زينة عبود

المستقبل للذكاء الاصطناعي التحليلي

علم البيانات اختصاص رائد وعصري يوفّر فرص عمل هائلة

19 حزيران 2021

02 : 00

علم البيانات اختصاص جديد

في عصر السرعة والتكنولوجيا تبرز ميادين جديدة في سوق العمل عالمياً وكذلك في لبنان، فكميات إنتاج البيانات الهائلة الناتجة عن التطور المعلوماتي والتقني وعالم الاتصالات تطرح تحدياً كبيراً اليوم هو تحليل البيانات الضخمة وتقديمها بطرق دلالية تساعد على اتخاذ القرارات في المؤسسات ومراكز القرار. هنا يأتي دور الاختصاص الجديد "علم البيانات" ليقدّم حلولاً من شأنها معالجة البيانات وتحليلها، وهو اختصاص يلجأ اليه اليوم كل طالب يسعى الى استثمار دراسته وشهادته الجامعية في سوق العمل كي لا تتحوّل شهادته "لوحة معلّقة على الحائط".

وتفادياً لهذا السيناريو، اختارت الطالبة هنادي ياسمين، سنة أولى في علم البيانات، هذا الاختصاص الجديد الذي من شأنه ان يوفّر لها فرص عمل في لبنان وفي الخارج على حد سواء، وتقول "العصر اليوم هو عصر التكنولوجيا التي تشكل أساس المستقبل".

هنادي التي نجحت في مباراة الدخول الذي أجرته كلية الإعلام – فرع الجديدة العام الماضي، تتطلّع الى العمل في مجال تحليل البيانات بعد إنهاء دراستها في الجامعة اللبنانية التي تؤمّن مستوى راقياً للتعليم من خلال الحرص على تحديد عدد الطلاب بما يتناسب مع إمكاناتها التقنية المحدودة.

وتتوجّه هنادي بالنصيحة الى جميع الطلاب بالتعرّف على اختصاص Data Science لأهميته الكبرى ومجالات العمل التي سيفتحها أمام الأجيال الطالعة خلال السنوات المقبلة.

ما هو اختصاص علم البيانات؟

مع تطور التكنولوجيا وازدياد الأنشطة على الانترنت، شهد سوق العمل تغيّراً كبيراً وتبدّلا في فرص العمل لذا كان لا بدّ من مواكبة هذه المتغيّرات في ظل الجمود المستحكم في ميدان العمل في لبنان، من هنا انطلقت فكرة البرنامج عام 2018 تحت إشراف منسّق علم البيانات الدكتور بول خويري الذي يشرح عن فرادة البرنامج كونه يمكّن الطالب من دخول ميدان العمل فور حيازته الإجازة وبمردود جيد بينما باقي الاختصاصات تتطلّب إثقالها بشهادة الماستر على الأقل، ويكتسب خصوصيته لإدراجه ضمن اختصاصات كلية الإعلام حيث يوجد أكبر أرشيف للمعلومات في الجامعة اللبنانية.

من مميزات علم البيانات أنه متعدد التخصصات يجمع جوانب وتقنيات متنوعة من المعلوماتية الى الإحصاء والرياضيات وإدارة المعلومات، كما أنه علمٌ تحتاجه كل المؤسسات على أنواعها للتعاطي مع المعلومات التي تردها، ويشكّل أساساً في اتخاذ القرار في الشركات.

يكتسب طالب علم البيانات مهارات تحليلية متقدمة مبنية على معالجة البيانات، وأخرى إبداعية من خلال استخدام طرق جديدة لتطبيق تحليل البيانات، إضافة الى المهارات البرمجية التي تخدم التعامل مع البيانات وتحليلها بمستويات ولغات برمجية متعددة. كما يكتسب الطالب مهارات اقتصادية، مالية، مصرفية، تجارية تشكل قاعدة معرفية وثقافية لمحلل البيانات، ومهارات في فهم سلوكيات المستهلكين والتسويق المعلوماتي وفي التواصل والعرض وكتابة التقارير.

بين العرض والطلب.. مجالات واسعة

تتيح هذه المهارات لصاحب الاختصاص خمسة ميادين عمل مطلوبة جداً في السوق هي محلّل أعمال، محلّل بيانات، عالم بيانات، محلّل تسويق، وإحصائي.

وتفادياً لحصول خلل بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل حيث هناك حاجة محلية وعالمية لمتخصصين في علم تحليل البيانات، يجهد الدكتور خويري في تنظيم دورات توجيهية للطلاب المحتملين للعام المقبل للإضاءة على أهمية البرنامج الجديد ونحن اليوم في مرحلة التشغيل الآلي تبرز فيها المجالات التي ترتكز على الذكاء الاصطناعي والتحليل المعلوماتي.

ويوضح أن الدعائم الأساسية للبرنامج هي ثلاث بدءاً من التكنولوجيا الى القطاع الصناعي حيث يجري التحضير للتعاون مع كل القطاعات والشركات من المصارف وشركات التأمين والقطاع الطبي والرعاية الصحية والزراعة وغيرها، وصولاً الى إبرام اتفاقيات مع جامعات دولية للتعاون مع الطلاب في لبنان.

أما في خلال الأعوام الثلاثين المقبلة، فيتوقّع خويري ان يفتح الباب امام المجالات الصديقة للبيئة كتوليد الطاقة والمجالات المتعلقة بدراسات الكومبيوتر والبرمجة ما من شأنه أن يخفّف أيضا من العمالة البشرية لتسيطر الآلات في عصر الروبوت.

وظائف أونلاين وبالدولار!

إذا ما أجرينا بحثاً على محرك "غوغل" عن أبرز المهن العالمية يظهر اختصاص data science في قائمة المهن العشر الأولى، ما يؤكد أهمية البرنامج والذي يؤكد عضو لجنة التربية النائب ادكار طرابلسي من موقعه كخبير في التوظيف وتأمين فرص العمل، أنه متطور جداً في وقت لا فرص عمل متاحة اليوم أمام اللبنانيين بينما التركيز ينصبّ على العمل أونلاين مع شركات محلية ودولية مقابل الدفع بالعملة الأجنبية وهذه باتت نقطة أساسية للبنانيين في ظل الأزمة المالية الراهنة.

ويشير طرابلسي الى ان اختصاص علم البيانات يتيح لصاحبه فرصاً واسعة للعمل عن بعد إذ بإمكانه ان يتابع دراساته عن طريق اجراء دورات سريعة ومختصرة micro courses مع شركات عالمية تساعده ايضا في التوظيف. وعليه فإن هذا الاختصاص سيستقطب أعمالاً وتوظيفات للبنانيين بما يؤمّن لهم "فريش دولار" من دون تكبّد عناء السفر الى الخارج. على سبيل المثال يطرح طرابلسي، الشركات الخليجية التي ستستثمر في التوظيف في لبنان "اونلاين" بما يفيد الطرفين.

ويحث طرابلسي الطلاب على الإدراك ان الاختصاصات النظرية لا مستقبل لها ويضيف "منذ عام 2019 قمت بتوظيف مئتين وخمسين شاباً وشابة ومذاك الوقت ما عادت هناك اي فرص متاحة للتوظيف".

مع التطوّر السريع في عالم التكنولوجيا والاتصالات يزداد حجم البيانات بشكل هائل يومياً نتيجة الحركة الواسعة عبر الانترنت ما يحتّم تحليل الداتا التي تولّدها النشاطات المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي والمعاملات المصرفية والتجارية وقواعد البيانات وأجهزة الاستشعار "سانسر" وغيرها.. وبالتالي فإن هذا الاختصاص الجديد والفريد من نوعه يفتح الباب واسعا أمام الأجيال الصاعدة للاستفادة من تعددية فرص العمل في السوق الجديد والذي يشمل شركات الإعلان وكل ما يعنى بالتطبيقات، اضافة الى الترويج أي الـMarketing وشركات التأمين التي تحتاج جميعها متخصصين لتحليل الداتا.


MISS 3