إفتتاح متواضع ومعارضون طالبوا بإلغائه

أولمبياد طوكيو يقهر جائحة كورونا ويُطلق شرارة المنافسات

02 : 00

الألعاب النارية فوق ملعب طوكيو لدى إفتتاح الأولمبياد
إفتُتح رسمياً أمس أولمبياد طوكيو 2020 المؤجّل من الصيف الفائت أمام مدرّجات شبه خالية في الملعب الأولمبي في العاصمة اليابانية، بعد عام من تحدّيات شاقة واجهها المنظمون جراء تداعيات جائحة "كورونا"، وذلك تمهيداً لانطلاق منافسات إحدى أكثر النسخات جدلية في التاريخ بعدما تضمّنت رحلتها قائمة طويلة من التعقيدات، هدّدتها في بعض الأحيان بأن تصبح أول ألعاب حديثة بعد الحرب يتمّ إلغاؤها.

أعلن الإمبراطور الياباني ناروهيتو وهو يرتدي الكمامة البيضاء إفتتاح الألعاب أمام قرابة ألف شخص فقط من المدعوين من كبار الشخصيات والمنظمين والمسؤولين الأولمبيين في الملعب الذي يتّسع لـ68 ألف مقعد، بعد حظر جماهيريّ محلي وأجنبي لحضور الأولمبياد، الذي شكّل النسخة الـ32 من الألعاب الصيفية.

وعلى رغم أنّ المسؤولين اليابانيين حرصوا على تكرار ضمان إقامة ألعاب "آمنة"، معتبرين أنها ستكون "دليلاً على إنتصار البشرية على الفيروس"، الأمر الذي ساهم في تراجع حدة المعارضة الشعبية قليلاً في الأسابيع الأخيرة، إلا انّ أولئك المعارضين أبوا إلا أن تُسمع أصواتهم في اليوم المنتظر. فمقابل المئات من اليابانيين الذين احتشدوا خارج الملعب لمشاهدة الألعاب النارية والاستماع إلى أصوات المسؤولين الصادرة من الداخل، واجههم العشرات من المعارضين الذين طالبوا بإلغاء الأولمبياد واستخدام الأموال المخصّصة له لمساعدة القطاع الصحي، وقد وصلَ صداهم إلى داخل أسوار الملعب.

وفي حين فضّلت غالبية زعماء ورؤساء العالم عدم التوجه إلى العاصمة اليابانية، كان من أبرز الحاضرين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تستضيف بلاده النسخة المقبلة في العام 2024، والسيدة الأميركية الأولى جيل بايدن، الى جانب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ."لحظة أمل"

وقال باخ في كلمته: "اليوم لحظة أمل، نعم، هي مختلفة تماماً عن تلك التي تخيلناها، لكن فلنعتزّ بهذه اللحظة لأننا هنا سوياً، الرياضيون من 205 لجان أولمبية وطنية وفريق اللاجئين الأولمبي يعيشون تحت سقف واحد في القرية الأولمبية". أضاف متوجّهاً إلى الرياضيين: "لقد اضطررتم لمواجهة تحديات كبرى خلال مساركم الأولمبي واختبرتم الكثير من الشكوك خلال الجائحة". وتابع باخ البطل الأولمبي السابق الذي كرر مراراً معارضته لإلغاء الاولمبياد: "لقد عانيتم، ثابرتم، لم تستسلموا، واليوم تحوّلون حلمكم الأولمبيّ إلى حقيقة، أنتم رياضيون أولمبيون حقيقيون. لقد ألهمتمونا، نحن اللجنة الأولمبية الدولية وكامل المجتمع الأولمبي للقتال مثلكم ولأجلكم، ولجعل هذه اللحظة ممكنة"، معتبراً أنّ "الدرس الذي تعلمناه هو أننا نحتاج لمزيد من التضامن بين المجتمعات"، ومؤكداً أنّ هذا التضامن هو أبعد من الاحترام وعدم التمييز، إذ هو يعني المساعدة، المشاركة والاهتمام.

مشاركة رمزية

وبسبب إضطرار المنظمين الى خفص الميزانية نتيجة الخسائر التي تكبدوها، لم يكن الحفل ضخماً ومهيباً كما في النسخ الأخيرة، وانعكس ذلك على الرياضيين الذين حضر منهم زهاء 5700 وهم يرتدون الكمامات إلى الحفل الخالي من صخب الجماهير من أصل قرابة 11 ألفاً سيتنافسون في الألعاب الصيفية. وافتتح الحفل بفيديو يُظهر الرياضيين وهم يتمرّنون في منازلهم خلال الجائحة، قبل أن تطلق الألعاب النارية في سماء الملعب الأولمبيّ ويقف الحاضرون دقيقة صمت تحية للضحايا التي سقطت بسبب الفيروس.

وشهد الحفل لوحات فنية مع تأثيرات بصرية وصوتية مميّزة، وقد جسّد حب اليابان للحرف التقليدية وألعاب الفيديو التي صدّرتها إلى العالم، حيث دخل الرياضيون في طوابير البعثات على وقع أنغام موسيقى من ألعاب يابانية شهيرة، وحمل ستة أشخاص العلم الياباني إلى داخل أرض الملعب وهم أربعة رياضيين، وشخصٌ من ذوي الإرادة الصلبة، وعاملة في المجال الصحّي تقديراً للجهود المبذولة في مواجهة تفشي الوباء. وزيّنت 1824 "درون" سماء الملعب على شكل الكرة الارضية على وقع أغنية "Imagine" (تخيّل) للمغني الإنكليزي الشهير الراحل جون لينون، التي تتحدث عن عالم خالٍ من العنصرية والتمييز الطائفي والعرقي والمجاعة، في إحدى أجمل لوحات الحفل.

مقدّمة البعثة اللبنانية خلال حفل الإفتتاح


بعثة لبنان


وشاركت بعثة لبنان في حفل الإفتتاح، وحملت بطلة الرماية راي باسيل وبطل الجودو ناصيف الياس العلم اللبناني معاً وخلفهما أفراد البعثة المؤلفة من ستة لاعبين وهم الى باسيل والياس، منذر كبارة وغابرييلا الدويهي (السباحة)، محاسن فتوح (رفع الأثقال) ونور الدين حديد (ألعاب القوى)، ومن مدرّبيهم وعدد محدود من الإداريين. وكان رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية الدكتور بيار جلخ والأمين العام للجنة العميد المتقاعد حسان رستم وصلا فجر أمس الجمعة الى اليابان حيث كان في استقبالهما رئيس البعثة اللبنانية إلى أولمبياد طوكيو 2020 المهندس مازن رمضان، وقد انتظم أفراد البعثة في مقرّ إقامتهم في القرية الأولمبية بمواكبة إدارية ولوجستية من رمضان، الذي قام بتوفير كل الظروف والمتطلبات من أجل أفضل مشاركة في هذا الحدث الرياضيّ المهمّ.

مسار الشعلة

وكانت الشعلة وصلت الى الملعب الأولمبيّ بعد مسار صعب تخلله إلغاء غالبية مراحلها في مختلف أنحاء البلاد لتحاشي تجمع الوفود على الطرقات، وأوقدت نجمة كرة المضرب اليابانية ناومي أوساكا المرجل المصمّم على شكل شمس ويرمز الى تلك المتواجدة على العلم الياباني، ليتفتّح على شكل زهرة تجسّدُ الحياة والأمل، وقد وُضع على أعلى تصميم مشابه لجبل فوجي الشهير الأعلى في البلاد.


MISS 3