جاد حداد

Lost Pirate Kingdom... عالم القراصنة تحت المجهر

23 آذار 2021

02 : 00

تجمع السلسلة الوثائقية Lost Pirate Kingdom (مملكة القراصنة المفقودة) مشاهد تمثيلية ومقابلات مع الخبراء لتجسيد رؤية واضحة عن أشخاص كانوا ينهبون السفن في أنحاء الساحل الأميركي الجنوبي الشرقي والكاريبي خلال القرن الثامن عشر. تبدأ الأحداث في العام 1715، بعد حرب الخلافة الإسبانية التي فازت بها إنكلترا. في المرحلة اللاحقة، اندلعت حرب بحرية غير معلنة واستمرت طوال 12 سنة. استعملت القوات البحرية البريطانية خلال هذه الفترة "الانتهازيين" لنهب السفن الإسبانية التي تصادفها.

من بين الرجال الذين قادوا تلك السفن الخاصة، سنتعرف الى "بنجامين هورنيغولد" (سام كاليس) الذي يتنافس مع "هنري جينينغز" الأكثر أرستقراطية (مارك غيليس). عندما تنتهي الحرب، يبقى "جينينغز" قادراً على الاستفادة من عمليات النهب التي قام بها، فيما يُهدد الجوع "هورنيغولد" ورجاله. ينتقل الرجال من جامايكا إلى بلدة "ناسو" في جزر البهاما، ويسمح لهم هذا الموقع بغزو السفن التجارية الإسبانية وسرقتها ثم الاختفاء عن الأنظار.


حين ينقل أسطول إسباني الذهب والفضة بقيمة ملايين البيزو عبر هذه المنطقة، تحتدم المنافسة بين "هورنيغولد" و"جينينغز" للحصول على هذا الكنز. يأخذ "جينينغز" إذن حاكم جامايكا لنهب القراصنة الذين يسرقون السفن الإسبانية. لكن عندما تُدمّر إحدى العواصف الأسطول، يسمع "جينينغز" كلاماً عن مكان الكنز ويقرر غزو ذلك المخيّم مباشرةً بالتعاون مع مساعد جديد: إنه "تشارلز فاين" شبه المجنون (توم بادلي). وحين يعود "جينينغز" إلى جزر البهاما، يكتشف أن "هورنيغولد" وجد لنفسه مساعداً متوحشاً: إنه شاب أسود اللحية اسمه "إدوارد ثاتش" (جيمس أوليفر ويتلي)، وهو معروف باسم "اللحية السوداء".





في غضون ذلك، يقع "سامويل بيلامي" (إيفان ميلتون) في حب "ماري هاليت" (سينياد ماكينز) في شبه جزيرة "كيب كود". وحين يتلقى عرضاً بقيادة طاقم سفينة نحو جزر البهاما بعد وصول أخبار عمليات النهب التي يقوم بها "هورنيغولد" إلى ماساتشوستس، يرفض "بيلامي" العرض في البداية لأنه يظن أن والد "ماري" لن يسمح لها بالارتباط بقرصان. لكن حين يكتشف والدها أمره ويطرده، يقرر قبول العرض على اعتبار أنه سيقود عمليات جمع المسروقات من حطام السفن الإسبانية.


يبدو أن باتريك ديكينسون الذي كتب هذه السلسلة الوثائقية وأنتجها وأخرجها كان يحاول أن يقيم توازناً معيناً بين الدراما الثقيلة وسرد الأحداث الواقعية لتقديم عمل هجين، وهو يصيب الهدف على نحو مفاجئ في مناسبات متكررة. من الواضح أن مواقع التصوير تستعمل تقنية الإسقاط الخلفي و/أو الشاشة الخضراء في لقطات كثيرة، لذا تبدو المشاهد جامدة وركيكة أحياناً. على صعيد آخر، يُعتبر أداء الممثلين خلال إعادة تمثيل الأحداث سلساً بقدر ما تسمح به القصص التي تتمحور حول القراصنة.


من الناحية السلبية، قد تبدو "الحبكة" التي يطرحها الجزء المبني على السيناريوات المكتوبة في هذا النوع من الأعمال الهجينة غير متماسكة مع الأجواء العامة. لمعرفة مدى تماسك العمل، لا بد من طرح السؤال التالي: إذا حذفنا المقابلات مع الخبراء، هل ستبقى المشاهد المكتوبة متماسكة بما يكفي كي تقدّم حلقة درامية متكاملة؟ في هذا المسلسل، يبدو وكأن القصة لا تحتاج لأكثر من مشاهد انتقالية من وقتٍ لآخر للحفاظ على تماسك العمل من دون مقابلات الخبراء. لهذا السبب، تتخذ الحلقات عموماً منحىً ترفيهياً بالقدر المناسب.


أخيراً، ينجح المسلسل في تحقيق هدفه بفضل أداء الممثلين وإخراج ديكينسون الذي حرص على عدم المبالغة في تقديم المشاهد كي لا يتحول العمل إلى نسخة باهتة من السلسلة الشهيرة Pirates Of The Caribbean (قراصنة الكاريبي). يقدم معظم الممثلين أداءً متماسكاً نسبياً، ما يساعد المشاهدين على التغاضي عن مؤثرات الشاشة الخضراء وتقنيات تقطيع المشاهد الواضحة. المقابلات مع الخبراء جيدة أيضاً، مع أن ديكينسون ومساعده ستان غريفين كانا يستطيعان إرجاع الكاميرات إلى الوراء قليلاً كي لا نشاهد أصغر تفاصيل وجوههم! مع ذلك، تبقى هذه المقابلات مجرّد واجهة للمشاهد الأخرى وتُحقق هدفها في نهاية المطاف.

MISS 3