً أن تساقط الشعر يكون أثراً جانبياً لبعض أدوية ضغط الدم والستاتين والعلاج بالهرمونات البديلة. إذا لاحظتَ إذاً أن شعرك يتساقط، ناقش المشكلة مع طبيبك. قد يقترح عليك تغيير أدويتك.

يتوقف العلاج على السبب الكامن للمشكلة. لتحديد ذلك السبب، قد يطلب الطبيب فحوصات دم أو يجري خزعة جلدية صغيرة أو يفحص الشعر تحت المجهر. إذا كان تساقط الشعر مرتبطاً بالهرمونات أو الضغط النفسي، ستكون المشكلة موقّتة وتتلاشى خلال بضعة أشهر من دون أي علاج.

لتحسين الشكل الخارجي، تسهم الستيرويدات الموضعية في زيادة سماكة الشعر أو يمكن اللجوء إلى زراعة الشعر. لكن يتقبّل البعض الصلع بكل بساطة!


MISS 3