ريتا ابراهيم فريد

"ضدّ الكسر"... الخيانة بمختلف ألوانها

12 أيار 2021

02 : 00

غموض كبير سيطر على الحلقات الأولى لمسلسل "ضدّ الكسر"، حتى يخيّل للمتابع أنّه أمام إحدى القصص البوليسية التي تدور أحداثها حول الكشف عن المجرم. لكن سرعان ما يتبيّن أنّ موضوع الخيانة هو الذي يشكّل العنوان العريض للمسلسل. فالخيانة في "ضد الكسر" تتجسّد بمختلف أشكالها: الخيانة الزوجية، الخيانة بين الأصدقاء، بين العمال وأرباب العمل، بين الشركاء، حتى بين الأشقّاء وأفراد الأسرة الواحدة.

هذه الدراما المصرية التي عُرضت خلال شهر رمضان المبارك، من بطولة نيللي كريم، محمد فراج، لقاء الخميسي، مصطفى درويش، هشام إسماعيل، تارا عماد، سينتيا خليفة، حمزة العيلي، لؤي عمران، نور إيهاب، تامر هشام، نهير أمين، جمال يوسف، سامي مغاوري. وهو من تأليف عمرو الدالي، وإخراج أحمد خالد، وإنتاج مشترك بين المتحدة للخدمات الاعلامية والعدل غروب.

القصة تدور حول سلمى (نيللي كريم)، وهي "food blogger" مشهورة جداً على مواقع التواصل الاجتماعي، ولديها آلاف المتابعين. تتعرّض لمحاولة قتل من خلال ضربة قوية على الرأس، وتدخل في غيبوبة. وهُنا تعود الأحداث بضعة أشهر الى الوراء من خلال مشاهد "فلاش باك" التي تتوضّح من خلالها قصص الشخصيات في المسلسل.

وبالرغم من أنه تم اكتشاف من يقف وراء محاولة قتلها مع مرور بضع حلقات، حيث تبيّن أنّ شقيقتها الصغرى ليلى دفعتها عن طريق الخطأ إثر شجار حصل بينهما، إلا أنّ الحادث فتح الأبواب لكشف ألغاز أخرى في حياة سلمى وعائلتها وأصدقائها.

ويؤخذ على النجمة نيللي كريم في هذا المسلسل أنها كرّرت نفسها في أداء دور المرأة التي تتعرّض للخيانة، حيث سبق وأدّت هذا الدور في مسلسل "سقوط حر"، "سجن النسا"، "لأعلى سعر"، "إختفاء".

إلا أنّ نيللي أبدعت في تقمّصها لشخصية المرأة القوية، المتسلطة، القاسية، لكنها في الوقت نفسه طيبة جداً وحنونة جداً. حيث اهتمت بعائلتها بعد وفاة والدها، وتابعت كل مشاكل أسرتها حتى أنها أحياناً نسيت نفسها.

أما زوجها كريم، فأتقن محمد فراج أداء الشخصية بكل تناقضاتها وتقلباتها النفسية. فهو زوج مغرم بزوجته حدّ الجنون، يغار عليها غيرة عمياء، لكنه في الوقت نفسه يخونها.

وتتجلّى الخيانة أيضاً من خلال نادين، الصديقة المقرّبة لسلمى، التي كانت أكثر من أخت لها. إذ يتبيّن أنها هي التي أرسلت الرسائل لزوجها للايقاع بينهما. فهي لطالما كانت مغرمة به، واعترفت لسلمى بأنها تغار منها، وتغار من علاقتها بزوجها، وتغار من نجاحها في العمل.

بالتوازي، يكتشف كريم أيضاً أنّ صديق إياد، زوج نادين، هو الذي دبّر كلّ المكائد له. وأنّه يكنّ له حقداً قديماً، حتى أنه لم يتردد في الاتفاق مع شقيقته مايا كي تتورط معه في علاقة حب. وهُنا لا بدّ من الإشادة بالأداء الرائع الذي قدّمته الممثلة اللبنانية سينتيا خليفة في دور مايا. حيث جسّدت الشخصية بكل عفوية رغم صعوبة الدور، وأتقنت أداء اللهجة المصرية.

ومن الانتقادات التي طالت المسلسل، أنّ حدّة التشويق تصاعدت في الحلقات الأولى، لكن سرعان ما دخلت الأحداث في إيقاع بطيء وإطالة في بعض اللقطات. كما ضاع المُشاهد بين الأحداث الحاضرة والماضية. الى جانب ذلك، لا تقدّم القصّة أيّ جديد يختلف عن القصص التقليدية التي تطرحها الدراما العربية بشكل عام، إلا أنّ الأداء الرائع للممثلين، الذي ترافق مع سيناريو وحوار واقعي وقريب من حياتنا اليومية، ترك أصداء جيدة لدى المتابعين، واستحوذ بالتالي على نسبة مشاهدة مرتفعة.

اللافت أيضاً أن المسلسل يسلّط الضوء على الزيف والكذب الذي يقف خلف البريق الذي يعيش فيه مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي. فهم يظهرون أمام المتابعين أنهم يعيشون حياة سعيدة، لكنّها في الحقيقة غالباً ما تكون مليئة بالمشاكل والصعوبات والغدر والخيانة.

من جهة أخرى، يمرّر المسلسل رسائل سياسية مصوّباً نحو جماعة الإخوان المسلمين. فخلال أحد مشاهد الفلاش باك، نرى سلمى تتقدّم لوظيفة داخل مكتبة يملكها شخص من الجماعة، إذ تظهر صورة الرئيس السابق محمد مرسي حين ترشح لرئاسة الجمهورية المصرية. توافق سلمى على شرطه بأن تتحجّب كي تحصل على العمل، لكنها سرعان ما تكتشف أنه يعمل سراً في التجارة بالعملة الأجنبية. ويُذكر أنّ الأغنية في المسلسل بعنوان "اللي خان"، أدّتها النجمة كارول سماحة، وهي من كلمات مدحت العدل، وألحان أحمد العدل، وتوزيع وميكس إلهامي دهيمة وأحمد حسام.