نتنياهو يتحرّك لحجب الثقة عن "حكومة التغيير"

غانتس يحشد الدعم لإسرائيل في واشنطن

02 : 00

أوستن خلال استقباله غانتس في البنتاغون أمس (أ ف ب)

في الوقت الذي توقع فيه قائد القيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الميجور جنرال اليعازر توليدانو، إندلاع تصعيد عسكري جديد مع قطاع غزة، معتبراً أن "صراع الشهر المنصرم ليس سوى الخطوة الأولى لحملة أكثر أهمّية"، وقال: "العملية انتهت، أو على الأقلّ خطوتها الأولى، وستحصل الخطوة التالية إذا رأينا أن الوضع الأمني يتغيّر"، كان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس يحشد الدعم لبلاده في واشنطن، مشدداً خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على تقدير بلاده للإدارة الأميركية والرئيس جو بايدن على الدعم المستمرّ لإسرائيل.

وفيما أكد بلينكن إلتزام الولايات المتحدة بأمن الدولة العبرية، قال غانتس: "الدعم (الأميركي) المستمرّ أمر مهمّ للغاية بالنسبة إلينا في منطقتنا الصعبة، لقد ناقشنا التحدّيات التي نُواجهها مع إيران والفلسطينيين في ما يتعلّق بغزة"، مضيفاً: "كوزير للدفاع أعتقد أن العلاقة بين المضي قدماً في البناء مع التأكد من أن كلّ شيء يبقى آمناً، هو أمر مهمّ جدّاً بالنسبة إليّ"، وحذر في المقابل من أنّ "إيران هي مشكلة إقليمية وعالمية وتُشكّل تهديداً وجودياً لإسرائيل" التي لديها "القدرات العسكرية للدفاع عن نفسها"، مؤكداً على وجوب "منع طهران من امتلاك سلاح نووي".

وناقش غانتس مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان التطوّرات الأخيرة في المنطقة ومواصلة المشاورات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول قضايا الأمن الإقليمي، و"ضرورة كبح العدوان الإيراني وتوطيد تحالف المعتدلين في المنطقة"، بحسب غانتس الذي التقى أيضاً نظيره الأميركي لويد أوستن.

من جهتها، أوضحت المتحدّثة باسم مجلس الأمن القومي إميلي هورن في بيان أن سوليفان "أكد مجدّداً دعم الرئيس بايدن الثابت لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها والتزامه بتعزيز كلّ جوانب الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك دعم نظام القبة الحديدية"، مشيرةً إلى أنّ غانتس وسوليفان "شاركا مخاوفهما في شأن التهديد الذي يُشكّله السلوك العدواني لإيران في الشرق الأوسط، وأعربا عن تصميمهما على مواجهة هذه التهديدات".

وفي سياق متّصل، كشف مسؤول حكومي أميركي في واشنطن لـ"سكاي نيوز عربية" أن إدارة بايدن ستطلب من الكونغرس المصادقة على حزمة مساعدات عسكرية ومالية لإسرائيل قيمتها مليار و200 مليون دولار، لافتاً إلى أن هذه المساعدات ستُخصّص لتمويل مرحلة جديدة من تطوير منظومة "القبة الحديدية"، التي نجحت بحسب تقييم واشنطن بنحو 80 في المئة في ردّ خطر الصواريخ التكتيكية غير الدقيقة التي أُطلقت من غزة في اتجاه إسرائيل. وستُضاف هذه الخطوة إلى المساعدات الأميركية السنوية لإسرائيل التي تُقدّر بنحو 3 مليارات و800 مليون دولار، وفق موازنتَيْ العامَيْن الماضيَيْن.

نووياً، ذكر المتحدّث باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن تتوقع جولة سادسة من "محادثات فيينا" النووية مع إيران، مشيراً إلى أن هناك عقبات لا تزال قائمة، فيما تُرجّح أن تمتدّ المفاوضات إلى جولات أخرى بهدف إحياء الإتفاق النووي.

وعلى الصعيد الداخلي الإسرائيلي، بدأ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحرّكاته السياسية المكوكية، وإخراج "أرانبه" من "قبّعته السحرية" علّه يتلقى المساعدة في إفشال تشكيل "حكومة التغيير" قبل عرضها على الكنيست لنيل الثقة، بينما تصاعدت المطالبة بالتصويت على استبدال رئيس "الكنيست" الليكودي ياريف ليفين من منصبه، وسط مخاوف معارضي نتنياهو من أن الرئيس الحالي لمجلس النواب يُخطّط لتأجيل التصويت على الحكومة الجديدة.

وحضّ نتنياهو النوّاب اليمينيين على عدم التصويت بالثقة للحكومة الإسرائيلية الجديدة التي وصفها بـ"اليسارية الخطرة". كما دعا قادة المستوطنين وتحالف أحزاب اليمين ونوّاب حزبه إلى "اجتماع طارئ" من أجل وضع خطّة وصياغة سُبل وطرق عمل لممارسة ضغوطات على نواب حزبَيْ "يمينا" و"الأمل الجديد"، اللذَيْن سيُشاركان في الحكومة الجديدة، لثنيهم عن إعطاء ثقتهم لها.

وفي المقابل، يأمل زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بالفوز بثقة البرلمان بعدما نجح في كسب رهانه بانتزاعه في اللحظة الأخيرة اتفاقاً لتشكيل إئتلاف حكومي، فيما قد يُعقد اجتماع البرلمان للتصويت على الثقة الأسبوع المقبل في موعد ما زال مجهولاً.


MISS 3