محمد دهشة

بعدما تحوّلت المشتريات مجرّد أمنيات

حلويات العيد "تُحلّي" مرارة الأيام في الفطر

13 أيار 2021

02 : 00

عماد الصفوري يبيع المعمول في صيدا القديمة

الضائقة المعيشية حاصرت اللبنانيين في عيد الفطر المبارك، ضيقت عليهم خياراتهم في فرحهم والاستعداد له بشراء احتياجاتهم، من طعام وشراب وحلوى وثياب واحذية والعاب وهدايا، تحولت غالبية المشتريات مجرد أمنيات، مع الغلاء وارتفاع الاسعار ارتباطاً بسعر صرف الدولار.

وعشية عيد الفطر، شهد السوق التجاري في صيدا عجقة لافتة، واقبالاً على شراء الحلويات وخاصة الشعبية منها، وتحديداً المعمول الذي يعتبر "أمير الحلوى" بالمناسبة. يتهافت الصيداويون على شرائه بأحجام مختلفة صغيرة منها وكبيرة وفق رغبتهم، ويكون محشواً بالتمر او الفستق الحلبي او الجوز كي يقدّم في العيد، ويكاد لا يخلو منزل منه.

في "زقاق حمص"، داخل احياء صيدا القديمة، ينهمك عماد الصفوري ببيع المعمول داخل محله المتواضع، لا يحتاج الى عناء كثير للنداء على حلوياته، فهو مشهور كنار على علم، معموله لذيذ المذاق ورخيص ويقصده كل ابناء المدينة من مختلف احيائهم. يقول لـ"نداء الوطن": "إن الاقبال على الشراء هذا العيد لافت على غير ما كنا نتوقع، والسبب ان الغلاء حرم الكثير من العائلات المستورة من شراء اللحوم والدجاج لارتفاع اسعارها، فتوجهوا الى الحلويات والمعمول لادخال الفرح الى اطفالهم".

الصفوري الذي رفع شعار "ربح قليل وبيع كثير"، نجح في جذب الزبائن، يقول: "اسعارنا رخيصة قياساً على باقي محال الحلوى خارج المدينة القديمة، نبيع كيلو المعمول سواء كان محشواً بالتمر او الجوز أو الفستق بـ 12 الف ليرة لبنانية والصغير منها بـ 13 الف ليرة، والحمدلله نلقى اقبالاً منقطع النظير ويكاد يكون البيع افضل من العام الماضي 100%".

وخارج أسوار البلد، تلقى عربات الحلوى الجوالة والبسطات اقبالاً وان كان بوتيرة أقلّ، وسط السوق المزدحم بالمارة، ينادي محمود ابو سلطانية على حلوياته المعروضة على بسطة ثابتة، يبيع الملابن (النوغا)، بـ 25 الف ليرة لبنانية، والشوكولا بـ 35 ألف ليرة والبونبون بـ 20 الف ليرة لبنانية، ويقول لـ"نداء الوطن": "انّ الناس متعطّشة للفرح لتطوي صفحة القلق جرّاء الضائقة المعيشية والايام العصيبة من الحجر جراء جائحة "كورونا"، قبل ان يضيف "لن تموت الناس من الجوع، ولكن الايام التي تمضي لا تعود، والجميل فيها انها تحب الحياة وتريد العيش بفرح بالرغم من كل الازمات، والاجمل ان كل واحد يدبّر أموره ويشتري وِفق امكانياته المادية ولو قليلاً".

وبالرغم من الازدحام في السوق، يؤكد كثير من الباعة واصحاب المحال التجارية ان نسبة البيع هذا العيد تراجعت عن السابق، هناك اقبال على شراء الملبوسات للاطفال والاحذية، الى جانب الحلويات والالعاب ومن المحال الشعبية، وقد تحوّلت المشتريات السابقة لكل الانواع مجرّد أمنيات، واقتصرت على فوق الضروري وقطعة واحدة. ويقول رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف لـ"نداء الوطن": "إنّ الحركة تحسّنت عن السابق ولكنها لم ترقَ الى امنياتنا في هذا العيد لتعويض جزء من الخسائر وهي تقتصر على المحلات الشعبية، ونأمل في ان تكون بداية جيدة للمرحلة المقبلة".

ويؤكد صيداويون يعملون في المجال الاغاثي والاهلي، ان الذي ساهم في هذه الحركة واقبال الناس على الشراء بالرغم من الضائقة المعيشية الخانقة، ظاهرة التكافل الاجتماعي المميزة التي شهدتها صيدا هذا العام، والذي ترجمها كثير من الميسورين تبرّعاً لوجه الله ودفع زكاة أموالهم وصيامهم، ناهيك عن التبرّعات من الخارج وبالدولار الاميركي والذي لعب دوراً كبيراً في دعم هذه العائلات نظراً للفرق الكبير عن الليرة اللبنانية.


MISS 3