روي أبو زيد

نعيم حلاوي: من الصعب إضحاك الناس وأتحضّر لإطلاق "نعيماً"

24 حزيران 2021

02 : 00

من أبرز الكوميديين على الساحة الفنية وبعض المشاهد التي كتبها منذ عشرات السنين يعكس واقعنا الحالي. "نداء الوطن" التقت نعيم حلاوي في هذا الحوار.

لماذا "ملك الكوميديا" غائب عن الساحة اليوم؟

عرقل فيروس "كورونا" كل مشاريعنا، حتى أنني التزمتُ بالإجراءات كافة وحجرتُ نفسي بانتظام. ورغم غزارة الأفكار، لم يساعدني الحجر المنزلي على البدء بتنفيذ مشاريع جديّة. فلجأتُ الى مواقع التواصل الاجتماعي لأعبّر عن آرائي السياسية والإجتماعية عبر "فيسبوك" و"تويتر"، كما حضّرتُ لبرنامج سيُبثّ قريباً على هذه الوسائل.

ما الذي تستطيع أن تخبرنا عنه؟

أطلقتُ قناة "نعيماً" على "اليوتيوب" و"الفيسبوك" و"تيك توك" ونفّذتُ 20 مشهداً كوميدياً بالتعاون مع شباب لبناني صاعد. وأعمد حالياً الى استئناف العمل ورفع نسبة المشاهدين.

هل أصبحت المنصّات بديلاً عن التلفزيون؟

يمكن تشريح الموضوع بين الفضائيّات التي اعتاد الجمهور على متابعة برامجها والمنصّات التي تستحوذ على الفئات العمريّة الشابة ومحبّي التكنولوجيا. لكن يبقى للتلفزيون رهجته الأساسية ومكانته لدى المشاهدين. لذا أميل الى عرض برامجي على القنوات التلفزيونية.


في بدايات الـ"SLCHI" عام 1995


هل بات إضحاك الناس اليـوم أكثر صعوبةً؟

صعب إضحاك الناس بسبب المشاكل التي نتخبط فيها ناهيك عن المفاجآت اليوميّة والقلق الشعبي الذي ارتفع منسوبه. بالمقابل، ألمس تفاعل الناس مع منشوراتي على وسائل التواصل الإجتماعي، فيعربون عن فرحهم بما أكتبه، رغم الأوضاع الصعبة التي يتخبّطون بها. إن أدخلتُ ولو قليلاً من البهجة الى يوميّات المتابعين اشعر بالرضى.

ما الموضوع الكوميدي الذي تختـار معالجته اليوم؟

أختار الكتابة عن أزمة البنزين رغم أنّ بوادر حلحلة ولو موقّتة تلوح في الأفق، فضلاً عن موضوع الأدوية المُزعج والمحزن، خصوصاً أنه إنسانيّ بامتياز ولا يمكنك تناوله بطريقة مضحكة. يمكن الحديث عن الإطلالات السياسية والتصاريح التي نشهدها يومياً على التلفزيون. أتفاجأ أحياناً ببعض المتابعين على "السوشيل ميديا" الذين يعمدون الى توليف المقاطع المصوّرة لشخصيات سياسية عبر إضفاء مواقفي السياسية عليها.

ألا تخاف من التعبير عن رأيك بهذه الجرأة؟

الخوف عامل رئيس كي أطلق بعض الآراء السياسية والمواقف المبطّنة على وسائل التواصل الإجتماعي، إذ أحاول تجنّب تسمية الأمور بأسمائها. تجدر الإشارة الى أنّ بعض الناشطين أجرأ مني بكثير، فينشرون مقاطع فيديو يسمّون فيها الأمور بأسمائها من دون خوف أو تردّد. أعتمد "الّلطشة" الذكيّة والمبهمة متفادياً اتّهامي بالقدح والذم والتجريح والشكاوى القانونية. لكن بعض المواقف "عم تعمل مفعولها وزيادة".

لماذا لا تكتب مسلسلاً كوميدياً من رحم معاناتنا؟

وضعت أفكاراً كثيرة وحاولتُ بناء قصّة على أساسها، لكنني أتوقّف عن المتابعة في كلّ مرّة. لذا المحاولات ليست جديّة حتى الآن خصوصاً أنني أكرّس وقتي حالياً للـ"سكتشات"، خصوصاً أنّ أعمال الـ"سيت كوم" والـ"لايت كوميدي" تتطلّب وقتاً وجهداً لإنجازها كما يجب.

ما الذي ينقصنا لنغيّر الوضع الذي نعيشه؟

نحتاج إلى تعزيز مفهوم المواطنة لدى اللبنانيّين، وإيلاء الأولويّة للبنان وليس للزعيم او الحزب. من الضروري الترفّع عن الغرائز الطائفية والحزبية ووضع المآرب الشخصية جانباً.

هل تطبيق مفهوم المواطنة هو الحلّ الجذري؟

للأسف، الظروف الإقليمية المحيطة معقدة، ناهيك عن موقع لبنان الجغرافي والتوترات المحيطة به. يتخبّط وطننا بموجة محاور سياسية إقليمية لا دخل لنا بها. لذا علينا اقلّه نشر السلام داخلياً واعتماد خطط وطنيّة تُبعدنا عن العيش في مزرعة و"عصفورية". اقول للبنانيين: "طولوا بالكن واصمدوا. آمل أن تمرّ هذه المرحلة على خير وبأقل أضرار ممكنة. عالجوا أنفسكم بالضحك واتّكلوا على الله وسلّموه مشاكلكم وهواجسكم".


MISS 3