الفيتامين K... أهم من أن تتجاهله

08 : 30

بدأ الفيتامين K يحصد انتباهاً متزايداً لأنه يتمتع على ما يبدو بآثار صحية أكثر مما كنا نظن!

لا يمكن أن ينجح عنصر واحد في الوقاية من الأمراض التي تُسبب النوبات القلبية والجلطات الدماغية، مثل هشاشة العظام وتصلب الشرايين، بل تؤدي مغذيات عدة دوراً أساسياً في هذا المجال.

تقليدياً، كان الفيتامين K يُعتبر أساسياً للحفاظ على سلامة تخثر الدم، إذ من المعروف أننا قد ننزف حتى الموت نتيجة جرح بسيط من دون هذا الفيتامين. لم يكن أي نقص في الفيتامين يطرح مشكلة بالنسبة إلى الأشخاص الأصحاء، لكن تنطبق هذه الفكرة على نوع واحد من الفيتامين K.

يمكن إيجاد هذا الفيتامين في الطبيعة على شكل 10 أنواع فرعية تتراوح أسماؤها بين MK-4 وMK-13، وتشير هذه التسميات إلى مختلف الهياكل الجزيئية ضمن فئة الفيتامين K. لم يفهم العلماء بعد جميع وظائف الفيتامين، وما من كمية محددة موصى بها يومياً، لكن يحتاج إليه الناس بكل وضوح.

ما أهميّته؟

كشفت الأبحاث أن الفيتامين K له أثر محوري على طريقة استعمال الكالسيوم في الجسم. برز رابط مثلاً بين ارتفاع مستويات الفيتامين وتراكم الكالسيوم في العظام حيث يمنع هشاشتها. في المقابل، يرتبط تراجع مستوياته بتراكم رواسب ضارة من الكالسيوم في الشرايين. في اليابان، أصبح الفيتامين K علاجاً مُصادقاً عليه لهشاشة العظام، فقد تبيّن أنه يكبح تراجع كثافة المعادن في العظام، حتى أنه يعكس مسار هذا الاضطراب في بعض الحالات. في ما يلي أهم نتائج الأبحاث الأخيرة:

في هولندا، خضعت آثار الفيتامين K للتحليل ضمن مجموعة مؤلفة من 4807 رجال ونساء أصحاء كانوا في عمر الخامسة والخمسين وما فوق في بداية الدراسة. راقب الباحثون حمياتهم الغذائية ووضعهم الصحي لفترة وصلت إلى 10 سنوات. احتسب خبراء التغذية كميات الفيتامين K في حميات المشاركين، ورصدوا تراجعاً في احتمال الإصابة بمرض الشريان التاجي والوفاة حين استهلك المشاركون أكبر كمية من الفيتامين.

قارنت دراسة فيها 244 امرأة في مرحلة انقطاع الطمث آثار أخذ دواء وهمي أو 180 ميكروغراماً من الفيتامين MK-7 يومياً على مر ثلاث سنوات. كشفت فحوصات مسح العظام أن مكملات MK-7 كبحت مشكلة فقدان العظام المرتبطة بالسن بدرجة ملحوظة وزادت قوة العظام. حللت دراسة أخرى أثر الفيتامين K في حميات 16057 امرأة غير مصابة بأي مرض في القلب، بين عمر التاسعة والأربعين والسبعين. راقب الباحثون النساء بين 6 و8 سنوات، ولاحظوا تراجع حالات أمراض القلب ضمن الفئة التي استهلكت أكبر كمية من الفيتامين K. لكن لم يؤثر الفيتامين على القلب.

على صعيد آخر، برز رابط بين تراجع مستويات الفيتامين K وزيادة حالات مرض السكري. كذلك، رصد بحث متواصل حتى الآن رابطاً بين أخذ كمية مناسبة من الفيتامين K وعدد من المنافع، منها الوقاية من السرطان، وحماية الوظيفة المناعية، والحفاظ على سلامة الكبد والكلى والوظيفة العصبية.

مصادره الغذائية

يمكن إيجاد الفيتامين K في الخضروات الورقية الخضراء، وتشير التقديرات عموماً إلى حصول معظم الناس على نسبة كافية منه عبر استهلاك الأغذية. مع ذلك، يسهل أن تتراجع مستوياته في جسمنا.

يُعتبر الناتو، وهو نوع مُخمّر من الصويا التي لا تشكّل جزءاً من الحميات الشائعة، أغنى مصدر للفيتامين K. لكن تبرز أيضاً مصادر أخرى، منها المنتجات الحيوانية، لا سيما الكبد واللحوم الداكنة مع جلدها، مثل الدجاج والبط، وصفار البيض، والأجبان كاملة الدسم. تشمل الأغذية المشتقة من حيوانات تقتات على الأعشاب كمية فيتامين K تفوق تلك الموجودة في الأنواع التي تشتق من حيوانات تقتات على الحبوب. قد لا تحتوي جميع الحميات على كمية كافية من هذا الفيتامين، لكن يمكن التعويض عن النقص في هذه الحالة عبر أخذ المكملات.


MISS 3