فرار ألف جندي إلى طاجيكستان

الجيش الأفغاني يتقهقر أمام "طالبان"

02 : 00

إنسحاب الجنود الأميركيين من قاعدة باغرام الجوّية أثّر على عمليات الجيش الأفغاني (أ ف ب)

فرّ أكثر من 1000 جندي أفغاني إلى طاجيكستان المجاورة عقب إشتباكات مع حركة "طالبان"، مع تكثيف المتمرّدين الإسلاميين عملياتهم القتالية. ويأتي فرار الجنود غداة اندلاع معارك في معظم أنحاء الريف الشمالي لأفغانستان، حيث سيطرت "طالبان" على عشرات المناطق، ما أثار مخاوف من تزعزع قدرات القوات الأفغانية مع تقهقرها السريع على جبهات عدّة.

وقال عبد البصير، وهو جندي ضمن كتيبة متمركزة في ولاية بدخشان، هرب جنود منها عبر الحدود: "لا يُريدون الإستسلام. طلبوا تعزيزات، لكن تمّ تجاهل ندائهم"، فيما أفادت لجنة الأمن القومي في طاجيكستان بأنّ 1037 جندياً أفغانياً هربوا إلى الجار السوفياتي السابق "للنجاة بحياتهم" بعد مواجهات ليلية مع عناصر "طالبان".

وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الطاجيكية الرسمية: "مع أخذ مبدأ حسن الجوار في الإعتبار والإلتزام بموقف عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان، سُمِحَ للعسكريين من القوات الحكومية الأفغانية بدخول الأراضي الطاجيكية". وسبق أن عبر جنود أفغان إلى طاجيكستان بعد مواجهات سابقة سيطرت "طالبان" خلالها على معبر حدودي رئيسي بين البلدَيْن.

وفي المقابل، تعهّدت الحكومة الأفغانية شنّ هجوم مضاد في الشمال. وكشف مستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله مهيب لوكالة "ريا" الروسية للأنباء أن التخطيط جار تماماً للعملية، بينما يتقهقر الجيش الأفغاني، الذي يُعاني من الضغط في خطوط إمداده أساساً، أمام هجوم "طالبان"، إذ استسلم الجنود في قواعد عدّة ونقاط للمتمرّدين من دون أي مواجهة.

ومع تراجع الغطاء الجوّي الأميركي الأساسي بالنسبة إلى قوات الأمن الأفغانية بشكل كبير إثر إغلاق قاعدة باغرام الجوّية، كثّف عناصر "طالبان" هجومهم في أنحاء الشمال نهاية الأسبوع، فسيطروا على معظم أجزاء ولايتَيْ بدخشان وتخار، في حين باتت القوات الحكومية بالكاد تُسيطر على عاصمتَيْ الولايتَيْن.

واعتُبرت السرعة والسهولة التي سيطرت "طالبان" من خلالهما على الولايتَيْن، ضربة معنوية كبيرة للحكومة الأفغانية. وكانت الولايتان معقلَيْن لـ"تحالف الشمال" خلال الحرب الأهلية في تسعينات القرن الماضي، ولم يتمكّن المتمرّدون يوماً من السيطرة عليهما. وترافق الوضع المتردّي في الشمال مع تقارير بأنّ "طالبان" تقترب من قندهار وهلمند، وهما عاصمتا ولايتَيْن، إذ سيطرت الحركة الجهادية على مناطق على أطراف المدينتَيْن.

وقال المحلّل في كابول عطا نوري: "انهارت معنويات القوات الأفغانية". وتابع: "إنّهم في حالة ارتباك... في كلّ منطقة تقريباً تُسيطر عليها "طالبان"، يُرسلون فريقاً من الأعيان للتحدّث إلى الجنود وإقناعهم بالإستسلام". كما حذّر من أن "الوضع طارئ بالنسبة إلى الحكومة الأفغانية"، إذ "عليهم تكثيف هجومهم المضاد في أقرب وقت ممكن".

وانخرطت القوات الأفغانية و"طالبان" في مواجهات ضارية في المناطق الريفية الوعرة منذ بدأ الجيش الأميركي آخر مراحل سحب جنوده البالغ عددهم 2500 منذ الأوّل من أيار، بينما يطرأ الجمود على محادثات السلام في الدوحة بين ممثلي الجانبَيْن.

وعلى الرغم من المكاسب السريعة التي حققتها "طالبان"، مضت الولايات المتحدة قدماً بعملية الإنسحاب في إطار قرار الرئيس جو بايدن سحب كامل القوات الأميركية من أفغانستان بحلول ذكرى مرور 20 عاماً على إعتداءات 11 أيلول الإرهابية.


MISS 3