جاد حداد

"كورونا": ما هي أفضل اللقاحات ضد متغيّر "دلتا"؟

30 حزيران 2021

02 : 00

يدرس العلماء راهناً مدى فاعلية لقاحات كورونا ضد متغيّر "دلتا". ما هي أحدث النتائج التي توصلوا إليها؟

ظهر متغيّر "دلتا" للمرة الأولى في الهند وأصبح اليوم النوع الطاغي من فيروس كورونا في بريطانيا. وفي الولايات المتحدة، ترتبط 10% من الحالات الجديدة على الأقل بهذا المتغيّر.

تكشف البيانات البريطانية أن حالات كورونا الجديدة زادت بنسبة 31% في آخر سبعة أيام. كذلك، يذكر تحليل أجرته "وكالة إنكلترا للصحة العامة" أن متغيّر "دلتا" قابل لنقل العدوى أكثر من المتغيرات السابقة وهو يزيد الحاجة إلى تلقي العلاج في المستشفى.

لكن تشير أحدث البيانات إلى قدرة اللقاحات على منع الحالات الحادة التي يُسببها متغيّر "دلتا" وتتطلب دخول المستشفى. إلى أي حد تُعتبر اللقاحات المتاحة حتى الآن فاعلة ضد المتغيّر الجديد إذاً؟

راجع تحليل جديد في "وكالة إنكلترا للصحة العامة" مدى حاجة المصابين بمتغيّر "دلتا" إلى تلقي العلاج في المستشفى.

وفق هذا التقرير، تصل نسبة الحماية المتوقعة إلى 71% بعد أخذ جرعة واحدة من لقاح "أكسفورد - أسترازينيكا" و92% بعد تلقي جرعتين منه. أما لقاح "فايزر"، فقد نجح في منع دخول المستشفى بنسبة 94% بعد أول جرعة و96% بعد تلقي جرعتَين.

في الهند، يحمل لقاح "أكسفورد – أسترازينيكا" اسم "كوفيشيلد".

يساوي التقرير هذه النِسَب بالحماية التي تقدّمها اللقاحات ضد متغيّر "ألفا" الذي رصده العلماء أولاً في بريطانيا. يكتب العلماء في تقريرهم: "تثبت هذه النتائج أن جرعة واحدة أو جرعتين من أي لقاح تعطي مستويات مرتفعة جداً من الحماية وتمنع دخول المستشفى بسبب متغيّر "دلتا".

صدرت هذه النتائج بعد تقرير سابق مفاده أن لقاحات كورونا كانت أقل فاعلية لحماية الناس من "كوفيد - 19" في حال تلقي جرعة واحدة فقط من لقاح "فايزر – بيونتيك" أو "أكسفورد – أسترازينيكا".

لكن قاس الباحثون في تحليلهم جميع حالات كورونا المصحوبة بأعراض واضحة، بغض النظر عن حدة الحالة.

بيانات عن لقاح "كوفاكسين"

لا تزال البيانات شبه معدومة حول لقاحات كورونا الأخرى وقدرتها على التصدي لمتغيّر "دلتا" في هذه المرحلة.

أجرى علماء من "المجلس الهندي للأبحاث الطبية" وشركة "بهارات بيوتيك" الدولية اللذان شاركا في تطوير لقاح "كوفاكسين" ضد فيروس "كوفيد-19" دراسة بحثية صغيرة لم يقيّمها علماء موضوعيون بعد لقياس فاعلية هذا اللقاح ضد متغير "دلتا". إكتشف الباحثون أن الأجسام المضادة التي تشتق من أشخاص تلقوا اللقاح لم تنجح في إبطال مفعول المتغير الفيروسي بالقدر نفسه خلال دراسة مخبرية. مع ذلك، يكتب العلماء في تقريرهم أن قدرة اللقاح على تحقيق هذا الهدف أصبحت واضحة بفضل طريقة عمل اللقاح.

يتألف لقاح "كوفاكسين" من الفيروس كله وقد خضع لتعديلات كيماوية لمنعه من التكاثر.

حين يتلقى أي شخص اللقاح، سينتج أجساماً مضادة لأجزاء مختلفة من الفيروس. وإذا تحوّل جزء منه وأنتج متغيراً جديداً، مثل "دلتا"، يُفترض أن تضمن الأجسام المضادة للأجزاء الفيروسية الأخرى نسبة كافية من الحماية.

لكن كانت الدراسة الأخيرة صغيرة، وثمة حاجة إلى إجراء أبحاث إضافية لتحليل مدى فاعلية لقاح "كوفاكسين" في الحياة الواقعية وقدرته على الوقاية من حالات "كوفيد - 19" الحادة التي يُسببها متغيّر "دلتا".



أعلن صانعو لقاح "سبوتينك V" الروسي حديثاً عبر تويتر أن لقاحهم أكثر فاعلية من غيره ضد متغيّر "دلتا"، وأضافوا أنهم قدموا بياناتهم إلى مجلة دولية كي يراجعها نظراؤهم العلماء.

كذلك، أعلنت الشركة أنها ستطرح قريباً جرعة داعمة تهدف بشكلٍ خاص إلى التصدي لمتغيّر "دلتا".

إلى حين طرح البيانات علناً، لا يمكن تقييم صحة هذه البيانات حول اللقاح الروسي. كذلك، تَقِلّ البيانات المتعلقة بفاعلية لقاح "كورونا فاك" ضد متغيّر "دلتا". وفق تقرير جديد نشرته وكالة "رويترز"، يبدو أن أكثر من 350 طبيباً وعضواً في الفريق الطبي أصيبوا بفيروس "كوفيد-19" رغم تلقيهم "كورونا فاك". يكتب باداي إيسمويو، رئيس المكتب الصحي في مقاطعة "كودوس" في وسط جافا، في التقرير نفسه: "لم يواجه معظم العاملين أي أعراض وعزلوا أنفسهم في منازلهم. لكن دخل عشرات الأشخاص إلى المستشفى وكانوا مصابين بحمى مرتفعة وتراجعت مستويات تشبّع الأوكسجين في أجسامهم".

تسجّل هذه المنطقة أعداداً كبيرة من الإصابات ويظن الخبراء أنها تنجم في معظمها عن متغيّر "دلتا". واستناداً إلى تقرير "رويترز"، ثمة حاجة واضحة إلى إجراء أبحاث إضافية لتقييم مدى قدرة لقاح "كورونا فاك" على حماية الناس من حالات كورونا الحادة بسبب "دلتا".