مغربية تحرّر المرأة برسومها

02 : 00

زينب فاسيكي

تنظّم الرسامة المغربية زينب فاسيكي دورات تدريبية في الرسوم المصورة لحث الشباب على صقل مواهبهم من أجل "تغيير المجتمع" وتحرير المرأة، وتعد الفنانة الشابة من رواد الرسوم المصورة التي توظفها للدفاع عن المساواة. استقطبت مداخلتها الأخيرة نحو عشرة تلاميذ ورسامين محترفين وتهدف من خلالها إلى مساعدتهم على إيجاد أجوبة إبداعية، للرد على تعليقات مسيئة بثها بعض رواد المواقع الاجتماعية، بخصوص مبادرة "أنا أيضاً" للتنديد بالاعتداءات الجنسية ضد النساء.

وتعرب فاسيكي عن استهجانها قائلةً "نحن هنا لمواجهة ثقافة الاغتصاب هذه التي تحمّل الضحية مسؤولية ما تتعرض له، بينما تبرّئ الجاني". خلافاً لحركة "مي تو" التي ظهرت في الولايات المتحدة قبل بضع سنوات اختارت الضحايا المشاركات في هذه السلسلة الحديث من وراء حجاب، حيث خضعت أصواتهن لتعديل تقني ورُكبت على رسوم مصورة.

إذ فضلاً عن الشعور "بالعار" والوصم الاجتماعي يمكن أن يتحول فضح اعتداء جنسي إلى ملاحقة الضحية بمقتضى قانون يجرّم إقامة علاقات جنسية بدون زواج، كما يذكر منتج هذه السلسلة يوسف الزيراوي. وتناضل فاسيكي من خلال رسومها من أجل "تغيير القوانين التي صاغها رجال للتحكم بأجساد النساء". وتعتبر الكاتبة والناشطة النسوية الفرنسية سيمون دو بوفوار مثلها الأعلى ومؤلفها "الجنس الآخر" مرجعها.

أما تكوينها الفني فيعود إلى "مطالعتها قصص الرسوم المصورة" منذ طفولتها، قبل أن تبدأ الرسم في سن المراهقة و"تلتقي مؤلفي رسوم مصورة خلال مهرجانات" عندما صار بمقدورها السفر. وتضيف: "تعتقد بعض المناضلات النسويات أن رسم أجساد عارية لا يخدم القضية، لكنني أظن أنه بمثابة ثورة ومقاومة إزاء تاريخ مبني على الأبوية".

تحضّر الفنانة "معرضاً كبيراً" في متحف الفن المعاصر في تطوان الخريف المقبل، كما ستشرع في تقديم دروس لطلبة مدرسة الفنون الجميلة بالمدينة. وتعرب عن سعادتها الغامرة لأنها "ستواجه" من تصفهم بـ"الفنانين الذين يعارضون العري الفني". تطمح زينب أيضاً من خلال الدورات التكوينية التي تشرف عليها إلى "تطوير حضور النساء في الميدان الفني ومساعدة الفتيات للتخلص من التحكم الأسري". وتقول: "خيّرتني أسرتي بين التوقف عن العمل أو اعتبار نفسي خارجها. لكنني لم أتوقف".

MISS 3