روي أبو زيد

ندين جابر: هيفا وهبي عالمية وأختار دانييلا رحمة لدور "داليدا"

28 نيسان 2021

02 : 00

"2020" و"للموت" مسلسلان رمضانيان يُعرضان مساء كلّ يوم على شاشة الـ"MTV"، لكنّ ما يجمعهما أنهما كُتبا بإحساس كاتبة أبدعت في نحت الشخصيات وبناء التفاصيل. حبكت ندين جابر قصّتين شيقتين بكلّ إتقان وحب. "نداء الوطن" تواصلت مع جابر وكان هذا الحوار المميّز.

كيف تجعلين نصّك مميّزاً؟

يقرر المشاهد هذا الموضوع من خلال لمس الروح والنفس في الكتابة. لكنني أحاول قدر المستطاع أن أكسر بعض المحرّمات في المواضيع المُعالجة وعرض الأمور كما هي "ما لازم بقا نتخبّى ورا إصبعنا". أحاول أن أكون جريئة في هذا المجتمع الشرقي وأن أتّبع أسلوباً كتابياً لم يعهده الجمهور سابقاً. كان المشاهد العربي يفهم جوانب القصة كافة من الحلقة الأولى ويواكب الشخصيات في سير الأحداث، لكن مع انتشار المنصّات الإلكترونية كـ"نتفليكس" وغيرها بات التحدّي أصعب من ناحية دفع الجمهور الى متابعة الأحداث. لذا أعتمد على الغموض عبر "رمي الفتيشة" وترك التحليل للمشاهد وعندما يعثر على الإجابات "أرمي فتيشة أخرى". هذا النوع من الدراما خطر ولكنّه يحثّ الجمهور على التفاعل مع المسلسل ومناقشة أحداثه.

ألم تخافي من عرض عملين في السباق الرمضاني عينه؟

كان من المفترض أن يُعرَض "2020" العام الفائت لكنّه أرجئ بسبب انتشار وباء "كورونا". تشتّتت أحاسيسي بين العملين إذ لا يمكنني التمييز بينهما، لكن الحمدلله أنهما يعرضان على نفس المحطة في أوقات منفصلة ولا يتنافسان عبر قنوات مختلفة بالتوقيت عينه.

غالباً ما تغوصين في التفاصيل خلال كتاباتك ويظهر ذلك جليّاً في العملين.

هذه التفاصيل هي التي تحدث الفرق بين الأعمال المُقدّمة. اعتبر البعض أنّ أحداث مسلسل "للموت" بطيئة في أولى حلقاته، لكنني أخالفهم الرأي إذ يجب إيصال الإحساس المناسب كي تسير القصة بالإتّجاه الصحيح. "في مسلسل أحداث ومسلسل إحساس" ومن الضروري الإتّكال على هذه التفاصيل كي يتمكّن المشاهد من ربط الأحداث والمواقف ببعضها البعض.

ما هو طموحك في الكتابة؟

أعتبر أنّ الدرب ما زال طويلاً رغم انني قدّمت عدداً لا بأس به من المسلسلات، فالأفكار والمواضيع لا تنضب. قد تكون العناوين العريضة محدودة ولكن يمكن إدراجها ضمن أحداث مختلفة وبطرق جديدة ومغايرة. يبقى العامل الرئيس مقروناً بطريقة معالجة المواضيع ومقاربتها. أسأل نفسي دائماً "وهلّأ شو؟" وعندما أصبح جاهزة أنحت الشخصيات وأنطلق في كتابة نص جديد.

هل يتمكّن فيليب أسمر دائماً من ترجمة أفكارك إخراجياً؟

فيليب أسمر افضل مخرج في الوطن العربي بالنسبة الي. وباستطاعته إيصال أفكاري وكتاباتي بطريقة مميّزة وناجحة.

من الممثلة اللبنانية التي تخرق السوق العربي غير نادين نجيم؟

هيفا وهبي التي تبدع في مصر والوطن العربي، خصوصاً أنّ شهرتها وصلت الى العالمية.

لو خيّر لك كتابة سيرة حياة شخصيّة معروفة، من تختارين ولماذا؟

أختار داليدا لأنني أحبها كثيراً وأتعاطف مع معاناتها ووجعها. وعلى الرغم من شهرتها بقيت وحيدة وصارعت للوصول الى حبّ حقيقي ينتشلها من ألمها وفراغها.

من تختارين لتجسيد دورها؟

دانييلا رحمة. هناك بعض الشبه بين الشخصيتين، خصوصاً أنّ رحمة يمكن أن تعكس في عينيها الوجع الكبير الذي غالباً ما يختبئ خلف ضحكة بسيطة. دانييلا ممثلة "مخيفة" وتمثّل بإحساسها عبر إيصال مكنوناتها رويداً رويداً. نراها في "للموت" بشخصية ريم، إمرأة قوية وضعيفة في الوقت عينه، حزينة ومتأملة، تحاول الهروب من ماضيها الذي كبّلها.


من مسلسل "2020"


هل خرقت الدراما المحلية "التابوهات" واصبحت أقرب من المشاهد اللبناني؟

بالطبع. تتخطى بعض الأعمال المحظور، لكن ما زلنا نحاول طرح الأمور كما هي ولا نفلح دائماً بذلك. أيجوز مثلاً عدم تصوير القبلة بين شخصين متزوّجين في بعض المشاهد؟ لماذا يتقبّلها الناس في الأعمال الأجنبية ويرفضونها بالعربية؟ يجب تعزيز المشاهد الجريئة التي تخدم النص وتكون اقرب من الواقع من دون خدش الحياء.

هل عزّزت الدراما العربية المشتركة من انتشار الممثل اللبناني؟


بالطبع، إذ قبل انتشار الـ"Pan Arab" كانت أعمالنا محصورة بالمحطات اللبنانية. لكنّ ولادة الفضائية من جهة، وتفعيل الدراما المشتركة من جهة أخرى سمحا للممثل اللبناني بالإنتشار خصوصاً عبر مشاركته الأعمال مع ممثلين من جنسيات أخرى وعرضها على المحطات العربية كافة.

ما الذي ينقص الدراما المحلية كي تتطوّر وتنجح وتنتشر؟

نحن نسير على الطريق الصحيح، لكننا نحتاج أن تكون أعمالنا كاملة ومتكاملة إخراجياً، تمثيلياً، كتابةً وإنتاجاً ما يخوّلها حينها للإنتشار. أضحت الممثلة اللبنانية مشهورة عربياً، وعلى سبيل المثال لا الحصر نادين نسيب نجيم التي تتهافت المحطات على شراء مسلسلاتها.

نلاحظ أنّ الخلطة العربية أضحت مستندة على بطولة مشتركة بين ممثل عربي وممثلة لبنانية.وهذا هو المطلوب. غالباً ما تكون المعادلة مبنيّة على أسس واضحة: ممثل سوري مشهور وممثلة لبنانية مشهورة. هكذا يمكن جذب الشعبين اللبناني والسوري وبالتالي المشاهدين من البلدان العربية الأخرى.

أتفكّرين وعائلتك بالهجرة؟

أفكّر بالهجرة، لكنني أخاف من التغيير والروتين في حياتي الواقعية. أخاف من المجهول ناهيك عن تعلّقي بطرقات بلدي وعائلتي وأصدقائي، لذا افضّل البقاء في لبنان. نحتاج في هذا الوطن أن نتعاون ونتضامن بغضّ النظر عن طائفتنا وزعيمنا، كي نبني وطننا. ومن هذا المنطلق، أعتبر أنّ ثورة "17 تشرين" تألقّت في ايامها الأولى حين هتف الشارع بصوت واحد: "كلّن يعني كلّن"، ولكنّ مفاعيلها تراجعت حين راح البعض يستثني زعيمه من هذه المعادلة.

حلمك بالحياة؟

أحلم أن أكون سعيدة مع عائلتي وأن يحمي الله أحبتي. أتمنى أن أعيش في بلد لا أخاف فيه على أولادي حين يكبرون أو يعمدون الى بناء مستقبلهم.

MISS 3