بشارة شربل

شينكر: نسهّل الوصول الى التفاوض وأنتم أحرار في النهاية

12 أيلول 2019

02 : 17

شينكر خلال اللقاء الصحافي في مبنى السفارة الأميركية أمس

دعا مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد شينكر الحكومة اللبنانية الى حزم أمرها واتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة اللبنانيين، سواء لجهة الموافقة على إطار للتفاوض على الحدود البحرية مع اسرائيل أم بالنسبة الى الوضع الاقتصادي. وقال في لقاء صحافي عقده في السفارة الاميركية عصر أمس وحضرته «نداء الوطن» أن واشنطن مستمرة في الضغط على «حزب الله»، وفرضُها العقوبات على المتعاملين معه لا يميز احداًً مهما كان دينه. ورأى أن سبب تصعيد السيد حسن نصراالله أمس الأول إنفعالُه بسبب يوم عاشوراء. ولم يشأ شينكر الافصاح عن النقاط العالقة في ملف الترسيم ولا عن مضمون لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة لكنه عبر عن ضيقه من المراوحة في الملف رامياً الكرة في ملعب الجانب اللبناني.

قال شينكر: "نتفاوض حول التفاوض حول إمكان ترسيم الحدود. ثمة اقتراح لإطار للمفاوضات. وهذه المفاوضات اذا جرت ستتم بين لبنان واسرائيل برعاية الامم المتحدة وندعمها طبعاً في شأن الحدود البحرية. حين توافق حكومتكم على مبدأ التفاوض تبدأ المفاوضات، ونعتقد أن ذلك من مصلحة لبنان. فبالنسبة الى الحدود البحرية تتطلعون الى الاستفادة من البلوكات 9 و10 الموازية لمنطقةٍ تملك فيها اسرائيل منذ 45 سنة آباراً للغاز تستثمر فيها. وإذا اردتم الاستثمار فيها فسيستغرق الامر وقتاً طويلاً حتى بعد الوصول الى اتفاق وذلك في مصلحة الجميع. كل ما نقوم به من جهتنا هو تسهيل الوصول الى إطار للمفاوضات ولا نسعى لليّ ذراع أي طرف، فأنتم احرار في النهاية".

ورأى شينكر انه "كلما كان الصراع على الحدود أخف سيكون التوتر أقل وسيكون أسهل الاتفاق مع الجيران حول الحدود. ولن أدخل في تفاصيل مناقشاتي مع المسؤولين اللبنانيين. لعلنا قريبون من التوصل الى اطار ولكن الامر يتعلق بقرار سياسي ينبغي أن تتخذه حكومتكم". ورفض شينكر الاجابة مباشرة عن ضغوط يمارسها "حزب الله" لتأخير الموضوع معتبراً ان على اللبنانيين التساؤل عن الاسباب.

ورغم اعتقاد واسع بوجود رابط بين ترسيم الحدود وبين القرار 1701 وسلاح "حزب الله"، فإن شينكر كان حاسما في القول: "لا رابط".

وعبر شينكر عن نفاد صبر الادارة الاميركية ازاء التأخير في الاتفاق على اطار المفاوضات مادحاً موهبة سلفه ديفيد ساترفيلد وصبره الديبلوماسي ليوحي بأنه نقيضه ولن يقبل ان يمضي مثله سنة في انتظار جواب من الحكومة اللبنانية.

ونفى شينكر اعطاء اوامر او تحديد توقيت للمساعي الاميركية لتسهيل التفاوض لكنه وجه شبه انذار مبطن بقوله: "في نهاية المطاف إذا اردتم تحسين اقتصادكم عليكم إطلاق المفاوضات. وهناك تحديات كثيرة في المنطقة. ذهبت الى بغداد والرياض وثمة تحديات كثيرة في ليبيا وتونس. وأعجبني النموذج الانتخابي التونسي، الاسلاميون مع العلمانيين انها منطقة معقدة ولكني واثق أن قادتكم سيتخذون القرارات الصعبة".

وبدا شينكر متجاهلاً وساخراً حين سئل هل سمع خطاب نصرالله. فأجاب: "كان أمس يوم عاشوراء وهو يوم حزين وبالتالي كان نصرالله منفعلاً وعاطفياً. ما سمعته في عشاء مع اصدقائي انه تحدّث عن خدمته لمصالح ايران في المنطقة، أما رأيي الشخصي فهو إذا كان المرء وطنياً لخدم مصلحة لبنان أولاً".

وعن العقوبات على الكيانات والافراد اكد شينكر "ان الحكومة الأميركية ستتخذ الخطوات الملائمة للتأكد من أن مودعي الاموال الأبرياء في جمّال تراست بنك سيحصلون على حقوقهم. لا نستهدف الشيعة بل "حزب الله" وهذا أول بنك نستهدفه بعد المصرف اللبناني - الكندي، ونحن نطبق قانوننا بفرض عقوبات على من يدعمون "حزب الله" بغض النظر عن دينهم".

ولدى سؤاله هل طرح الاستراتيجية الدفاعية مع رئيس الجمهورية قال: لا. ثم استطرد في الحديث عن الدعم الاميركي المستمر للجيش اللبناني "ليتمكن يوماً ما من بسط سيطرته على الاراضي اللبنانية وهذا الامر لا يحصل حالياً، فـ "حزب الله" بناء على أوامر من طهران يتصرف كسلطة مستقلة، ونعرف أن ذلك صعب للغاية. كذلك فإن تصعيد التوتر وزيادة قدرات "حزب الله" تكنولوجياً يزيدان التوتر على الحدود. ووقف اطلاق النار بين "حزب الله" واسرائيل ينهار بسبب استقدام "حزب الله" للأسلحة التكنولوجية المتطورة".

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي لفت شينكر الى ان "التحدي الاقتصادي في لبنان أكبر من السنوات الماضية. أولويتنا يجب أن تكون حكومة لبنان ومؤتمر "سيدر". فبعد سنة من المؤتمر ما من خطوة في هذا الاتجاه. ولبنان يؤذي نفسه بعدم اتخاذه اجراءات لتحسين وضعه الاقتصادي. إذا طبقتم الاصلاحات سيكون وضعكم أفضل. هناك دول كثيرة سارت في مسار الاصلاحات بناء على توجيهات صندوق النقد الدولي والمؤسسات المتخصصة مثل مصر والاردن. ثمة أمور كثيرة يمكن القيام بها حتى لو كانت موجعة ولكن على حكومتكم اتخاذ القرارات المناسبة".

وعن موضوع اللاجئين السوريين الذي تطرق اليه مع المسؤولين اللبنانيين كرر شينكر موقف ادارته حول "معاملتهم باحترام وعدم إرسالهم الى سوريا طالما أن الاسد لا يزال موجوداً ويلاحقهم بالقذائف، وحتى يستطيعوا العودة طوعاً الى منطقة آمنة".

وعند سؤاله عن سبب لقائه النائب فؤاد مخزومي اجاب: "أعرف مخزومي منذ 15 سنة وهو نائب. وأحب ان التقي أناساً مختلفين من رجال أعمال ونساء وأشخاص غير سياسيين كي يعطوا وجهة نظرهم حول المواضيع المختلفة".


MISS 3