جاد حداد

خلايا الحبل السري لتحسين فرص نجاة مرضى كورونا

19 حزيران 2021

02 : 00

في الأشهر الأولى التي تلت تفشي فيروس كورونا في العام 2020، بلغت نسبة الوفيات وسط المصابين بالتهاب الرئة بسبب فيروس "كوفيد-19" داخل وحدة العناية المركزة في مستشفى "برساهاباتان" المركزي في جاكارتا، إندونيسيا، 87%.

يكتب البروفيسور إسماعيل هاديسوبروتو ديلوجو وزملاؤه في صحيفة "الطب الانتقالي للخلايا الجذعية": "تطلّب هذا الوضع أن يبتكر الأطباء علاجاً ثورياً لزيادة فرص نجاة المرضى في وحدة العناية المركزة".

يصف البروفيسور ديلوجو وزملاؤه المتخصصون بعلاج الخلايا الجذعية تجربة عيادية تتمحور حول العلاج الذي ابتكروه.

بين 1 أيار و10 تشرين الأول 2020، طلب العلماء عشوائياً من 40 مريضاً مصاباً بفيروس كورونا تلقي حقناً من الخلايا الجذعية للحبل السري في محلول ملحي أو حقناً بالمحلول الملحي وحده.

كان جميع المرضى مصابين بحالة حادة من التهاب الرئة ويستعملون أجهزة تنفس اصطناعي في وحدة العناية المركزة في أربعة مستشفيات في جاكارتا.

من أصل 20 مريضاً تلقوا حقناً بالخلايا الجذعية، نجا عشرة أشخاص. في المقابل، نجا أربعة أشخاص من أصل عشريـــــن في المجموعة المرجعية.

يذكر الباحثون أن المجموعة التي تلقت العلاج من بين المصابين بمشاكل صحية كامنة كانت أكثر ميلاً إلى النجاة بأربع مرات ونصف من المجموعات المرجعية. لم يستطع العلماء نَسْب أي أحداث معاكسة إلى العلاج.

سيل من السيتوكينات

تُعتبر متلازمة الضائقة التنفسية الحادة أول سبب للوفاة بسبب فيروس "كوفيد - 19"، وقد تنجم عن ردة فعل مفرطة من جهاز المناعة أو إفراز كمية هائلة من السيتوكينات، مع أن هذه الفرضية لا تزال محط جدل. تبيّن أن الخلايا الجذعية التي استعملها الباحثون في التجربة الجديدة، واسمها الخلايا اللحمية الوسيطة، هي أداة واعدة لمعالجة أمراض الرئة مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.

يبدو أن الخلايا اللحمية الوسيطة تُحسّن هذه الحالات عبر إضعاف تفاعلات المناعة الالتهابية. يمكن إيجاد هذه الخلايا في عدد من أنسجة الجسم، بما في ذلك النخاع العظمي والنسيج الدهني، وحتى في الحبل السري.

من الأسهل استعمال خلايا الحبل السري تحديداً. كذلك، يكون جهاز المناعة لدى المتلقي أقل ميلاً إلى رفض هذه الخلايا.

يستنتج ديلوجو وزملاؤه في تقريرهم أن الخلايا اللحمية الوسيطة قد تزيد فرص نجاة المصابين بأمراض حرجة عبر تشغيل النمط المضاد للالتهابات في جهاز المناعة.

تراجعت مستويات نوع التهابي من السيتوكينات، وهو الإنترلوكين 6، بدرجة كبيرة لدى المرضى الذين تلقوا حقناً من الخلايا اللحمية الوسيطة مقارنةً بالمشاركين في المجموعات المرجعية. وكان لافتاً أن يكون دواء توسيليزوماب الذي يعيق مستقبلات الإنترلوكين 6 من العلاجات القليلة التي تسهم في تحسين فرص النجاة من حالات "كوفيد - 19" الحادة.

الخلايا الجذعية الساذجة

على عكس الدراسات القليلة الأخرى التي نُشرت في نيسان وآب 2020 وتمحورت حول الخلايا اللحمية الوسيطة لدى مرضى كورونا، استعملت التجربة الأخيرة خلايا غير متغيّرة أو "ساذجة".

كانت الدراسات الصينية السابقة أصغر حجماً وقد استخدمت خلايا خضعت لعملية معقدة بهدف تجريدها من مستقبلات الأنزيم المُحوّل للأنجيوتنسين 2.

يستعمل الفيروس الذي يسببه "كوفيد-19" تلك المستقبلات للتسلل إلى الخلايا المضيفة في جسم الإنسان. لكن تكشف التجربة الجديدة أن هذا التدبير الوقائي ليس ضرورياً لحصد منافع العلاج المحتملة لأن هذا العلاج يبسّط العملية كلها.

يظن الباحثون أن مقاربتهم قد تُمهّد لابتكار علاج فعال لمرضى كورونا الموجودين في وحدة العناية المركزة إذا كانوا لا يتجاوبون مع العلاج التقليدي.

يقول مساعد ديلوجو، برنادوس ريان: "انطلاقاً من نتائج دراستنا، سنتابع استكشاف طريقة استعمال الخلايا اللحمية الوسيطة لدى مرضى كورونا. يأمل البروفيسور ديلوغو وفريقه في توسيع نطاق استعمال هذه الخلايا المأخوذة من الحبل السري لإنقاذ حياة المزيد من المرضى المصابين بحالات حرجة".

دراسة محدودة

يعترف الباحثون في النهاية بأن دراستهم كانت محدودة على بعض المستويات. اضطر العلماء مثلاً لإجراء المزيد من التجارب العيادية التي تشمل أعداداً إضافية من المرضى للتأكد من نتائجهم.

كذلك، يذكر الباحثون أنهم لم يطبقوا معايير صارمة لتحديد مدة تلقي العلاج في كل مجموعة تجريبية من المرضى داخل وحدة العناية المركزة. ربما أثّر هذا العامل الخفـي على النتائج.

MISS 3