محمد دهشة

المخيّمات تتضامن مع فلسطين... استعداد للدفاع عن القدس

11 أيار 2021

02 : 00

الكوفية في أحياء صيدا القديمة

لم تمنع جائحة "كورونا" ولا الضائقة المعيشية الخانقة، أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان من التضامن مع المقدسيين في دفاعهم عن المسجد الاقصى ومنع اقتحامه، لم تهدأ تحركاتهم الاحتجاجية التي تنوعت بين مسيرات واعتصامات ووقفات، للتعبير عن موقفهم في التضامن والاستعداد للدفاع عن القدس والاقصى بالدماء والارواح.

"أنا على استعداد للقتال مجدّداً من أجل فلسطين بالرغم من تقدّمي بالعمر... في السابق جرحت، واليوم الدماء تغلي في عروقي وأتمنى الشهادة"، يقول محمود مهنا "ابو مرعي" أحد المحاربين القدامى في مخيم عين الحلوة، وهو يرتدي الكوفية ويرفع شارة النصر، ويضيف لـ"نداء الوطن" انّ "المشاركة في التحركات الاحتجاجية أقل الواجب تجاه شعبنا في الداخل الذي يقاوم وحيداً ويقدّم التضحيات والدماء رخيصة في سبيل الحرية والتحرير وسط صمت دولي مطبق، أفكر بمبادرة فردية ورفع يافطة والسير بها نحو الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة للتعبير عن نصرة المنتفضين في القدس".

حيثما جلت في المخيم تدرك فوراً ان الاوضاع غير عادية، ثمة غضب واستنفار سياسي وشعبي بالرغم من الهدوء الذي يفرضه صيام شهر رمضان، الاعلام الفلسطينية تنتشر في كل مكان، فيما تبثّ مقرّات القوى الفلسطينية الاناشيد الوطنية والحماسية، ومن مآذن المساجد ترتفع التكبيرات بين الحين والآخر، بينما تجوب الشوارع سيارات مع مكبرات الصوت تدعو الى المشاركة في مسيرة او اعتصام داخل المخيم او في صيدا.

ويقول عضو "اللجنة الشعبية الفلسطينية" عدنان الرفاعي لـ نداء الوطن": "إن الانتفاضة في الاقصى رفعت رأسنا عالياً واعادت القضية الفلسطينية الى واجهة الاهتمام والى مركزيتها على اعتبارها قضية العرب والمسلمين، وقد انتفضت مخيمات لبنان للتضامن، والتأكيد أنّ الطريق واحد وهو النضال الذي يوصل الى فلسطين، كل فلسطين من النهر الى البحر ومن رأس الناقورة الى امّ الرشراش".

منذ أيام لم تنم المخيمات ولا ابناؤها، يتابعون باهتمام عبر النقل المباشر للمحطات الفضائية او عبر مواقع التواصل الاجتماعي التطورات المتسارعة من حي "الشيخ جراح" وصمود الاهالي بوجه الاخلاء، مروراً بـ"باب العمود" والرباط فيه وصولاً الى المسجد الاقصى حيث السعي والصلاة والمواجهات، ويقول الناشط الشبابي حسام الميعاري لـ"نداء الوطن": "لقد صوبت الانتفاضة البوصلة الى فلسطين مجدّداً، وهي الطريق الاقصر الى الوحدة"، مؤكداً "أنّ الخلاف الوحيد هو مع الاحتلال الاسرائيلي"، خاتماً "الشعب يغلي غضباً ويريد اي طريقة للتعبير عن التضامن"، قبل ان يقسم "ان كثيرا من الشباب ذرفوا الدموع سرّاً لانهم غير قادرين على فعل اكثر من ذلك".


محمود مهنا يرفع شارة النصر



كأنها القدس

وعلى شاكلة عين الحلوة، فان التضامن امتدّ الى صيدا وترجم بالاقبال ايضاً على شراء الاعلام الفلسطينية والكوفيات، بعض حارات صيدا القديمة باتت تشبه احياء القدس، من محالها تصدح اغنية السيدة فيروز "عيوننا اليك ترحل كل يوم"، واغانٍ أخرى ترسل عبقها وحبها. وقد تفاعل متسوقون وعابرو سبيل مع القدس، وصفوها بأنها "مدينة السلام والرسالات"، وتقول السائحة الفرنسية ماري التي كانت تجوب الحارات القديمة وقد انهت للتو اضاءة شمعة داخل الكنيسة الارثوذكسية "للقدس سلام دائم، تأخذنا بتاريخها للتضامن معها... هناك شعب يستحقّ الصلاة والحياة الحرّة الكريمة والنصر".

ويقول "ابو رامي" الذي يملك متجراً لبيع التذكارات: "لقد زاد الاقبال على شراء الاعلام الفلسطينية والكوفيات بالرغم من الاوضاع المعيشية الصعبة كنوع من التعبير عن التضامن مع القدس، نحن نعرض الكوفيات وهناك من يشتريها حبّاً بفلسطين، ولا ابالغ اذ قلت انّ هناك اجانب يحبّون الكوفية بألوان العلم الفلسطيني فضلاً عن الشالات "يا قدس انا قادمون".

وخارج الاسوار العتيقة، فإن قوى المدينة السياسية وهيئاتها الشعبية والاهلية والطبية عبّروا عن التضامن مع القدس، ونظّموا النشاطات الداعمة، حيث تحوّلت ساحة "الشهداء" محطة يومية او منطلقاً لها، ومنها وقفة مميزة للطواقم الطبية والجمعيات الإسعافية اللبنانية والفلسطينية، حيث اطلقت عشرات سيارت الاسعاف عنان ابواقها رفضاً للتعدّي على الطواقم الطبية والاسعافية وتضامناً مع الأقصى الشريف. وقال القائد في جمعية "الكشاف العربي" الدكتور خالد الكردي "إنّ الوقفة رمزية ولكنّ لها أثراً كبيراً في دعم الصمود، وهي رسالة من صيدا برفض الابادة بحقّ الشعب الفلسطيني حيث يضرب العدو الصهيوني بعرض الحائط كل الاتفاقيات الدولية".