لقاح كورونا... كيف التعامل مع آثاره الجانبية؟

02 : 00

قد تترافق جميع اللقاحات، بما في ذلك الأنواع التي تستهدف فيروس "كوفيد-19"، مع آثار جانبية محتملة. تمت المصادقة على 15 لقاحاً ضد كورونا حول العالم اليوم، ويُستعمل كل لقاح منها في بلد واحد على الأقل. وفق منظمة الصحة العالمية، تتعدد الآثار الجانبية الشائعة لهذه اللقاحات، منها التعب، والحمى، والصداع، والأوجاع الجسدية، والقشعريرة، والغثيان، والإسهال، والألم في موقع الحقنة. يتأثر كل فرد باللقاح بطريقة مختلفة. يواجه البعض آثاراً جانبية خفيفة أو معدومة، بينما يتعامل آخرون مع آثار جانبية متعددة ويمرضون. كيف يمكن التعامل إذاً مع الآثار الجانبية إذا وُجِدت؟

علاجات شائعة

قد يتساءل كل من يشعر بالقلق من آثار اللقاح الجانبية حول صوابية أخذ دواء شائع قبل تلقي اللقاح لتجنب أي عواقب محتملة. لكن لا توصي "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" بهذه الخطوة. قد تكون الخطوات الرامية إلى تجنب أعراض مشاكل صحية أخرى فكرة صائبة، لكن يختلف الوضع مع كورونا.

من الأفضل أن تنتظر وتتأكد من ظهور آثار جانبية معينة ثم تعالجها بطريقة فردية، بدل الاتكال على التوقعات وأخذ منتجات لا تتطلب وصفة طبية مسبقاً.

يجب أن تقصد الصيدلي قبل أخذ أي أدوية شائعة لتخفيف الآثار الجانبية الناجمة عن اللقاح. وبما أن الصيدلي يعرف الأدوية التي تأخذها ويكون مطّلعاً على تاريخك الطبي، سيتوقع أي تفاعلات محتملة.

لكن ماذا لو عجز الفرد عن التواصل مع الصيدلي المعتاد واحتاج إلى راحة فورية من الأوجاع العضلية أو الألم في موقع الحقنة أو الحمى أو هذه المشاكل كلها؟ في هذه الحالة، يمكن الاستفادة من أخذ أدوية مثل الإيبوبروفين (أدفيل)، والأسيتامينوفين أو الباراسيتامول (تايلينول)، والأسبرين.علاجات منزلية

إذا كنت تفضّل ألا تأخذ أدوية شائعة أو تبحث عن علاجات إضافية، قد تستفيد من تقنيات الرعاية الذاتية لتخفيف الآثار الجانبية المشتقة من لقاح كورونا.

لكبح التفاعلات في موقع الحقنة، مثل الألم أو التورم، استعمل منشفة رطبة ونظيفة وباردة على شكل كمادة. قد تساعدك هذه الطريقة أيضاً على تخفيف ألم العضلات والمفاصل.

لمعالجة الألم أو التصلب في الذراع، حرّكها قدر الإمكان. قد تبدو هذه الفكرة غير منطقية أو تُسبب بعض الانزعاج، لكنها تساعدك على كبح التصلب عبر إرخاء العضلات التي تُسبب لك الألم.

إذا كنت مصاباً بالقشعريرة والحمى الخفيفة، احرص على الإكثار من شرب الماء لتجنب جفاف الجسم. يمكنك أن تتجنب السخونة المفرطة أيضاً عبر ارتداء ملابس خفيفة.

الطفح الجلدي

قد يظهر طفح جلدي أحمر وبقعي حول موقع الحقنة، بعد سبعة أيام تقريباً على تلقي أول جرعة من اللقاح، لكن يختلف التوقيت من فرد إلى آخر. إنه جزء من الآثار الجانبية المرتبطة بلقاح "مودرنا".

قد يكون الطفح الجلدي مقلقاً، لكنه لا يطرح خطورة على الحياة. إذا ظهرت هذه المشكلة وأصبحت مزعجة، استعمل ضمادة باردة (منشفة رطبة ونظيفة أو كيس ثلج مغلّفاً بمنشفة).

يقضي خيار آخر بالتكلم مع الصيدلي قبل أخذ أي نوع من مضادات الهيستامين، مثل الديفينهيدرامين (بينادريل)، للتأكد من أنه آمن في حالتك. قد تُسبب مضادات الهيستامين النعاس، لذا من الأفضل ألا تقود السيارة قبل أن تتأكد من طبيعة الآثار التي يُسبّبها الدواء.

بشكل عام، يدوم الطفح الجلدي خمسة أيام، لكنه قد يمتد على ثلاثة أسابيع أحياناً. لا داعي للقلق إذا ظهرت هذه المشكلة في مرحلة لاحقة ودامت أكثر من الآثار الجانبية التي تُسببها لقاحات أخرى.

مدة الآثار الجانبية

يُفترض ألا تدوم الآثار المعاكسة للقاحات كورونا لأكثر من بضعة أيام. اتصل بطبيبك إذا استمرت لفترة أطول.

أحياناً تكون الآثار الجانبية، مثل الحمى والقشعريرة والتعب، جزءاً من أعراض "كوفيد - 19". قد تلتقط العدوى قبل تلقي اللقاح أو بعده مباشرةً، أي قبل أن يحصل الجسم على فرصة إنتاج الأجسام المضادة المناسبة وبناء المناعة اللازمة. كذلك، تكون اللقاحات فاعلة جداً لكنها لا تضمن حماية كاملة ضد الفيروس. تذكّر أن اللقاحات لا تُسبب "كوفيد - 19" لأن أياً منها لا يحتوي على فيروس كورونا بنسخته الكاملة. كل من يصاب بالفيروس بعد تلقي اللقاح يكون قد تعرّض للعدوى قبل بناء مناعة كافية.

إذا استمرت الآثار الجانبية التي تشبه أعراض كورونا، اخضع للفحص وطبّق التوجيهات المرتبطة بالحجر الصحي.

دور الصيدلي أساسي

يستطيع الصيدلي أن يساعدك على تحديد الأدوية الآمنة والمناسبة لك ويقترح عليك أفضل الخيارات عند الحاجة.

يأخذ الصيدلي بالاعتبار تاريخ الفرد الصحي ويحرص على عدم تفاعل أي منتجات شائعة مع أدوية أخرى. كذلك، يستطيع هذا الأخير أن يوصيك بعلاجات منزلية معينة ويشجعك على التواصل مع الطبيب عند الحاجة. حتى أنه قد يشرح لك طريقة استعمال الأدوية ومفعولها وآثارها الجانبية المحتملة.

متى تصبح زيارة الطبيب ضرورية؟

اتصل بالطبيب حين تتفاقم الآثار الجانبية بغض النظر عن نوعها. قد تشمل تلك التفاعلات الألم أو الاحمرار أو ليونة شديدة في موقع الحقنة. يجب أن تلجأ إلى الطبيب أيضاً إذا دام أي أثر جانبي لأكثر من بضعة أيام.

اتصل برقم الطوارئ أو احرص على تلقي رعاية طبية عاجلة إذا أصبتَ بأي ردة فعل تحسسية حادة. قد يؤدي هذا التفاعل إلى حساسية مفرطة ويترافق مع صعوبة في التنفس، أو انسداد الحلق، أو تورم الوجه، أو قشعريرة.

تبقى هذه التفاعلات مع اللقاح نادرة جداً، وتصيب الحساسية المفرطة بين شخصين و5 أشخاص من كل مليون فرد يتلقون لقاحات كورونا.

بشكل عام، تظهر ردود الأفعال التحسسية تجاه اللقاح بسرعة. بعد تلقي جرعة اللقاح، يراقب الطبيب الفرد طوال 15 دقيقة تقريباً للتأكد من إعطائه العلاج اللازم في حال ظهور أي حساسية.

راقب الآثار الجانبية

بعيداً عن الآثار الجانبية الآنف ذكرها، قد تظهر تفاعلات أخرى لكنها لا تشير بالضرورة إلى وجود خطبٍ ما. بل إن الآثار الجانبية تثبت أن اللقاح بدأ يعطي مفعوله وأن الجسم ينتج أجساماً مضادة ويطوّر ذاكرة مناعية لمحاربة أي عدوى مستقبلية.

باختصار، تختلف ردود أفعال الناس تجاه اللقاحات. يواجه البعض آثاراً جانبية أكثر حدة من غيرهم، ولا علاقة لحدّتها بمستوى المناعة في الجسم.


MISS 3