روي أبو زيد

عبير نعمة للّبنانيين: لا تدعوهم يسرقون ضحكتكم

18 آذار 2021

02 : 00

رنّمت "بيروت الأمل" بعد إنفجار الرابع من آب فهزّت بصوتها الضمائر وصلّت مع كل بيت سكنه الحزن بعد الإنفجار... وقفت على أهم المسارح العالمية ودور الأوبرا لترفع إسم لبنان عالياً وتقدّم بصوتها رسالة رقيّ وحب وأمل بغد أفضل. تُعتبر عبير نعمة اليوم من الرائدات في رسم نمط فنيّ خاص. هي الباحثة الموسيقية التي ترى في الموسيقى ثقافة وتواصل وانفتاح.

"نداء الوطن" حاورت نعمة حيث كشفت عن تجارب مُرّة عاشتها بعد فقدانها أجنّتها في حديث إنسانيّ، وفني ووطني من القلب:

ما الرسالة التي أردت إيصالها من خلال "فلّوا"؟

تشير الأغنية الى أهمية تواجد أحبائنا في البيت، وكيف يتحول الى مجموعة حجارة لا نبض فيها حين يغادرونه. "فلّوا" من كلمات الشاعر غسان مطر، ألحاني وتوزيع طارق سكيركر أما الإنتاج فهو لـ"Universal Music MENA"، ووجهتها الى كل انسان فقد عزيزاً له، ولكل من يعاني من الوحدة. وأرسل من خلالها تحية خاصة لكلّ إمرأة تعيش آثار الغياب بصمت، بكلّ تفصيل من حياتها اليومية. وأردت عبر "الفيديو كليب" أن اضغط على يد كل سيدّة وأن أقول لها: أنت لست وحدك!

كم هو صعب ألم الفراق؟

يبقى من نخسره حيّاً فينا. يرافقنا في كلّ ظرف وثانية من حياتنا، كلٌّ على طريقته الخاصة. ورغم مرور الايام، يتسمر حزننا ولا يشعر غيرنا بهذه الغصة. ولكن نتذكر من نحب دائماً ونستحضرهم في وحدتنا أو عندما نحاط بالناس. نشعر بالألم والإنسلاخ وراء كلّ ضحكة أو دمعة. وأدرك جيّداً أنّ في كل بيت قصّة ألم، خصوصاً أنّ شبح الموت حاضر بقوّة في هذه الايام الصعبة.

هل من تجربة شخصية ترجمتها بالكليب؟

يحمل العمل المصوّر توقيع المخرج إيلي فهد الذي أراد أن نعكس الواقع المؤلم الحالي، إذ تشارك 5 نساء قصصهن مع الرأي العام. وأكشف بدوري عن تجربتي الشخصية مع الخسارة والألم، بعد حالات إجهاض متكررة في أشهر متقدّمة. أردت مشاركة هذا الإختبار الصامت وحالة الإنسلاخ التي تعيشها كثير من نساء وتلازمهن طوال الحياة. مع الإشارة، الى أنّ هذا الموضوع ما زال تابوهاً في مجتمعاتنا العربية ولكن يجب تناوله وتسليط الضوء عليه.

أطلعينا على جديدك.

انتهيت أخيراً من تسجيل 8 أغنيات استعداداً لإصدار ألبومي الغنائي الثاني مع شركة "Universal Music MENA". أصدرتها تباعاً مع "هيدي الدني" (كلمات غدي الرحباني، ألحان وتوزيع اسامة الرحباني وإخراج جيل الغبري). كما أتحضّر حالياً لتصوير أغنيتين جديدتين سيسمعهما الناس بشكلٍ متتالٍ. كذلك، سأقدم أغنية بالتعاون مع الفنان مروان خوري.


ما هو الموضوع الذي تبتعدين عنه في أغنياتك؟

لا يوجد موضوع محدد، فالأمر مرتبط بالقصيدة المُقدّمة. أبحث عن النصوص الجميلة بقيمة ورسالة هادفة. تلفتني الكلمة المعبّرة، الراقية والمباشرة التي تشبهني بشكل خاص.





ما الذي ينقص المرأة اللبنانية لتنــــال حقوقها؟

المرأة بحاجة اليوم الى ظروف سليمة، وضع جيّد، دولة حقيقية وفعالة، تمثيل اكبر في مجلسي النواب والوزراء، قوانين صارمة وعادلة تكفل حقوقها وتصونها.

أصبت بكورونا. ما الذي تعلّمته مــــــن هذه التجربة؟

حثّتني على اكتشاف ذاتي ومكنونات وحفائظ كنت قد نسيتها وسط عالم السرعة والضوضاء. أيقظ الـ"كورونا" الوعي تجاه إنسانيتنا ودعانا الى تصحيح علاقتنا مع كلّ ما يحيط بنا، لتعزيز التضامن والمحبة بين فئات المجتمع كافة، فأضحيت ممتنّة لكل النعم التي وهبني إياها الله.

برأيك، لماذا لم تنجح ثورة "17 تشرين"؟

يجب توحيد المطالب وأن نتفق جميعنا على شعار "كلن يعني كلن" فاسدين. يجمعنا الجوع ونعلم أننا منهوبون ومسروقون ومعنّفون. وحين تنجح الثورة ستفرز شخصيات جديدة لاستلام البلد وقيادته الى برّ الأمان.

هل تفكرين بالهجرة؟

أتيحت لي فرص كثيرة في السابق لأهاجر الى بلاد مختلفة من العالم، لكنني رفضتها رفضاً قاطعاً. أما اليوم فأنا أعمل وعائلتي على الموضوع بسبب الظروف الصعبة التي نمرّ بها في لبنان. أرفض أن تعيش ابنتي الوحيدة ما عشته خصوصاً أنّ تردّي الأوضاع لا يبشّر بالأمل.

ما هو حلمك؟

أحلامي كثيرة ومختلفة وطموحي كبير. ولكني اسعى اليوم بأن أجد مكاناً أشعر فيه بالأمان والكرامة والاحترام. لا يمكن أن تتحقق أحلامي الأخرى الّا بالتحرر من السجن المظلم الذي نعيش فيه.

لو قُدّر لك العودة الى الوراء ما الذي تغيّرينه في حياتك؟

أنا أفكّر بالحاضر والمستقبل وأتّعظ من تجاربي الماضية. إذ تعلّمتُ من كلّ إنسان مرّ بحياتي، من كلّ حزن عشته ومن كلّ خيبة أمل وظرف صعب. وما زلت أتعلّم، لكنني اصبحت أقوى واختلفت نظرتي الى الحياة.

كيف يصبح العالم أفضل؟

يجب أن تكون حياة الناس أولويّة في زمننا الحاضر، إذ على الدول تأمين حقوق شعوبها الأساسية وضمان استمراريتها. ينقص عالمنا مسؤولون يعملون بضمير بعيداً عن الجشع والطمع. بإختصار، علينا نشر الأمل والحب في هذا العالم! لا مستقبل أو حياة من دون أمل والحفاظ عليه واجب رغم الظروف الصعبة التي نعيش فيها. آمل أن يكون الغد منصف للجميع عبر التحرّر من فيروس كورونا وفيروس النظام الفاسد الذي يحكمنا منذ ثلاثين عاماً. لا يجب أن نسمح للمسؤولين باستعمالنا لتحقيق مآربهم. لا تدعوهم يسرقون ضحكتكم!


MISS 3