مايز عبيد

طرابلس على العتم لأيام والناس تترجم غضبها بالرصاص

28 تموز 2021

02 : 00

الأهالي يوقفون صهريج مازوت في طرابلس كان متّجهاً إلى بيروت

لم تنم مدينة طرابلس ليلة أمس الأول من زخات الرصاص المتواصلة، كذلك لم ينم أهلها أمس لأن لا كهرباء في بيوتهم في عزّ موجة الحرّ التي تضرب المدينة وضواحيها هذه الأيام؛ وقد قرر أصحاب المولدات الخاصة إطفاءها حتى إشعار آخر وفي انتظار تأمين المازوت الذي يهدد فقدانه بفوضى عارمة في كل المناطق.

واستمرت الإحتجاجات على نفاد مادة المازوت حتى من السوق السوداء، بالإضافة إلى عدم قيام أغلب محطّات الوقود بتعبئة البنزين أيضاً. المولدات الخاصة هي الأخرى توقفت عن العمل، وما لم يفعل حتى اللحظة بشكل نهائي، نفّذ تقنيناً قاسياً بسبب الشحّ في المازوت. وعليه، عمد سائقو السيارات العمومية وأصحاب المولدات إلى قطع العديد من الطرقات في المدينة أمس وسرى هذا القطع على العديد من المناطق المجاورة لطرابلس وعلى مناطق شمالية أخرى. وفي حين تمنّعت مصفاة البداوي عن تسليم المازوت ـ ويقال أن ذلك سينسحب على الأيام المقبلةـ فإن إنقطاعه اليوم يشكّل عامل فوضى واسعة تعيشها المدينة وقد يؤدي إذا ما استمر إلى انهيار كل القطاعات فيها والتي تعيش اليوم أسوأ أيامها، لا سيما في القطاعات الصحية والأسواق التجارية.

ومساء أمس وأمس الأول، توقّفت المولدات الخاصة (كهرباء الإشتراك) عن العمل في طرابلس بعد نفاد مخزونها من المازوت، الأمر الذي دفع المواطنين للنزول بغضب إلى الشوارع بعدما نام بعضهم على الدرج فيما درس اولادهم على نور الشموع، واطلقوا النار في الهواء تعبيراً عن احتجاجهم على ما آلت إليه أمورهم، حيث عاشت المدينة ليلة طويلة من الفوضى والعتمة، تخللها صوت الرصاص الذي كان يلعلع في سمائها المتشحة بالسواد، وبليل الظلام، حيث استمرّ إطلاق الرصاص حتى ساعات متأخرة من ليل أمس.

في السياق، نزل أهالي منطقة باب التبانة الغاضبون إلى الشوارع أمس، منددين بالأوضاع المعيشية والإقتصادية الصعبة وانقطاع الكهرباء المتواصل عن منطقتهم.

وربما كان ما يجري في طرابلس هو ما دفع الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي إلى تحديد أولويات حكومته المنتظرة بتأمين الكهرباء والمازوت وسواها من المواد الحياتية اليومية وعدم إعطاء جرعات أمل إضافية أكبر من ذلك من قبيل المشاريع وفرص العمل المفقودة في المدينة، لكنّ المازوت والأدوية بات شغل الناس الشاغل فما عادت تفكر في سواها.

إنقطاع المازوت عن مولدات الإشتراك؛ والتقنين القاسي في التيار الكهربائي؛ هاتان القضيتان شكّلتا أعلى درجات المعاناة لدى المواطنين في مناطق جوار طرابلس، لا سيما في عكار والمنية والضنية. فقد باتت القرى العكارية ليلتها أمس وأمس الاول من دون كهرباء، في حين يعاني الكثير من المزارعين من شح المازوت وسط حاجتهم الماسة إليه من أجل ري مزروعاتهم في هذه الأيام. هذا وتمتنع شركات عدة عن إرسال صهاريجها إلى عكار بسبب أعمال السطو التي كانت تتعرض لها على الطريق وكان آخرها في المنية، الأمر الذي خلق ويخلق توترات بين المناطق. إلى ذلك تستمر أكثرية محطات البنزين في عكار بالإقفال منذ مدة بعدما شهدت العديد من الإشكالات أمامها خلال فتح أبوابها لتعبئة مادة البنزين، وحيث يعيش المواطن العكاري ضغطاً كبيراً هو أشبه بالحصار المطبق، فلا بنزين ولا مازوت ولا أدوية في الصيدليات وتكاد المنطقة تختنق من الوضع السيّئ الذي تعانيه.


MISS 3