الرياض تؤكد إجراء مباحثات مع طهران

"محادثات فيينا" النوويّة تُحرز تقدّماً

02 : 00

خامنئي متحدّثاً بمناسبة "يوم القدس" في طهران أمس (أ ف ب)

في الوقت الذي استأنف فيه الديبلوماسيّون الذين يُمثلون الدول الكبرى في فيينا أمس مباحثاتهم حول البرنامج النووي الإيراني سعياً إلى إنجازها بحلول نهاية أيّار، لإنقاذ الإتفاق بعودة الولايات المتحدة إليه، كشف الرئيس الأميركي جو بايدن خلال حديثه مع الصحافيين في البيت الأبيض أنه يلمس جدّية لدى طهران في "محادثات فيينا"، لكنّه لا يعرف مداها، فيما قالت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: "لقد أحرزنا بعض التقدّم في المحادثات النووية مع إيران في فيينا عبر القنوات غير المباشرة".

وبدأت الأطراف المعنية بالإتفاق (إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا) بـ"جدّية وطاقة إيجابية"، بحسب طهران، الجولة الرابعة، علماً أنّ الأولى كانت قد انطلقت في مطلع نيسان. وجدّد رئيس الوفد الإيراني إلى فيينا عباس عراقجي عزم بلاده على "العودة إلى احترام التزاماتها" مهما كانت نتيجة الإنتخابات الإيرانية، مؤكداً أن الإنتخابات "لا علاقة لها بتاتاً" بالملف النووي.

وفي حين لم يُحدّد أي موعد رسمي لتحقيق الهدف، أكد ديبلوماسيون لوكالة "فرانس برس" هذا الإحتمال. وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: "ننطلق بجولة مهمّة جدّاً ستكون على الأرجح أطول من الجولات الثلاث السابقة. الآن الجميع كوّن فكرة حول شكل الإتفاق ويبقى تدوين ذلك على الورق".

لكن تأتي كلّ هذه المواقف فيما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي في وقت سابق عن مسؤول كبير في الخارجية الأميركية أن إدارة بايدن تستعدّ لاحتمال انهيار "محادثات فيينا" دون التوصّل إلى اتفاق مع إيران. وأضاف المسؤول الأميركي أنه في حال فشل المحادثات، فإنّ إدارة بايدن ستبذل قصارى جهدها للتأكد من أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً.

وبينما اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي في خطاب لمناسبة "يوم القدس" أن إسرائيل "ليست دولة بل معسكر إرهابي ضدّ الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة الأخرى"، متوقعاً مرّة جديدة "زوالها"، كشف "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بالأمس مقتل 8 مقاتلين، هم 5 إيرانيين فضلاً عن أفغانيَيْن وسوري في صفوف المجموعات الموالية لطهران، في غارات إسرائيلية استهدفت مواقعهم في محافظة اللاذقية الساحلية ومحيطها الأربعاء.

وفي الغضون، أكد مدير إدارة تخطيط السياسات في الخارجية السعودية السفير رائد قرملي خلال تصريحات لوكالة "رويترز" إجراء محادثات مع إيران لاستكشاف سُبل تخفيف التوتر في المنطقة، لافتاً إلى أنّه "من السابق لأوانه الحكم على النتيجة". وأوضح أن الرياض تُريد أن ترى "أفعالاً يُمكن التحقق منها"، فيما حذّر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة من إيران وسياستها العدوانية في المنطقة، لافتاً إلى الحاجة "للتنسيق والعمل كحلفاء لمواجهة برنامج إيران النووي وتهديدها لجيرانها، وبنفس القدر والإهتمام أنشطة وكلائها في المنطقة".

وفي الملف اليمني، اتّهمت الولايات المتحدة المتمرّدين الحوثيين المدعومين من طهران بـ"تفويت فرصة كبرى" للمضي قدماً نحو حلّ للنزاع في اليمن برفضهم لقاء المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث في سلطنة عُمان، معتبرةً أن الحوثيين "يُفاقمون الأوضاع سوءاً بمواصلة هجومهم على مأرب".


MISS 3