محمد دهشة

لامبالاة صيداوية بالاستشارت النيابية... وتقلّب الدولار خطف الأنظار والإهتمام

سائقو الفانات والحافلات يقفلون مصفاة الزهراني: نريد حلاً عادلاً وإلا التصعيد

27 تموز 2021

02 : 00

اعتصام سائقي الفانات والحافلات عند مصفاة الزهراني

لم تنزل الاستشارات النيابية الملزمة برداً وسلاماً على ابناء صيدا ومنطقتها بالرغم من الاجواء الايجابية التي ترجمت بهبوط لافت في سعر صرف الدولار الاميركي، ولكن اليوم اللبناني الطويل حمل كل التناقضات، من الفوضى والارباك مروراً باستمرار الازمات واستفحالها، وقد تقدّم منها فقدان المازوت من المصافي ووجودها في السوق السوداء حيث حلق سعرها متجاوزاً 200 الف ليرة لبنانية.

وخلافاً للسابق، لم يكثرت أبناء صيدا كثيراً للاستشارات ولا لجمع الاصوات، وخيّمت عليهم معادلة اللامبالاة، بعدما خطف الاضواء "الدولار الاخضر" الذي حلّ نجماً في اروقة المدينة وشوارعها، هبوطاً ثم ارتفاعاً ثم انخفاضاً ثم استقراراً على حافة 18 الف ليرة لبنانية، ففضّلت غالبية محلات الصيرفة اقفال ابوابها، ومن بقي منها راقب التقلبات السريعة وامتنع عن التداول بيعاً او شراء بانتظار هدوء عاصفة السوق، بينما أبقت المحال التجارية على اسعارها بانتظار تعديلها وفق سعر الصرف.

وقال علي بلطجي لـ"نداء الوطن"، وهو يراقب حركة السوق والمارة والارباك في المحال التجارية: "انه يوم جنوني في كل شيء، وكأنّ انقلابا قد حصل، فيما الامر لا يعدو كونه مجرد حقن بنج وجرعات من المسكنات سرعان ما سيزول مفعولها ليعود الألم والمعاناة، ويتكرر مشهد البحث عن الامل والحلول"، آملا في ان "يكون خلاص لبنان قريبا من كل محنه لان العبرة ليست في التكليف وانما في التشكيل، وما جرى مع الرئيس سعد الحريري خير مثال على ذلك".

وعلى وقع الارباك، فرضت الازمة المزيد من التحركات الاحتجاجية التي لم تتوقف اصلا حتى مع نهاية الاسبوع، وميزها تمدّدها الى منطقة الزهراني، حيث أقفل عشرات سائقي الباصات والفانات مدخل مصفاة الزهراني احتجاجاً على عدم تأمين مادة المازوت واضطرارهم لشرائها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، مطالبين بتوزيع عادل للمادة بعدالة، وبتخصيص محطة وقود لتزويدهم كقطاع بالمازوت اسوة بقطاعات أخرى.

واوضح نقيب السائقين في الجنوب محمد العجمي "اننا نعيش المحن وفي عالم تتحكّم فيه الذئاب كما قال الامام المغيب موسى الصدر"، معتبراً ان "ازمة السائقين تفوق الوصف، واذا بقي الامر على حاله فإننا سنضطر الى التوقف عن العمل وتصعيد التحركات الاحتجاجية حتى نحصل على أبسط حقوقنا في تأمين مادة المازوت أسوة بغيرنا"، رافضا "شراء المادة من السوق السوداء وقد فاق ثمنها الـ 200 الف ليرة لبنانية وفي الوقت ذاته نرفض الانتظار في الطوابير وبالساعات على ابواب المحطات، علماً ان كثيراً منها مقفلة ولا يوجد الا واحدة تعمل"، متسائلاً "كيف تتوفر المادة في السوق السوداء وفي الجبال والوديان وراء العيون وقد وصل سعرها الى نحو 250 الف بينما رأسمالها نحو 40 الف ليرة لبنانية فقط وفي السوق الرسمي نحو 60 الف ليرة لبنانية؟ انه الجشع والطمع الذي لا يرحم".

وصب السائقون الذين قرروا ابقاء الاعتصام مفتوحا امام مدخل المصفاة، جام غضبهم على المافيات التي باتت تتحكّم بالسوق السوداء، بالبنزين والمازوت والادوية والمواد الغذائية والاستهلاكية، متسائلين "اين دور الهيئات الرقابية والمحاسبة؟ كل واحد فاتح دكان على حسابه وبلا رقيب او حسيب"، داعين الى تخصيص محطة لهم وتوزيع المادة على البلديات وبدورها على محطات المنطقة لتنظيم التعبئة بعدالة وشفافية، مؤكدين ان المواطنين لم يعودوا قادرين على تحمّل زيادة جديدة في رسوم النقل".

وهدّد السائقون بتنفيذ اضراب مفتوح واقفال المصفاة في حال لم يُستجب لمطالبهم، بينما ابلغوا من مخابرات الجيش اللبناني ان المازوت الموجود داخل المصفاة يتم نقله لصالح الجيش اللبناني بصهاريج عسكرية ومدنية وهو خاص به دون سواه، تفادياً لاي اعتراض او اشكال.

توازياً، قطع سائقو الشاحنات الطريق الرئيسي عند مدخل صيدا الشمالي مقابل مدينة الرئيس رفيق الحريري الرياضية، في تحرك هو الثالث لهم خلال عشرة ايام، وركنوا شاحناتهم وسط الطريق في الاتجاهين الامر الذي تسبّب بزحمة سير خانقة، وذلك احتجاجا على عدم توفر المازوت واذلالهم على المحطات للتزود بها، وسط انتشار لعناصر الجيش في المكان، مطالبين الفاعليات بتأمين مادة المازوت لهم ليتمكنوا من الذهاب الى اشغالهم.

وفقدان المازوت دفع بعدد من الناشطين وابناء صيدا القديمة الى قطع الطريق البحرية قبالة المرفأ الجديد بحاويات النفايات المشتعلة احتجاجا على اطفاء المولدات، بينما قطع محتجون شارع رياض الصلح الرئيسي عند البوابة الفوقا وعند مستيرة الاميركان.


MISS 3