إيران تفشل في إطلاق قمر إصطناعي إلى المدار

"محادثات فيينا": تفاؤل ألماني وتشاور أميركي مع الحلفاء

02 : 00

صورة ملتقطة عبر الأقمار الإصطناعية تُظهر حاويات الوقود ومركبات الدعم ومنصّة متنقّلة (بلانيت)

فيما لا تزال "محادثات فيينا" تسير على قدم وساق في سبيل إعادة الولايات المتحدة إلى الإتفاق النووي وإلزام إيران بالتقيّد بتعهّداتها بموجبه، إعتبر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في برلين أمس أن هناك "فرصاً جيّدة" للتوصّل في "مستقبل منظور" إلى اتفاق حول النووي الإيراني، وقال: "نتقدّم خطوة خطوة في كلّ جولة من المفاوضات، ونفترض أنه في سياق الإنتخابات الرئاسية (الإيرانية)، هناك فرص جيّدة لانجازها في مستقبل منظور".

وأقرّ ماس بأن "المفاوضات في فيينا ليست سهلة، وكان ذلك واضحاً خلال الأسابيع الماضية"، مشيراً إلى وجود "قضايا تقنية عدة" تحتاج إلى الحلّ، فيما أعلنت الخارجية الأميركية أن واشنطن ستتشاور مع حلفائها وشركائها في المنطقة حول كيفية التعامل مع إيران، مشيرةً إلى أنها واثقة من وجود أدوات لمعالجة القضايا خارج الإتفاق النووي عند العودة إليه بشكل متبادل.

وأشارت الخارجية الأميركية أيضاً إلى أن مخاوف واشنطن الأخرى غير الملف النووي تفاقمت، بما في ذلك دعم طهران لوكلائها في المنطقة، لافتةً إلى أن هذا الموضوع سيكون على جدول أعمال بلينكن في الاجتماعات الوزارية في إيطاليا الأسبوع المقبل.

كما شدّدت على أن إيران لا يُمكنها أبداً امتلاك سلاح نووي، مؤكدةً أن العودة إلى الامتثال لـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" ليست كافية، نظراً لوجود مجالات أخرى مثيرة للقلق، بما في ذلك انتشار الصواريخ الإيرانية، في حين كشفت طهران على لسان رئيس مكتب الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني، محمود واعظي، أن واشنطن وافقت خلال "محادثات فيينا" على رفع كلّ عقوبات النفط والشحن المفروضة عليها وشطب أسماء بعض الشخصيات البارزة من اللائحة السوداء.

توازياً، كشف تقرير لشبكة "سي أن أن" الأميركية أن البنتاغون راقب محاولة إيران الفاشلة في إطلاق قمر إصطناعي إلى المدار حول الأرض منتصف الشهر الحالي، مشيرةً إلى أنها على ما يبدو تستعدّ لمحاولة أخرى قريباً.

وفي هذا الإطار، تُظهر صور الأقمار الإصطناعية التي التقطتها شركتا "بلانيت" و"ماكسار" التجاريتان نشاطاً متزايداً في ميناء الإمام الخميني الفضائي في الأيام الأخيرة، ما يوحي بأن طهران بصدد إطلاق قمر آخر، وفق خبراء من معهد "ميدلبري" للشؤون الدولية في مونتيري، الذين حلّلوا الصور.

وبالفعل، تُظهر الصور التي التُقطت في 20 حزيران الحالي، حاويات الوقود ومركبات الدعم ومنصّة متنقلة في الموقع الذي يقع على بُعد حوالى 200 ميل شرق طهران، حيث يرى الخبراء أنها مؤشّر رئيسي إلى احتمال إطلاق وشيك. وتأتي المحاولات الجديدة بعد أكثر من عام على محاولات إيرانية فاشلة لإطلاق قمر إصطناعي إلى المدار، حيث انفجرت الأقمار الإصطناعية على منصّة الإطلاق أو فشلت في مرحلة لاحقة.

تزامناً، أعلنت طهران إحباط "عملية تخريب" كانت تستهدف مبنى تابعاً للمنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، مؤكدةً أنها لم "تتسبّب بأي ضرر"، وذلك بُعيد تحذيرها من تأثر "محادثات فيينا" بقرار واشنطن إغلاق مواقع إلكترونية لوسائل إعلام مرتبطة بها.

وشدّد التلفزيون الرسمي الإيراني على أن "الإجراءات المتّخذة لحماية الأماكن العائدة إلى منظمة الطاقة الذرية" أتاحت "تحييد العملية قبل أن تضّر بالمبنى، ولم يتمكّن المخرّبون من متابعة مخطّطهم"، فيما أشارت وكالة "تسنيم" إلى أن المبنى يقع "على أطراف مدينة كرج" (على بُعد نحو 50 كلم غرب طهران).

كذلك، حذّرت إيران على لسان واعظي من أن إغلاق الولايات المتحدة المواقع الإلكترونية لوسائل إعلام تابعة لها أو مرتبطة بها، هو خطوة "غير بناءة" في ظلّ خوض الطرفَيْن محادثات غير مباشرة في فيينا لإحياء الإتفاق النووي. وقال رئيس مكتب روحاني: "سنلجأ إلى كلّ الوسائل القانونية لإدانة هذه الخطوة، وأيضاً كشف هذه السياسة الخاطئة من الولايات المتحدة".


MISS 3