مايز عبيد

إنتخابات نقابة المهندسين في الشمال: ثغرات تنظيمية لم تمنع تداول السلطة

14 حزيران 2021

02 : 01

من أجواء الإنتخابات

لم تغب أحاديث الأحوال الإقتصادية والمعيشية في البلد عن أجواء الإنتخابات في نقابة المهندسين في الشمال، التي سادها جوٌ تنافسي حادّ خلال إجرائها في البهو الخارجي لمعرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس. أجواء انتخابية بكلّ معنى الكلمة، طبعت يوم الأحد الطويل، الذي بدأ تمام التاسعة صباحاً وشهدت صناديق الإقتراع الـ 12 المخصّصة للتصويت، إقبالاً واسعاً وغير متوقّع في هذه الظروف من ناحية انقطاع البنزين وأجواء "كورونا" وغيرها..

الإنتخابات التي كان مقرّراً أن تتوقف عند السادسة مساءً مدّدت لبعض الوقت حتى يتمكّن من هم داخل حرم المعرض من التصويت، من دون السماح لمن يصل بعد السادسة مساءً بالإقتراع لأنه يكون قد تجاوز المهلة المحدّدة.

في السياق، نشطت الماكينات الإنتخابية التابعة للوائح والمرشحين لجهة الحشد وتأمين الدعم والتصويت للوائحها، وسط شكاوى بعض الماكينات من عدم إدراج أسماء لمهندسين ضمن الهيئة الناخبة، أو لجهة منع مهندسين من التصويت، في مقابل تسهيلات لوجستية أعطيت للائحة معينة على حساب لوائح أخرى ومرشحين آخرين. وكان واضحاً إلى جانب ذلك، وجود بعض الثغرات في التنظيم وتأخير في الإقتراع أمام الصناديق، حيث اصطفّ المهندسون بالطوابير أمام صناديق الإقتراع، ومنهم من انتظر لأكثر من ساعتين حتى تمكّن من التصويت، ومنهم من حضر ثم غادر من دون أن يدلي بصوته بسبب البطء الحاصل في إتمام عملية الإقتراع بنظام التصويت الإلكتروني الذي اعتُمد.

وتنافست 4 لوائح للفوز بأصوات المهندسين شمالاً، الأولى برئاسة بهاء حرب والثانية برئاسة روجيه نشار والثالثة برئاسة النقيب السابق فؤاد ضاهر ولائحة رابعة للمستقلّين. وإلى جانب انتخاب النقيب الجديد لنقابة طرابلس والشمال، فإن العملية الإنتخابية تشمل أيضاً انتخاب ثمانية أعضاء لمجلس النقابة، واحد عن فرع مهندسي الكهرباء، وواحد عن فرع مهندسي الميكانيك، وستة عن الهيئة العامة، إضافة الى انتخاب عضوين للجنة إدارة الصندوق التقاعدي من أعضاء المجلس السابقين، وعضوين أصيلين وعضوين رديفين للمجلس التأديبي، وثلاثة أعضاء للجنة مراقبة حسابات الصندوق التقاعدي.

المرشح بهاء حرب أكّد لـ"نداء الوطن" أنّ "الأجواء مرضية والعملية تسير بشكل ديموقراطي"، وشكر كل القوى والتيارات "التي دعمتني ودعمت لائحة نقابة 2024، ووجدت في هذا الخيار أنه الأمثل لتطوير النقابة، وغداً يوم آخر من العمل بجدية لتطوير النقابة وتفعيلها".

من جهته، أسف المرشح روجيه نشار "لسوء التنظيم والفوضى التي سادت الإنتخابات وعدم الإلتزام بالتباعد الإجتماعي بسبب سوء الإدارة من الجهة المنظِّمة، كذلك لعدم احترام المهل والقوانين الراعية لعمل نقابة المهندسين والتي تنظم العملية الإنتخابية، هناك مخالفات لقانون تنظيم المهنة والنظام الداخلي للنقابة من أجل دعم لائحة على حساب باقي اللوائح".

بدوره، أشاد النقيب السابق بسام زيادة "بالإقبال والجو الديموقراطي الذي يأتي بعد سنتين من التأجيل وبالرغم من كل الصعوبات التي تمرّ بها الناس". وقال: "في الحقيقة قمنا بكل ما نستطيع ضمن الإمكانات من أجل تداول السلطة والأمور بشكل عام ممتازة".

وجال كل من وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال طلال حواط ونقيب المحامين في الشمال محمد المراد في معرض رشيد كرامي لتفقّد حسن سير العملية الإنتخابية. واشار المراد إلى أنّ "نقابات المهن الحرة هي من أكثر المؤسسات التي تؤمن بتداول السلطة وبالعملية الديموقراطية عبر الإنتخابات النقابية.. هذا التنافس الحاصل اليوم يؤكد الدور المهمّ والريادي والتاريخي لنقابة المهندسين إلى جانب باقي النقابات، لا سيما نقابة المحامين".

البارز في اليوم الإنتخابي الطويل هو إقبال المهندسين من فئة الشباب حديثي التخرّج، وقد اقترع من أصل 6 آلاف يحقّ لهم التصويت من المهندسين المتواجدين على الأراضي اللبنانية، ما يقارب 3 آلاف مهندس ومهندسة أي ما نسبته 50 % تقريباً.

قرابة الساعة الثامنة مساءً، أقفلت الصناديق وبوشرت عملية فرز الأصوات. وحتى منتصف الليل، أظهرت النتائج الأولية تقدّماً ملحوظاً للائحة المهندس بهاء حرب المدعومة من "القوات اللبنانية" وتيار "المستقبل". وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الجديد سيكون أمام تحدٍّ كبير لجهة المساهمة في تحسين الأوضاع الإقتصادية للمهندسين وتأمين فرص عمل للخرّيجين، وفتح آفاق العمل في الخارج والداخل، وكلّها تحديات سيكون من الواجب عليه أن يتخطّاها.


MISS 3