روي أبو زيد

نوال كامل: الأعمال المشتركة ليست سبب انتشار الممثل اللبناني عربياً

8 نيسان 2021

02 : 00

قدّمت نوال كامل أعمالاً مسرحيّة وتلفزيونية درامية جعلتها من أهم الممثلين على مدى عشرين عاماً. "نداء الوطن" تواصلت مع كامل وكان هذا الحوار.

كيف تقيّمين دورك في مسلسل "ما فيي"، "ثورة الفلاحين" و"خمسة ونص"؟

قدّمت في "ما فيي" شخصيّة مختلفة عن الأدوار التي لعبتها سابقاً، إذ على الممثل ألا يكرّر نفسه ويقدّم "كاراكتيرات" متنوّعة. وكان دوري مميّزاً في "ثورة الفلاحين" خصوصاً في حلقاته الأخيرة حيث استطاعت رهف قلب الموازين خلال سير الأحداث. يدفع العمل الجيد والنص المكتوب بطريقة محترفة بالممثل الى تأدية دوره "من كل قلبه". أما دوري في "خمسة ونص" فكان مختلفاً تماماً حيث قدّمت دور "سهيلة" المغلوب على أمرها وكان من الصعب تقديم البساطة التي تتّسم بها هذه المرأة. وفي نهاية المطاف، أنا لست ممثلة بل مؤدّية وبالتالي تختلف الشخصية التي اجسدها بحسب المكان والزمان.

ألا تخافين من تجسيد أدوار شريرة؟

بالطبع لا. الأشرار موجودون بيننا ونعيش في وسطهم، لذا قد تكون بعض الأعمال الدرامية بمثابة تحذير للمشاهدين من هؤلاء.


ما رأيك بالدراما المحليّة؟


أعتبر مستواها جيّداً جداً نسبةً للظروف التي نمرّ بها، ولو كانت الأوضاع مؤاتية لـ"حلّقنا وبدّعنا".


هل ساهمت الدراما العربية المشتركة بانتشار الممثل اللبناني عربياً؟


كلا. كان اللبناني منطلقاً درامياً لولا ان فرملت الحروب بعض المشاريع وحدّت من انطلاقته. في المقابل، عزز هذا النوع من الاعمال الدراما بشكل عام بفضل تبادل الثقافات وإغناء الأحداث القصصية. مع الاشارة، الى أنّ هذا النوع من الدراما موجود في هوليوود فبعض الأبطال هم كنديون، أستراليون، بريطانيون وغيرهم. وتكمن الأهميّة في مستوى العمل واحترافية الممثلين بغضّ النظر عن جنسياتهم.


ما الذي يصقل شخصية الممثل: خشبة المسرح أم كاميرا الدراما؟


لا شك بأن المسرح هو قاعدة الفنون. فالممثل يكون متمكّناً من أدواته، لأن المسرح يقوم على قدراته الصوتية وأدائه ولغة جسده. كلّ ذلك في علاقة مباشرة مع الجمهور، ما يصقل موهبتك ويجعلك أقوى في عالم الدراما والسينما. وأودّ التشديد على أنّ هناك اختلافاً في طريقة التمثيل والتقنيّات بين عالم المسرح من جهة والسينما والتلفزيون من جهة أخرى.


هل من دور تحلمين بتجسيده؟


أحلم بتقديم كلّ جديد. أعمد خوض أدوار تمسّ بنفسيّات الشخصيات وما يخالجهم من أفكار ومشاعر. وأتطلّع الى قراءة النصوص العميقة والشيقة.





هل الممثل مقدّر في لبنان؟


نعم. ويظهر ذلك جليّاً في آراء الجمهور وحتى الزملاء الممثلين الذين يتّصلون للتهنئة.

ولكن هذا التقدير معنوي ولا يضمن لك ضمان شيخوخة!"ما في ضمان لحدا بلبنان" فالدولة مقصّرة بحقنا كلبنانيين وليس فقط كفنانين. أضحى وضعنا كارثيّاً وحقّنا مأكولاً في لبنان.


هل حققت ثورة "17 تشرين" أهدافها؟


تمكّنت الثورة من حفر بصمتها وخرقت الجمود الكائن في البلاد منذ سنوات. وهي مستمرة اليوم بطرق مختلفة. فهل يجوز مثلاً أن يتم التعرّض لأهالي ضحايا الرابع من آب بالرصاص الحي؟ خصوصاً أنّ التظاهرات حقّ طبيعي للمواطن المظلوم في بلده. ما يحدث في لبنان لا يتصوّره عقل ويعمد البعض الى إيقاف عمل هذه الإنتفاضة، لكننا مستمرون بإذن الله وبصلوات سيدنا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.


ما الذي ينقصنا لبناء البلد؟


نحتاج الى الجرأة والتغيير في ذهنيتنا وتربيتنا والتمتع بالانسانية. أرفض أن أُذلّ لزعيمي كي يؤمّن لي وظيفة ما أو يضمن لقمة عيشي! هذا أمر معيب جداً. كذلك، يجب الإبتعاد عن الأنانية عبر التفكير بالخير العام. وعلينا احترام بعضنا البعض ومساعدة كلّ من هم بحاجة! والأهم من هذا كلّه، التحلّي بالمواطنية وإيلاء الأهمية للبنان فقط عبر تغليب المصلحة الوطنية أولاً. كما يجب أن يكون المسؤولون بخدمة الشعب وليس العكس!


ما الذي تعلّمته من تجربة "كورونا"؟


تعلّمت أنّ فيروساً لا يُرى بالميكروسكوب جمّد الكون برمّته حتى أنّ جيوش الارض ركعت أمامه. فمن أنت أيها البشري لتحاول تجسيد دور الله؟ "ولك قليلة علينا "الكورونا"! أثبتت الجائحة أنك لا تستطيع "التمرجل" على الخالق أو تخطّيه وأنه لا يمكن للإنسان تأليه نفسه ظنّاً منه أنّ الأمراض لن تصيبه أو أنه سيخلّد على هذه الأرض. البشر ضعفاء لذا يجب أن يرحموا بعضهم البعض ويتّكلوا على الله. كذلك، اكتشفت موهبتي خلال الحجر إذ رحت أرسم لوحات من الـ"acrylique" علماً أنني لم أعمد يوماً الى رسم تفاحة! لذا كما يقول القديس بولس: "كلّ الأشياء تعمل معاً للخير للّذين يحبّون الله"، إذاً علينا رؤية الحياة من منظار إيجابي بالرغم من الأوضاع السيئة التي تحيط بنا، فضلاً عن تعزيز قدراتنا وتطوير ذاتنا.


MISS 3